شكك السيناتور الأميركي راند بول في مدى “حكمة وشرعية” سياسات الرئيس دونالد ترمب تجاه فنزويلا وتجار المخدرات المشتبه بهم القادمين من سواحلها.

وخلال حديثه في برنامج (Meet the Press) على شبكة (NBC)، جدد السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي مخاوفه بشأن قانونية الضربات التي تنفذها إدارة ترمب ضد القوارب التي تزعم أنها تحمل مهربي مخدرات، إضافة إلى تصريحات الرئيس بشأن احتمال شن الولايات المتحدة هجمات مباشرة على الأراضي الفنزويلية. 

وقال بول: “عندما تقتل شخصاً، يجب أن تعرف من هو على الأقل، فإذا لم تكن في حالة حرب أو لم يُعلن عن حرب رسمية، فعليك على الأقل أن تعرف اسم هذا الشخص، عليك أن تتهمه بشيء وأن تقدم أدلة، لكن جميع هؤلاء الأشخاص تم تفجيرهم من دون أن نعرف أسماءهم ودون أي دليل على ارتكابهم جريمة”.

وأشار إلى أن المسافة التي تفصل تلك القوارب عن الولايات المتحدة تجعل من الأرجح أن تكون متجهة إلى جزر قريبة مثل ترينيداد وتوباجو، وليس إلى الأراضي الأميركية.

وأضاف بول: “منذ عقود، وربما قرون، حين توقف أشخاصاً في عرض البحر، سواء في المياه الدولية أو داخل مياهك الإقليمية، فإنك تعلن نيتك صعود السفينة وتفتيشها بحثاً عن مواد مهربة أو مخدرات، وهذا يحدث يومياً قبالة سواحل ميامي، لكننا نعلم من إحصاءات خفر السواحل أن نحو 25% من عمليات التفتيش لا تسفر عن العثور على مخدرات. لذلك، إذا أصبحت سياستنا الآن هي تفجير كل سفينة نشتبه في أنها تهرب المخدرات، فسنعيش في عالم غريب يُحتمل أن يكون فيه 25% من الضحايا أبرياء”. 

عمليات سرية

كما تساءل بول عن جدوى إعلان الولايات المتحدة نيتها تنفيذ عمليات سرية تستهدف حكومة دولة أخرى، قائلاً: “إذا أعلنت أنك ستنفذ عملية سرية لوكالة الاستخبارات المركزية، فلن تكون سرية بعد الآن. فعادة، عندما تتجسس على دولة، لا تعلن أنك ستتجسس عليها.. هذا أمر غير مألوف إلى حد ما، وأعتقد أن هناك أشخاصاً داخل إدارته يدفعون باتجاه الحرب مع فنزويلا منذ فترة طويلة جداً”. 

وليست هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها بول السياسة الأميركية تجاه فنزويلا، خصوصاً عمليات القتل خارج نطاق القضاء بحق مشتبه فيهم بتهريب المخدرات.

ففي سبتمبر، كتب على منصة “إكس”: “يا له من موقف شائن وعديم الإحساس أن يتم تمجيد قتل شخص من دون محاكمة”، وذلك بعد أن أشاد نائب الرئيس جاي دي فانس بتلك السياسة.

وقال بول إنه رغم انتقاده لترمب في بعض الملفات، فإنه يحتفظ بتقدير عالٍ له. وأضاف: “أعرف الرئيس منذ أكثر من عقد، ولعبت الجولف معه مرات كثيرة، وأنا أستمتع بصحبته، كنت من أبرز المدافعين عنه خلال محاكمته بغرض العزل، وسأفعل ذلك مجدداً.. أعتقد أنه من أفضل الرؤساء، إن لم يكن الأفضل، لكن هذا لا يعني أنني سأجلس بصمت وأقول: حسناً، افعل ما تشاء”. 

شاركها.