سماهر سيف اليزل
تحتفل مملكة البحرين ودول العالم في السابع من أبريل من كل عام بيوم الصحة العالمي، ويهيئ الاحتفال بيوم الصحة العالمي الفرصة لتسليط الضوء على ما تقدمه البحرين في مجال صحة الأم والطفل، حيث إن مملكة البحرين تحظى بإشادة إقليمية ودولية في مستوى التغطية الصحية المقدمة للأم خلال فترة الحمل وما بعد الولادة وخدمات رعاية الوليد والطفل والمراهق، حيث حققت مملكة البحرين مستويات صحية عالية في مجال رعاية الأمومة والطفولة.
ويدشن يوم الصحة العالمي هذا العام حملة تستمر لمدة عام كامل حول صحة الأمهات والمواليد. وستحثّ الحملة، التي تحمل عنوان «بداية صحية لمستقبل واعد»، الحكومات والمجتمع الصحي على تكثيف الجهود لإنهاء وفيات الأمهات والمواليد التي يمكن الوقاية منها، وإعطاء الأولوية لصحة المرأة ورفاهها على المدى الطويل.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أحدث التقديرات المنشورة تشير إلى أن نحو 300000 امرأة تفقد حياتها بسبب الحمل أو الولادة كل عام، بينما يلقى أكثر من مليوني طفل حتفهم في الشهر الأول من حياتهم، ويولد نحو مليوني طفل آخر ميتين.
وهو ما يقرب من حالة وفاة واحدة يمكن توقيها كل 7 ثوانٍ. وبينت المنظمة أن النساء والأسر في كل مكان تحتاج إلى رعاية عالية الجودة تدعمهن جسدياً وعاطفياً، قبل الولادة وأثناءها وبعدها، بالإضافة إلى تطوير النظم الصحية لإدارة العديد من المشاكل الصحية التي تؤثر على صحة الأم والوليد، والتي لا تقتصر على المضاعفات المتعلقة بالولادة مباشرة، بل تشمل أيضاً حالات الصحة النفسية والأمراض غير السارية وتنظيم الأسرة.
وتقدم وزارة الصحة في مملكة البحرين العديد من خدمات رعاية الأمومة والطفولة للمواطنين والمقيمين، أبرزها الصحة الإنجابية التي تعنى بقدرة الأفراد على الإنجاب وحرية اختيارهم توقيت القيام بذلك، وتشمل أيضاً أن يكون الرجال والنساء على علمٍ بوسائل تنظيم أسرة آمنة وفعالة ومقبولة والحصول على حياة جنسية مُرضِيَّة وأكثر أمانًا كما تشمل الصحة الإنجابية الحصول على فترة حمل وولادة آمنين لضمان صحة الأم والطفل.
وتحث وزارة الصحة على الاهتمام بالصحة الإنجابية للأفراد من خلال العديد من الخدمات الصحية المقدمة في قسم خدمات رعاية الأمومة والطفولة في المراكز الصحية.
و يتم تقديم الخدمات الصحية عن طريق أطباء العائلة، ممرضات خدمة المجتمع والقابلات القانونيات اللاتي تم تدريبهن وتأهيلهن لتقديم الخدمة لجميع المواطنين والمقيمين في المملكة.وتشمل الخدمات:
خدمات رعاية الحوامل: وتعني بالأمهات في مرحلة الحمل، وتتم معاينة ومعالجة جميع الحالات التي يمكن أن تؤثر في صحة الأم والجنين، فتساعد الأمهات في تعدي مرحلة الحمل والولادة بخبرة إيجابية عن طريق: التأكد من أخذها التطعيمات المطلوبة، التأكد من أخذها حمض الفوليك والحديد في فترة الحمل، عمل الفحوصات الإكلينيكية والمخبرية للتأكد من صحة الأم والجنين وتحويل الحامل التي لديها إشارات تحذيرية للأمراض التي تؤثر على الأم والجنين إلى الرعاية الثانوية لمتابعة الحالة، عمل أشعة فوق الصوتية للاطمئنان على صحة الجنين وموقع المشيمة وكمية السائل الأمنيوني.
خدمات الفحص الدوري للطفل: وتهدف إلى الكشف المبكر للأمراض والوقاية منها من خلال: إعطاء التطعيمات اللازمة لجميع الأطفال حسب جدول التطعيمات الإلزامية لمملكة البحرين، فحص دوري شامل للطفل لمتابعة النمو الجسدي والتطور المعرفي الإدراكي اللغوي والاجتماعي والكشف المبكر للأمراض والتدخل لعلاجها، تثقيف الأمهات عن تغذية الطفل وسبل رعايته والحفاظ على سلامته، تحويل الحالات غير الطبيعية للرعاية الثانوية للمتابعة والعلاج.
