لا تزال تداعيات الاشتباكات التي شهدتها مدينة صبراتة الليبية، غربي البلاد،  أول أيام عيد الأضحى،  مستمرة، حيث أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 10 آخرين في منطقة الدبابشة. 

 

اتهامات للحكومة بتمويل الميليشيات والصراع على الغنائم

حمّل عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، علي التكبالي، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة المسؤولية عن هذه الاشتباكات.

 وأوضح التكبالي،  أن أسباب الصراع تعود إلى رغبة المتصارعين في توزيع الغنائم من عوائد تهريب البشر.

وأضاف أن الميليشيات “توغلت وتتنافس على التهريب ومواطن النفوذ”، معتبرًا أن رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، “ضعيف سياسيًا ولن يستطيع مواجهة تلك الميليشيات التي موّلها للإبقاء على حكومته”. وتوقع التكبالي أن تمتد الصراعات إلى مدينة الزاوية القريبة من صبراتة جغرافيًا، في ظل تمدد هيمنة الميليشيات في تلك المناطق، محملًا الدبيبة مسؤولية الفوضى.

غياب المجلس الرئاسي وتورط في تجارة البشر

 

من جانبه، حمل الباحث السياسي الليبي أحمد المهدوي أيضًا حكومة الدبيبة المسؤولية عن اشتباكات صبراتة، معربًا عن أسفه لغياب المجلس الرئاسي ورئاسة الأركان بالمنطقة الغربية. 

وأشار المهدوي، إلى أن صبراتة معروفة بنشاط تهريب وتجارة البشر، وأن النزاع الحالي يرجع إلى رغبة بعض الجهات في مدينة الزاوية السيطرة على تلك التجارة.

ولفت المهدوي إلى أن الجيش الوطني الليبي كان قد حرر صبراتة في السابق قبل أن تتحالف الميليشيات وتعيد السيطرة على المدينة. وأوضح أنه كان يتعين على الدبيبة أن يبدأ بتنظيف صبراتة من الميليشيات قبل أن يبدأ عملية عسكرية في طرابلس.

وكشف المهدوي عن تهديد المدعو “العمو الدباشي” لحكومة الدبيبة في تسجيل مصور، بالكَشْف عن تورط بعض مسؤوليها في نشاط تهريب البشر وتجارة المخدرات.

الوضع الإنساني وجهود التهدئة

 

تسببت الاشتباكات في حالة من الفزع والرعب في كافة أنحاء صبراتة، ولجأت العديد من الأسر الليبية إلى الاختباء خوفًا من تساقط القذائف العشوائية على منازلهم.

وفي ظل هذه الأوضاع، تُبذل جهود مضنية من قبل أعيان ومشايخ المنطقة الغربية لوقف الاشتباكات المسلحة. 

وقد أصدر الهلال الأحمر الليبي نداءً عاجلًا إلى كافة السكان للبقاء في منازلهم، محذرًا جميع الأطراف المسلحة المتصارعة من استهداف المدنيين.

أوضح المصدر أن الاشتباكات اندلعت مساء أول أمس الخميس وتوقفت لساعات قبل أن تتصاعد فجر أمس الجمعة.

وتدور الاشتباكات بين ميليشيات المدعو أحمد الدباشي الملقب بـ “العمو” من جهة، وميليشيات أخرى من مدينة الزاوية غربي البلاد.

بدوره، أعلن المجلس البلدي صبراتة عن تواصله المباشر مع مديرية الأمن وجهاز مكافحة التهديدات الأمنية لضبط الأوضاع، وقد تم التوصل مؤقتًا إلى وقف لإطلاق النار، لكنه سرعان ما انهار.

شاركها.