أعلنت الحكومة السورية، عودة الهدوء إلى مدينة حمص، غربي البلاد، الأحد، وسط تعزيزات أمنية وحظر للتجول، أعقب توتراً طائفياً، على خلفية جريمة قتل رجل وزوجته من إحدى القبائل البدوية.
ورصدت “الشرق” انتشاراً أمنياً واسعاً في محيط حي المهاجرين، وفي محيط ساحة الساعة وشارع الدبلان ومركز مدينة حمص وشارع الستين.
وأظهرت المشاهد، عودة الأمور تدريجياً إلى طبيعتها، وسط تأكيدات رسمية بأن الإجراءات المتخذة تهدف إلى ضبط الموقف ومنع امتداد التوتر إلى أحياء أخرى.
وقال وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، إن الدولة والمجتمع نجحاً في تحقيق تهدئة سريعة في حمص، وذلك على الرغم من “فداحة (الجريمة) ومع اندفاع بعض الأهالي نحو ردات فعل انتقامية”.
وأضاف في منشور على “فيسبوك”، أن “ملف السلم الأهلي يتصدر أولويات الحكومة السورية، ولا شك أن الكثير يجب أن يبذل لترسيخه واقعاً معاشاً، بما في ذلك تحقيق العدالة الانتقالية والمحاسبة والمصالحة المجتمعية”.
وفرضت الحكومة السورية، حظراً للتجول لمدة 12 ساعة اعتباراً من الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي (الثالثة مساءً بتوقيت جيرنتش)، قبل أن تعلن الجهات الأمنية استعادة السيطرة وعودة الهدوء إلى مختلف مناطق المدينة.
وبدأت أعمال العنف والاحتجاجات في حمص، بعد جريمة قتل رجل وزوجته، وهما من أفراد قبيلة بني خالد البدوية. وكُتب في موقع الجريمة عبارات طائفية.
وعقب ذلك توجّه أفراد من قبيلة بني خالد التي ينتمي إليها الضحيتان، إلى أحياء ذي غالبية علوية في حمص، ونفذوا “أعمال حرق وتخريب”، استهدفت عشرات المنازل والمركبات والممتلكات الخاصة، وسط إطلاق للنار بشكل عشوائي.
وأعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة حمص، مرهف النعسان، العثور بموقع الجريمة في زيدل، على عبارات تحمل طابعاً طائفياً، وأضاف أن جثمان الزوجة تعرض للحرق.
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، إنه لا يوجد دليل مادي حتى الآن يثبت أن جريمة حمص لها طابع طائفي.
وأضاف البابا لقناة “الإخبارية” السورية، أن “التحقيقات الأولية تؤكد أن العبارات المكتوبة في مكان الجريمة وُضعت بهدف التضليل، وليس لها طابع طائفي”، مشيراً إلى أن جميع الاحتمالات ما زالت مطروحة أمام البحث الجنائي في حمص.
الأمم المتحدة تحث على التهدئة
وقالت نائبة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، إنها تتابع التطورات في حمص عن كثب، بعد التقارير عن هجمات على المدنيين والممتلكات.
وأضافت عبر حسابها على منصة “إكس”: “أؤكد الضرورة القصوى لاستعادة الهدوء، وحماية المدنيين، والالتزام بسيادة القانون، ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف”، مؤكدة أنها تتابع جهود السلطات السورية لمعالجة الوضع.
وقال مدير الصحة في حمص، عبد الكريم غالي، في تصريحات لوكالة الأنباء السورية “سانا”، إن مشافي المدينة استقبلت خلال أحداث الأحد جثماني شخصين يعودان للرجل وزوجته، وهما ضحيتا جريمة القتل في بلدة زيدل، بالإضافة إلى 18 إصابة معظمها ناجمة عن إطلاق النار العشوائي، إضافةً إلى بعض الحوادث.
تُعدّ حمص ثالث أكبر مدينة في سوريا، ويقطنها مزيج من المسلمين السنة والشيعة والعلويين والمسيحيين.
وشهدت المدينة في الأسابيع الأولى بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، توترات عدة، ولكن الوضع بعد ذلك بقي هادئاً إلى حد كبير.
