سوريون يقاضون روسيا لقصفها “مستشفى كفرنبل” عام 2019
اتهم رجل سوري ومنظمة إغاثية روسيا بانتهاك القانون الدولي عبر قصف مستشفى في الشمال السوري عمدًا عام 2019، خلال شكوى جديدة قدمت للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وقالت وكالة “رويترز” اليوم، الخميس 2 من أيار، إن محققي الأمم المتحدة اتهموا روسيا، بارتكاب جرائم حرب في سوريا، لكنها لم تواجه أي محكمة دولية.
وفي أيلول 2015 تدخلت عسكريًا إلى جانب النظام السوري الذي كان يحاول قمع ثورة السوريين ضده منذ اندلاعها عام 2011، وكانت موسكو المخطط الرئيس لعمليات عسكرية وُثقت فيها انتهاكات لقوانين الحرب الدولية.
ووفق “رويترز”، قُدمت الشكوى الجديدة ضد روسيا أمس الأربعاء، وأعلن عنها اليوم الخميس، وتتهم القوات الجوية الروسية بقتل مدنيين اثنين في سلسلة من الغارات الجوية على مستشفى “كفرنبل الجراحي” في محافظة إدلب شمال غربي سوريا في 5 من أيار 2019.
وقدمت الشكوى إلى اللجنة من قبل ابن عم الضخايا ومنظمة “يدًا بيد من أجل المساعدة والتنمية”، وهي مجموعة إغاثة كانت تدعم المستشفى، الذي كان يقع في منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية آنذاك.
وتعتمد الشكوى على تسجيلات مصورة وأقوال شهود عيان وتسجيلات صوتية، بما في ذلك مراسلات بين طيار روسي ومركز التحكم الأرضي حول إسقاط ذخائر.
المنظمة المشاركة في الشكوى نشرت عبر “فيس بوك” اليوم الخميس، تصريحًا لمديرها الإقليمي فادي الديري، قال فيه إن الهجوم الروسي على مستشفى “كفرنبل الجراحي” كان جزءًا من هجوم منهجي على المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في شمال غربي سوريا.
وأضاف أنه بعد جهود مكثفة على مدار خمس سنوات، قبلت الدعوى بشكل رسمي من قبل محكمة العدل الدولية، بعد توافر الأدلة الكاملة من تسجيلات مصورة، وصوتية، وروايات شهود عيان تصف تفصيليًا هجوم القوات الروسية على مستشفى “كفرنبل” وثلاثة مستشفيات أخرى بالقرب من المنطقة خلال 12 ساعة فقط.
وتمثل مؤسسة “مبادرة العدالة” الحقوقية (وفق بيان لها)، هذه القضية في محكمة العدل الدولية، إضافة إلى أدلة أسهم “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) بجمعها، وتحليلات الخبراء كتحقيق صحفي مفصل من قبل جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إلى جانب البحوث التي أعدتها مؤسسة “الأرشيف السوري” ومنظمة “الأطباء المناصرون لحقوق الإنسان”.
وفي الوقت الذي اتهمت فيه منظمات حقوق الإنسان كلًا من وروسيا والنظام السوري بانتهاك القانون الدولي في سوريا لسنوات، فإن أيًا منهما ليس طرفًا في “نظام روما الأساسي” للمحكمة الجنائية الدولية، وفرص المساءلة نادرة، وفق “رويترز”.
استهداف ممنهج
عام 2019، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تسجيلات صوتية قالت إنها تعود لسلاح الجو الروسي، في أثناء تنفيذه عمليات قصف في سوريا.
وذكرت الصحيفة أنها حصلت على اتصالات أجراها طيارو سلاح الجو الروسي في أثناء قصفه لمنشآت طبية، من خلال فك رموز آلاف من موجات بث الراديو التابع للقوات الروسية، موثقة أشهرًا من نشاط الطيارين.
ويظهر التحقيق الذي نشرته الصحيفة في 13 من تشرين الأول 2019، قصف الطائرات الروسية لأربع مستشفيات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، ومنها مستشفى كفرنبل المشار له في الدعوى القانونية.
ووفقًا لتحقيق الصحيفة الأمريكية، فإن الغارات الجوية استهدفت أربعة مشافٍ خلال 12 ساعة فقط، في أيار 2019، واستعانت الصحيفة بتصريحات شهود عيان وعاملين في مراصد حركة الطيران الحربي، وتسجيلات صوتية لسلاح الجو الروسي، ما اعتبرته “إثباتًا لتورط طيارين روس بشن كل هذه الغارات”.
ومع أن اتهامات متكررة وجهت لروسيا، ونفتها عبر تصريحات نقلها مسؤولين ودبلوماسيين روس، سبق ونشرت حسابات روسية تسجيلات مصوّرة لقصف طال مستشفى “الأتارب” غربي حلب ومحيط معبر “باب الهوى” قرب من الحدود السورية- التركية.
وأظهرت التسجيلات المنشورة في 23 من آذار 2021، استهدافًا مباشرًا للمستشفى وخروج المرضى والكادر الطبي بعد سقوط القذائف بشكل مباشر، كما أظهرت انفجارًا كبيرًا لاستهداف محيط المعبر.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي