27 مايو 2025Last Update :

صدى الاعلام_كشفت وكالة “رويترز” بشكل حصري أن خمسة مصادر مطلعة أخبروا الوكالة أن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر، وقد عقدتا في الأسابيع الأخيرة اجتماعات وجهاً لوجه بهدف تهدئة التوترات ومنع الصراع في المنطقة الحدودية بين الخصمين اللدودين.

وتمثل هذه الاتصالات تطوراً هاماً في العلاقات بين دولتين كانتا على طرفي نقيض من الصراع في الشرق الأوسط لعقود، حيث تشجع الولايات المتحدة الحكام الإسلاميين الجدد في دمشق على إقامة علاقات مع إسرائيل، بينما تخفف إسرائيل من قصفها لسوريا وفق الوكالة.

كما أنها تبني على محادثات سرية عبر وسطاء منذ أن أطاحت هيئة تحرير الشام الإسلامية بالرئيس السوري بشار الأسد في كانون الأول، وفق ما قاله للوكالة مصدرين سوريين ومصدرين غربيين، بالإضافة إلى مصدر استخباراتي إقليمي مطلع.

وبحسب رويترز التي كشفت اللقاء، تحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الموضوع بالنسبة لدولتين لا تربطهما علاقات رسمية، ولهما تاريخ من العداء. ولم يُعلن عن المحادثات المباشرة ونطاقها سابقاً. على الجانب السوري، أفادت المصادر بأن الاتصالات جرت بقيادة المسؤول الأمني الكبير أحمد الدالاتي، الذي عُيّن محافظًا لمحافظة القنيطرة، الواقعة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، بعد سقوط الأسد. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، عُيّن الدالاتي أيضًا مسؤولًا عن الأمن في محافظة السويداء الجنوبية، موطن الأقلية الدرزية في سوريا.

ولم تتمكن رويترز من تحديد هوية المشاركين من الجانب الإسرائيلي، على الرغم من أن اثنين من المصادر قالا إنهما مسؤولان أمنيان وفق تقريرها.

وأفادت ثلاثة من المصادر بعقد عدة جولات من الاجتماعات الشخصية في المنطقة الحدودية، بما في ذلك في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.

يشار إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع وجود محادثات غير مباشرة مع إسرائيل قال إنها تهدف إلى تهدئة التوترات، وهو اعتراف لافت جاء عقب تقرير لرويترز يفيد بأن الإمارات العربية المتحدة تتوسط في مثل هذه المحادثات.

احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية منذ حرب عام 1967، واستولت على المزيد من الأراضي في أعقاب الإطاحة بالأسد في كانون الأول، مُعلّلةً ذلك بمخاوفها المستمرة بشأن الماضي المتطرف لحكام البلاد الجدد. كما شنّت حملة قصف جوي دمّرت جزءًا كبيرًا من البنية التحتية العسكرية للبلاد، بينما كانت في الوقت نفسه تضغط على واشنطن لإبقاء البلاد ضعيفةً ولامركزية. لكن القصف والانتقادات خفت حدتهما في الأسابيع الأخيرة.

وفي 14 أيار، قلب اجتماعٌ بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والشرع في الرياض عقودًا من السياسة الأميركية تجاه سوريا رأسًا على عقب، وأشار إلى الحكومة اليمينية الإسرائيلية بضرورة العمل على التوصل إلى تفاهمات مع الشرع.

ووصف مصدر استخباراتي إقليمي تعامل ترمب مع الشرع بأنه جزءٌ محوري من إعادة تنظيم السياسة الأميركية التي أربكت استراتيجية إسرائيل ما بعد الأسد المتمثلة في استغلال تشرذم سوريا.

شهد الهدوء النسبي في أيار أيضًا انخفاضًا في التوترات حول السويداء، التي شهدت أيامًا من الاشتباكات الدامية بين الفصائل المسلحة الدرزية، التي يحظى بعضها بدعم إسرائيلي، ومقاتلين سنة الشهر الماضي.

ووسط أعمال العنف، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية، بما في ذلك غارة جوية خارج القصر الرئاسي المطل على دمشق، والتي اعتبرتها تحذيرًا من التهديدات الموجهة ضد الدروز، وهم فرع من الإسلام له أتباع في سوريا ولبنان وإسرائيل. بينما تُركز المحادثات المباشرة حاليًا على الأمن المشترك، مثل منع الصراع والحد من التوغلات الإسرائيلية في القرى الحدودية السورية، قال مصدران إنها قد تُمهد الطريق لتفاهمات سياسية أوسع.

وقال المصدر المُطلع على المحادثات السرية للوكالة: “في الوقت الحالي، تُركز المحادثات على السلام، كما هو الحال في غياب الحرب، وليس على التطبيع”.

وأشار ترمب بعد لقائه بالشرع إلى أن الرئيس السوري مُستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في نهاية المطاف، مُضيفًا أن ذلك سيستغرق بعض الوقت.

وبحسب الوكالة : “لم يُعلق الشرع على البيان، مُشيرًا إلى أنه يُؤيد العودة إلى بنود اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 الذي أنشأ منطقة عازلة تابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان.

وتشير رويترز إلى أنه “بذل حكام سوريا الجدد جهودًا مُتكررة لإظهار أنهم لا يُشكلون تهديدًا لإسرائيل، حيث التقوا بممثلين عن الجالية اليهودية في دمشق وخارجها، واعتقلوا عضوين بارزين في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي شاركت في الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023.

وجاء في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية إلى وزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي، اطلعت عليها رويترز، “لن نسمح لسوريا بأن تصبح مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل”. ومؤخرًا، أبدت القيادة السورية حسن نيتها بموافقتها على تسليم مجموعة من ممتلكات الجاسوس الإسرائيلي الراحل إيلي كوهين.

شاركها.