سوريا تعلن بدء تنفيذ “اتفاق الدروز” لبسط الأمن في السويداء

أعلن محافظ السويداء مصطفى البكور، الأحد، بدء تنفيذ بنود الاتفاق مع المرجعيات الدينية الدرزية بتفعيل قصر الشرطة والضابطة العدلية على أبناء المحافظة، وفتح طريق دمشق السويداء وتأمينه، محذراً من أنه “سيتم التعامل بحزم مع أي جهة تهدد المواطنين أو عناصر الأمن”.
وقال محافظ السويداء، في بيان، “بدأنا بتفعيل الشرطة التزاماً بالبيان الصادر عن المرجعيات الدينية وبعض الوجهاء وقادة الفصائل”، مشيراً إلى أن “عناصر الشرطة جميعهم من السويداء باستثناء قائد الشرطة والإداريين”. وأوضح أن “عناصر الشرطة والأمن يتبعون لوزارة الداخلية تحت إشراف قائد الشرطة”.
وأضاف البكور: “بدأنا بتأمين طريق دمشق – السويداء، وتفعيل دوريات سيارة من الأمن لبسط الأمان وحماية المواطنين”. وتابع: “أي جهة ستهدد المواطنين أو عناصر الأمن والشرطة سيتم التعامل معها بحزم”.
ونشرت منصات إعلامية محلية مشاهد مصورة قالت إنها ترصد “بدء دخول الوحدات الشرطية من أبناء السويداء إلى قرية الصورة الكبيرة شمال المحافظة، بالتزامن مع انسحاب عناصر جهاز الأمن العام”، وذلك مع بدء تنفيذ بنود الاتفاق الأخير.
“لا توجد معوقات”
وقال محافظ السويداء، خلال تصريحات صحافية، إنه لا توجد معوقات حتى الآن في تنفيذ بنود الاتفاق، مضيفاً أن “الأمور جيدة وتسير بسلاسة”، وأفاد ببدء دوريات على طريق دمشق السويداء لتأمينه.
وشهدت سوريا خلال الأيام الماضية أعمال عنف في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بالقرب من دمشق، قبل أن تمتد إلى صحنايا ذات الأغلبية الدرزية أيضاً، ما أودى بحياة نحو 28 شخصاً على الأقل.
وقبل يومين، أعلنت الحكومة السورية التوصل إلى اتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية لضمان الأمن في محافظة السويداء.
وقالت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، السبت، إنها تؤكد على مخرجات الاجتماع الذي عُقد قبل يومين، بحضور الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للطائفة، وشيخي العقل يوسف جربوع وحمود الحناوي، والأمير حسن الأطرش، والأمير يحيى عامر، وعاطف هنيدي، ووسيم عز الدين، وممثلين عن الفصائل العسكرية، مشددة على الالتزام بخمسة بنود أساسية.
بنود الاتفاق الذي أعلنته طائفة المسلمين الموحدين الدروز مع الحكومة السورية
- تفعيل قوى الأمن الداخلي (الشرطة) من أفراد سلك الأمن الداخلي سابقاً، وتفعيل الضابطة العدلية من كوادر أبناء محافظة السويداء حصراً، وبشكل فوري.
- رفع الحصار عن مناطق السويداء، جرمانا، صحنايا، وأشرفية صحنايا، وإعادة الحياة إلى طبيعتها فوراً.
- تأمين طريق دمشق – السويداء وضمان سلامته وأمنه، تحت مسؤولية السلطة، وبشكل فوري.
- وقف إطلاق النار في جميع المناطق.
- يُعتبر أي إعلان يخالف هذه البنود أو يتجاوزها، إعلاناً أحادي الجانب.
تسليم أسلحة وذخائر
ونشرت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، الاثنين، صوراً قالت إنها لتسلم مديرية أمن ريف دمشق أسلحة وذخائر من وجهاء وأهالي مدينتي صحنايا وأشرفية صحنايا، في إطار الاتفاق لحصر السلاح بيد الدولة، حفاظاً على الأمن والسلم الأهلي.
وذكرت الوكالة أنه جرى “إطلاق سراح 22 شخصاً تم توقيفهم خلال الأحداث الأخيرة في منطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء”.
من جانبه، نشرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، بياناً، دعت فيه إلى “وحدة الصف”، قائلة إن “الانتماء وأصالة تاريخنا المشترك هي الركائز التي تجمعنا وتمنحنا القوة لمواجهة التحديات”، مشيرة إلى ضرورة “وقف نزيف الدم وترسيخ قيم الأخوة والتسامح”.
ودعت إلى “التمييز بوعيٍ ومسؤولية بين العدو التكفيري الذي يستهدف أمننا واستقرارنا، وبين أبناء وطننا الذين يجمعنا وإياهم العيش والمصير المشترك”.
ذرائع إسرائيلية
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، أن إسرائيل هاجمت هدفاً قرب القصر الرئاسي في دمشق، مجدداً مزاعمه بالسعي لحماية الطائفة الدرزية، فيما اعتبرت الرئاسة السورية الهجوم الذي تعرض له القصر الرئاسي تصعيداً خطيراً.
وفي وقت سابق الجمعة، كلف نتنياهو، في اجتماع أمني، الجيش الإسرائيلي بتحديد أهداف عسكرية وإدارية في سوريا بدعوى “منع التعرض للطائفة الدرزية” ويهدف إلى منع القوات السورية من الانتشار جنوب العاصمة دمشق، وذلك بعد ساعات من إصدار زعماء الطائفة بياناً رفضوا فيه التقسيم أو الانفصال عن الوطن السوري.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الاجتماع، الذي عقد تحت عنوان “مشاورات أمنية”، انتهى إلى قرار باعتبار جنوب سوريا جزءاً مما أطلق عليه “الحزام الأمني” الإسرائيلي.
ويقول مراقبون في إسرائيل إن حكومة نتنياهو تستغل الورقة الدرزية من أجل تحقيق اهداف استراتيجية في سوريا تقوم على تقسيم الدولة إلى مجموعة دويلات للأقليات، واحدة للدروز، وثانية للأكراد، وثالثة للعلويين، ورابعة للسنة.
ويقول العديد من المراقبين إن إسرائيل استغلت التغيير الذي شهدته سوريا، في ديسمبر الماضي، من أجل إضعاف الجيش السوري إلى أقصى درجة ممكنة، مشيرين إلى قيامها بتدمير سلاح المدرعات ومخزونات الصواريخ ومختبرات ومعامل التصنيع العسكرية بصورة كبيرة جداً.
وطن سوري موحد
وأعلن زعماء الطائفة الدرزية في سوريا، الخميس، رفضهم “التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال”، وقالوا في بيان مشيخة عقل طائفة الدروز: “نؤكد على مواقفنا الوطنية الثابتة ومبادئنا الوطنية العروبية وهويتنا السورية وقيمنا الإسلامية”.
وأضافوا: “نحن جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد، ووطننا شرفنا، وسوريتنا كرامتنا، نرفض التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال”، مطالبين “ببسط الأمن والأمان على الأراضي السورية”.
وجاء في البيان: “نؤكد حرصنا على وطن يضم السوريين جميعاً، وخال من الفتن والنعرات الطائفية والأحقاد الشخصية والثارات وحمية الجاهلية”، واختموا قائلين: “يأبى لنا تاريخنا وإرث أجدادنا ووطننا ودماء الشهداء إلا أن نكون يداً واحدة”.
من جانبها، حذّرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، السبت، من أن التصاعد الأخير في أعمال العنف والتدخل الإسرائيلي في سوريا يهددان السلام المستدام في البلاد.