في موقف أمريكي تجاه الأزمة السودانية، دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جيم ريش، إلى إدراج قوات الدعم السريع ضمن قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، متهمًا إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين في إقليم دارفور.

اتهامات مباشرة بالإرهاب والإبادة الجماعية

وفي منشور رسمي على الحساب التابع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ على منصة “إكس”، قال السيناتور ريش إن ما حدث في مدينة الفاشر من فظائع مروعة لم يكن صدفة، بل كان جزءًا من خطة ممنهجة لقوات الدعم السريع منذ بداية الحرب. 

وأضاف: “لقد مارست قوات الدعم السريع الإرهاب وارتكبت فظائع لا توصف، بما في ذلك الإبادة الجماعية ضد الشعب السوداني”.

دعوة لتصنيف رسمي

وطالب ريش الإدارة الأمريكية بأن تتعامل مع الدعم السريع بوصفها منظمة إرهابية أجنبية، مؤكدًا أن تسمية الأمور بمسمياتها تمثل الخطوة الأولى نحو محاسبة المسؤولين عن الجرائم الجارية في السودان. وأشار إلى أن تجاهل هذه الانتهاكات سيشجع الميليشيا على مواصلة العنف ضد المدنيين في دارفور ومناطق أخرى.

موقف أمريكي يتصاعد

تأتي تصريحات السيناتور الجمهوري في وقت تتزايد فيه الضغوط داخل الكونغرس الأمريكي لدفع الإدارة إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه قوات الدعم السريع، التي تتهمها منظمات حقوقية بارتكاب عمليات تطهير عرقي وجرائم ضد النساء والأطفال خلال الصراع الدائر منذ أبريل 2023. 

كما تعكس هذه الدعوة تحولًا لافتًا في الخطاب السياسي الأمريكي تجاه الأزمة السودانية، بعد شهور من التنديد دون اتخاذ خطوات تنفيذية واضحة.

تداعيات محتملة

ويرى مراقبون أن تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية — إذا تم اعتماده رسميًا — سيشكل نقطة تحول حاسمة في مسار الحرب، إذ سيترتب عليه تجميد أصول وقيود مالية دولية على قادة الميليشيا، إضافة إلى تحجيم الدعم الخارجي الذي تحصل عليه من أطراف إقليمية. كما قد يفتح الباب أمام إجراءات قضائية دولية لملاحقة المسؤولين عن الجرائم الموثقة في دارفور.

سياق أوسع

تزامنت تصريحات ريش مع تصاعد الأزمة الإنسانية في دارفور، خصوصًا في مدينة الفاشر التي شهدت خلال الأسابيع الماضية هجمات عنيفة وعمليات نزوح جماعي.

 وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن مئات الآلاف من المدنيين يعيشون في ظروف قاسية مع تزايد خطر المجاعة والأمراض.

شاركها.