سادت حالة من “الهدوء الحذر” في محافظة السويداء جنوب سوريا، فجر الجمعة، بعد ليلة شهدت خلالها المحاور الغربية للمحافظة اشتباكات عنيفة استمرّت لساعات بين قوات الأمن الداخلي من جهة، وقوات الحرس الوطني المحلية من جهة أخرى، عقب سلسلة خروقات لوقف إطلاق النار، أوقعت إصابات بين الطرفين.
وأفادت مصادر ميدانية بأن قوات الأمن الداخلي، اشتبكت من مواقع تمركزها في بلدة “المزرعة”، وقريتي “ولجا” و”ريمة حازم” في ريف السويداء، واستهدفت محيط قريتي “عرى” و”سليم”، قبل أن تكثّف هجماتها باتجاه محور “المجدل”، حيث دارت أعنف الاشتباكات.
وأضافت المصادر أن المناوشات، التي اعتادتها المنطقة منذ أشهر تحولت الليلة الماضية إلى مواجهات مباشرة على أكثر من محور، ما دفع قوات الحرس الوطني الدرزية، إلى الرد بقوة عبر استهداف مصادر النيران بالرشاشات الثقيلة والهاون.
من جانبه، قال مدير مديرية الأمن في السويداء، سليمان عبد الباقي، في منشور عبر “فيسبوك”، إن “العصابات ومليشيات الحرس اللاوطني” تواصل استهداف مواقع قوات الأمن الداخلي منذ ثلاثة أيام، مؤكداً أن التعليمات الصادرة تقضي بـ”الرد فقط بعد التوثيق الدقيق لمصادر النيران”.
ونفى عبد الباقي الاتهامات الموجهة لقوى الأمن التابعة لحكومة دمشق، ببدء الخرق، ودعا المدنيين إلى عدم الانجرار خلف “الشائعات”، مؤكداً أنه “لا ضامن للأمن والاستقرار سوى الدولة السورية”.
وفي بيان رسمي، أكدت الحرس الوطني المحلية، تعرض بلدة “المجدل” لـ”هجوم واسع النطاق” استمر لأكثر من ساعة، شاركت فيه مجموعات مسلّحة عبر عدة محاور مستخدمة أسلحة متوسطة وثقيلة وطائرات مسيّرة، في محاولة لـ”كسر خطوط الدفاع”.
وأشار البيان، إلى أن قوات الحرس الوطني، “تصدّت للهجوم وألحقت خسائر كبيرة بالمهاجمين”، مع تعزيز النقاط الدفاعية في المنطقة. ولم يصدر أي تعليق من الطرف الآخر حول تلك الاتهامات.
وقال محافظ السويداء مصطفى البكور عبر منصة “إكس”: “تجاوزات بعض الفصائل وما يُسمّى بالحرس الوطني عبر الهجوم على نقاط فضّ النزاع تُعدّ خرقاً واضحاً للاتفاقات الدولية، وتعرقل جهود الترميم والتحضير لعودة الأهالي المهجّرين، بما يهدد الاستقرار، ويؤخر خطوات العودة”.
في المقابل، أفاد بيان صادر عن ما يسمى بـ”قيادة قوات الحرس الوطني في السويداء”، أنه “منذ مساء الخميس وحتى فجر الجمعة شهدت محاور التماس في القطاع الغربي ومحور غرب المدينة سلسلة من الخروقات العدوانية المنسّقة نفّذتها العصابات الإرهابية التابعة لسلطة دمشق في محاولة يائسة لزعزعة الاستقرار وإحداث تبدّل ميداني في خطوط الجبهات”، على حد وصف البيان.
وأضاف البيان: “تم تسجيل اعتداءات على أكثر من محور، وشملت هجوم من عدة اتجاهات نحو بلدة المجدل، وتحركات عدائية ورمايات من المنصورة، وريمة حازم باتجاه بلدتي سليم وعتيل ورمايات، واستهدافات من الشقراوية وتل حديد باتجاه المحور الغربي للمدينة”.
وتابع البيان: “تصدّت قواتنا المنتشرة في القطاعات والمحاور لهذه الهجمات بإسناد مباشر من قوات التعزيز والدعم والمؤازرة، وتمكنت من تدمير عدد من العربات القتالية المعادية، إضافة إلى سقوط ضحايا في صفوف القوات المهاجمة ما أجبرها على التراجع تحت الضغط الناري المركز”.
ورغم حدة المواجهات، لم تُسجّل أي تغييرات في خرائط السيطرة، فيما بقيت أصوات الاشتباكات تُسمع في محيط السويداء خلال ساعات الليل، قبل أن يعود الهدوء الحذر مع ساعات الفجر.
ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شهدت محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، أعمال عنف بين فصائل درزية مسلحة، وقوات حكومية وجماعات مسلحة تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة.