خدمات تنظيم الأسرة: وتعنى بتقديم خدمة المشورة للنساء حول أنواع وسائل تنظيم الأسرة المتوفرة والمناسبة لكل فئة ومتابعتهم.
خدمات الفحص قبل الزواج: وتهدف إلى تقليل نسبة انتشار أمراض الدم الوراثية الشائعة في الأجيال القادمة في المملكة والكشف عن الأمراض المعدية وعلاجها وتقديم النصائح اللازمة. كما يتم توفير التطعيمات والعلاج للطرفين والتحويل إلى الرعاية الثانوية إذا اقتضت الحاجة. كما يتم تقديم خدمة المشورة الزواجية للمقبلين على الزواج عن طريق الباحثة الاجتماعية في المركز الصحي.
خدمات فحص ما بعد الولادة والإجهاض: ويتم تقديمها في الفترة ما بعد الولادة بستة أسابيع، وتحتوي على الخدمات الآتية: التأكد من رجوع الأم لوضعها الصحي السابق، التشجيع على متابعة الرضاعة الطبيعية، تحديد وسائل تنظيم الأسرة التي تناسب المريضة، مناقشة الأم في الأمور التي تقلقها عن صحتها وصحة الطفل، معالجة المشاكل الصحية المتبقية بعد الحمل، الكشف المبكر لأعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
خدمات الفحص الدوري للمرأة: وتهدف للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم في النساء والعمل للتقليل من عبء المرض على المجتمع والصحة من خلال: زيادة وعي المجتمع بأمراض سرطان الثدي وعنق الرحم، الكشف عن سرطان عنق الرحم من سن 30 إلى 65 سنة عن طريق أخذ مسحة لعنق الرحم. الكشف عن سرطان الثدي من 25 إلى 39 عاماً عن طريق الفحص الإكلينيكي ومن 40 سنة وما فوق عن طريق فحص الثدي الإكلينيكي والماموغرام.
هذا، وقد حقق «مركز البحرين للأورام» إنجازاً طبياً رائداً على مستوى العالم، حيث نجح في استكمال علاج مريض مصاب بفقر الدم المنجلي باستخدام علاج «كاسجيفي» Exagamglogene Autotemcel، الذي يعتمد على تقنية كريسبر للتعديل الجيني في زراعة النخاع. ويُعد هذا المريض أول شخص خارج الولايات المتحدة يُعلن عن تلقيه العلاج بنجاح، مما يعكس ريادة مملكة البحرين عالمياً في مجال الطب الدقيق والحلول الصحية المبتكرة.
ويمثل هذا الإنجاز التزام مملكة البحرين بدمج الابتكارات الطبية العالمية في استراتيجيتها الصحية الوطنية، وتعزيز الشراكات بين المؤسسات، لتوفير وصول شامل إلى علاجات تغير حياة جميع المواطنين، ويُعد هذا الإنجاز نقلة نوعية في مجال الطب الدقيق في مملكة البحرين والمنطقة، ويأتي عقب حصول البحرين في 2 ديسمبر 2023 على مكانة الدولة الثانية عالمياً، والأولى في الشرق الأوسط، التي تعتمد استخدام «كاسجيفي» لعلاج فقر الدم المنجلي SCD والثلاسيميا بيتا المعتمدة على نقل الدم TDT، وذلك بعد إجراء تقييم شامل ودقيق لمعايير السلامة والجودة وفاعلية العلاج، فهذا العلاج يوفر أملاً جديداً لمرضى أمراض الدم الوراثية، ويعزز الجهود الرامية لتطوير دور مملكة البحرين المتنامي في مجال الابتكار الصحي.
ومرض السكلر «فقر الدم المنجلي» هو مجموعة من اضطرابات خلايا الدم الحمراء الوراثية، يصاب به الطفل منذ الولادة، ويؤثر على الهيموجلوبين «البروتين الذي ينقل الأكسجين عبر الجسم»، ويُورَّث عندما يتلقى الطفل جينين وراثيين «واحد من الأب وواحد من الأم» يرمزان للهيموجلوبين غير الطبيعي.
كما قامت وزارة الصحة من خلال مركز الجينوم الوطني بإدراج الأطفال وحديثي الولادة ضمن مشروع الجينوم، مما يعد خطوة مهمة سعيا وراء نظام صحي استباقي ووقائي ومتكامل مع التقنيات الجينية الحديثة والمبتكرة، حيث بدأ المشروع من يناير 2023 بهدف الكشف المبكر عن أي اضطرابات أو أمراض وراثية في المراحل الأولى؛ مما يتيح التدخل المبكر وتقديم العلاج المناسب؛ مما ينعكس على تحسين جودة حياة الطفل وزيادة فرصهم في التمتع بصحة جيدة.
