سوريا تستعد لاستقبال سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر
نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، الثلاثاء، قوله، إن سوريا تستعد لاستقبال سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر لتعزيز إمدادات الطاقة المحدودة في بلاده، بسبب أضرار لحقت بالبنية التحتية خلال عهد الرئيس السابق بشار الأسد.
وأوضح خالد أبو دي، أن السفينتين ستولّدان 800 ميجاوات، وهو ما يعادل نصف ما يجري توليده حالياً في سوريا، الأمر الذي يسهم في زيادة حصة المواطن من الكهرباء بنسبة 50% تقريباً.
وأضاف: “حجم الأضرار التي تعرضت لها محطات التوليد والتحويل وخطوط الربط الكهربائي خلال فترة النظام السابق كبير جداً، ونسعى لإعادة تأهيل محطات التوليد وخطوط النقل لتكون الشبكة قادرة على نقل الطاقة”.
ولم يوضح أبو دي موعد وصول السفينتين.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية القطرية إن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، بحث مع وفدٍ سوري رفيع المستوى، ضمَّ وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة أسعد حسن الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، تعزيز المساعدات الإنسانية القطرية لسوريا.
وسبق أن تعهَّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن أنقرة ستفعل كل ما يلزم لإعادة إعمار سوريا.
وتمد تركيا حالياً بعض مناطق شمال سوريا بالكهرباء.
وأنهكت الحرب قطاع النفط والغاز ضمن انهيار الاقتصاد بوجه عام، وحوّلت سوريا إلى مستورد للطاقة؛ وباتت دمشق تعتمد على الاستيراد لتأمين 95% من احتياجاتها النفطية.
وبحسب تقديرات رسمية، تستورد البلاد نحو 5 ملايين برميل شهرياً، أو ما يزيد على 160 ألف برميل يومياً، بعدما كانت تصدّر 150 ألفاً من الخام يومياً قبل عام 2011، بحسب منصة “الطاقة” المتخصصة في القطاع.
وتعاني سوريا نقصاً حاداً في الطاقة إذ لا تتوفر إمدادات الكهرباء من الدولة إلا لساعتين أو ثلاث ساعات يومياً في معظم المناطق.
وتقول الإدارة الجديدة إنها تهدف إلى توفير الكهرباء لمدة 8 ساعات يومياً في غضون شهرين.
وعن هذه الأزمة الخانقة، قال مدير عام شركة “كهرباء حلب”، محمود الأحمد، لـ”الشرق”: “يعتمد عدد ساعات التغذية الكهربائية على كمية الطاقة المولَّدة من محطات التوليد الموجودة في جميع محافظات سوريا”، مشيراً إلى أن “كل محطة تولّد كمية معينة من الكهرباء، حسب كمية الوقود، أو الغاز المتوفرة، ثم يجري رفع هذه الكميات إلى الشبكة العامة”.
وأضاف: “حالياً، يتم توليد الطاقة الكهربائية في سوريا بمقدار يتراوح بين 1200 أو 1300 ميجاوات، إذ يعمل مركز التنسيق الرئيسي في دمشق على توزيع الكمية المولَّدة على المحافظات كافة بالتساوي، بحيث تكون ساعة التقنين موحدة في جميع المحافظات”.
وكانت قدرة الكهرباء في سوريا تبلغ نحو 9 آلاف ميجاوات عام 2012، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وخلال سنوات الصراع السوري على مدار 13 عاماً دُمِّرت 15 من أصل 39 محطة للكهرباء بالكامل، وتضررت 10 محطات جزئياً، في حين تعطل أكثر من نصف البنية التحتية للكهرباء وخطوط النقل في البلاد.
وتقدر الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء السوري بنحو 40 مليار دولار من التكاليف المباشرة، و80 مليار دولار من التكاليف غير المباشرة.
وأصدرت الولايات المتحدة، الاثنين، إعفاءً من العقوبات على المعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة 6 أشهر في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
ويسمح الإعفاء ببعض معاملات الطاقة والتحويلات الشخصية إلى سوريا حتى 7 يوليو. غير أن الإجراء لم يرفع أي عقوبات.