سوريا.. عملية أمنية في طرطوس بعد سقوط 14 من قوات الداخلية
أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، الخميس، إطلاق عملية لملاحقة من وصفتهم بـ”فلول نظام” الرئيس السابق بشار الأسد، في ريف محافظة طرطوس بغرب البلاد، بعد سقوط 14 من قوات الشرطة في كمين “نصبه فلول النظام البائد”، بريف طرطوس.
وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا”، إن “إدارة العمليات العسكرية بالتعاون مع وزارة الداخلية تطلق عملية لضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وملاحقة فلول ميليشيات الأسد في الأحراش والتلال بريف محافظة طرطوس”.
وأضافت الوكالة أن إدارة العمليات العسكرية تمكنت من “تحييد عدد من فلول ميليشيات الأسد في أحراش وتلال ريف طرطوس بينما تستمر في مطاردة آخرين”.
وأفادت وسائل إعلام محلية نقلاً عن مصدر أمني لم تذكر اسمه، قوله إن القوات “فرضت طوقاً أمنياً حول الأحياء التي شهدت اضطرابات، ومهلة 4 أيام ليُسلّم المطلوبون أنفسهم”.
وأضاف المصدر الأمني: “سنداهم الأحياء التي شهدت اضطرابات بعد انقضاء المهلة ونعتقل المطلوبين”.
كمين لقوات الداخلية السورية
وفي وقت مبكر الخميس، أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال السورية محمد عبد الرحمن، سقوط 14 من أفراد الشرطة في “كمين” بريف طرطوس، وسط احتجاجات وفرض حظر تجوّل ليلي بمناطق أخرى، في أعقاب اضطرابات هي الأوسع منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر.
وقال الوزير، في بيان، إن 14 من أفراد الشرطة لقوا حتفهم وأُصيب 10 آخرون، إثر “تعرّضهم لكمين” من قبل من سماهم “فلول النظام البائد”، مشيراً إلى أن “وزارة الداخلية قدمت مثالاً في التضحية والفداء للحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسلامة أبنائها”.
وأضاف: “هذه التضحيات لن تتوقف حتى تحقيق الاستقرار وبسط الأمن للشعب السوري”، متعهداً بـ”الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن سوريا وحياة أبنائها”.
وشهدت مدن سورية بينها دمشق وحلب وإدلب وحماة، حتى ساعة متأخرة مساء الأربعاء، خروج عشرات الاحتجاجات لمطالبة الإدارة الجديدة بمحاسبة “مثيري الفتنة الطائفية” والمحرضين على العنف في البلاد.
حظر تجوّل وانتشار أمني
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن الشرطة فرضت حظر تجول من الساعة 6 مساءً إلى الساعة 8 صباحاً في حمص بعد اضطرابات في المدينة.
ولم يرد متحدثون باسم الإدارة الجديدة في سوريا، التي تقودها إدارة العمليات العسكرية السورية على طلبات للتعليق بشأن حظر التجول.
وتعهدت الإدارة الجديدة مراراً بحماية الأقليات الدينية، التي تخشى من أن تسعى قوات المعارضة السابقة التي تحكم الآن إلى فرض نمط محافظ من الحكم.
ونشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) صوراً لانتشار أمني مكثف في عدة مدن منها حماة ودمشق وحمص، مشيرةً إلى أن الهدف هو “الحفاظ على الأمن والاستقرار، وحماية للممتلكات العامة والخاصة”.
مظاهرات بعد مدن
وشهدت عدة مدن سورية بينها اللاذقية وطرطوس وحمص وجبلة، الأربعاء، مظاهرات واضطرابات وسماع دوي إطلاق نار في بعضها، بعد انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، دون تحديد وقت التقاطه، يظهر حريقاً داخل ضريح رمز ديني للطائفة العلوية في مدينة حلب، مع وجود مسلحين يتجولون في الداخل.
واتهمت وزارة الداخلية من وصفتهم بأنهم “فلول النظام البائد” بالتنسيق مع “أطراف خارجية”، لم تسمها، بالوقوف وراء ما تشهده بعض المناطق في الساحل وحمص من اضطرابات لـ”زعزعة السلم الأهلي والاستقرار في المنطقة”.
وقالت عبر حسابها الرسمي على “تليجرام”، إن الفيديو يعود إلى هجوم شنته قوات معارضة على حلب في أواخر نوفمبر، وإن مجموعات مجهولة تقف وراء هذا العنف، متهمة من ينشر الفيديو الآن بأنه يسعى إلى “إثارة فتنة طائفية”.
وذكرت الوزارة أن بعض أفراد النظام السابق، هاجموا قوات تابعة للوزارة بمنطقة الساحل السوري، الأربعاء، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والجرحى.
وقال متحدث باسم الوزارة، لـ”الشرق”، إن “قواتنا تسعى للحد من انتشار الفوضى والتخفيف من حالة الاحتقان لدى أهلنا، وبذات الوقت ملاحقة فلول النظام التي تسعى لاستغلال المواقف، واعتقالهم وتحويلهم للعدالة”.
وأضاف: “فلول النظام البائد وراء هذه التحركات بالتنسيق مع أطراف خارجية تسعى لزعزعة الاستقرار، لكننا لن نتوانى عن ملاحقتهم ومحاسبتهم عبر قضاء عادل، لن يتوانى عن محاسبة كل مجرم أجرم بحق أهلنا”.