اخر الاخبار

شجرة الدر وأم كلثوم وعبد الناصر.. وجوه عملات ذهبية مصرية

تاريخ مصر الطويل والعريق تحكيه الكثير من الآثار والوثائق والمراجع، وأيضاً العملات المختلفة التي صدرت في حقب زمنية قديمة ومعاصرة.

 تحفظ مصلحة الخزانة العامة وسك العملة المصرية، العديد من العملات النادرة والحديثة، المرتبطة بأحداث كبرى جرت في تاريخ مصر، وشخصيات مؤثرة في تاريخ مصر.

حديثاً، فتحت المصلحة خزائنها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وعرضت مجموعة متميّزة من العملات والميداليات التذكارية التي ترتبط كل منها بقصة فريدة.  

أسست مصلحة الخزانة متحف سك العملة المصرية كأحد المتاحف المتخصصة والفريدة في مصر، بهدف توثيق تاريخ العملات المصرية وتطوّرها، ورفع الوعي بتاريخ وثقافة مصر من خلال المسكوكات. 

يعتمد المتحف في أسلوب عرضه، على فكرة التقسيم الزمني الذي يرصد تغيّر شكل العملة، بداية من الدولة العثمانية، ثم عصر أسرة محمد علي، وفترة الحماية البريطانية، ومرحلة الاستقلال بدءاً من عام 1922 وصولاً إلى عهد الملك فاروق، ثم عملات عصر الجمهورية، التي شهدت فترة الوحدة مع سوريا تحت اسم “الجمهورية العربية المتحدة”.

ميداليات ملكية

يعرض المتحف مقتنيات تاريخية وتذكارية نادرة من الذهب والفضة للعملات التذكارية، والدروع والنياشين والأوسمة الشرفية من عصور عدّة، تمّ إصدارها في مناسبات مختلفة، كما يضم مجموعة من الميداليات الملكية النادرة من الذهب والفضة، وألبوم من أوراق البنكنوت الملكية.


صلاح رمضان، أمين متحف مصلحة الخزانة العامة وسك العملة قال: “تقوم مصلحة سك العملة بإصدار عملات تذكارية مختلفة، وهي تختلف عن العملات النقدية، حيث لا يمكن تداولها كأموال، وتصدر بقرار من مجلس الوزراء المصري”. 

وأوضح أن هذه العملات الخاصة “تكون من الذهب أو الفضة، وتصدر في مناسبات خاصة مثل مئوية المتحف المصري، ومئوية تأسيس النادي الأهلي، أو تخليداً لشخصيات بارزة مثل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، والرئيس السادات والسيدة أم كلثوم وغيرهم”.

وأشار إلى أن المتحف “يُصدر أيضاً الميداليات التذكارية التي يُقبل عليها الكثيرون، لأنها تمثّل توثيقاً لتاريخ مصر، وتبرز أهم معالمها ورموزها، ومنها المجموعة الخاصة بمسار العائلة المقدّسة في مصر، وهي ترصد المحطات التي مرّت عليها السيدة مريم والسيد المسيح بداية من مدينة الفرما، حتى درنكة في صعيد مصر”.

ولفت إلى أن هذه المجموعة “موثّقة بتوقع البابا تواضروس الثاني، وهناك أيضاً مجموعة ميداليات القاهرة التاريخية، صدرت بمناسبة مرور 1050 عاماً على تأسيس مدينة القاهرة، وتضم أهم معالمها مثل جامع الأقمر، وجامع محمد علي، وقبّة الإمام الشافعي، والسلطان حسن، والسقا (بائع المياه) رمز الحياة في مصر القديمة”.

 تابع: “كذلك تضم مجموعة من كنوز مصر الفرعونية، وهي مكوّنة من 56 نموذجاً بصور الملوك والآلهة والمعابد التي تحكي التاريخ الفرعوني”.

وأشار إلى أن “التاريخ المصري المتنوّع ومتعدد الطبقات، يظهر في إصدارات خاصة من الميداليات، مثل نسخة دينار عبد الملك بن مروان، الذي يعتبر بداية ظهور النقد الإسلامي، والتخلص من آثار الدولة البيزنطية عام 77 هجرية، وهو الدينار الذي يحمل “عبارة لا إله إلا الله”، وقل “هو الله أحد”.

دينار شجرة الدر

هناك ميدالية تحمل صورة دينار الملكة شجرة الدر، التي تولت الحكم بعد وفاة زوجها الملك الصالح، وتحمل هذه العملة كلمات مثل المستعصمة، الصالحية، ملكة المسلمين، والدة المنصور خليل أمير المؤمنين، وهي واحدة من أكثر العملات ندرة في العالم، لأن حكم شجرة الدر لم يستمر سوى شهرين فقط. 

وعلى الرغم من أن سك العملة بدأ في مصر في مرحلة قديمة للغاية، وتحديداً منذ العصر البطلمي، حيث كانت دار السك في الإسكندرية، إلا أنه مع تغيّر الأحوال السياسية، وتوالي حقب الاحتلال المختلفة، تمّ إغلاق دار السك التي كانت تسمّى “الدربخانة” خلال العصر المملوكي.

 ومع بداية العهد الحديث في فترة حكم أسرة محمد علي، كانت العملات المصرية يتم سكها في الخارج، في لندن وبومباي وبودابست وبريتوريا في جنوب إفريقيا.

تقع مصلحة الخزانة العامة وسك العملة، في منطقة قريبة من سور القاهرة الشمالي التاريخي، الذي يضم بابي النصر والفتوح، وهما من أبواب القاهرة القديمة، إذ جاء الطراز المعماري للمصلحة، ليطابق إلى حد كبير طراز باب النصر، وكان أول الإصدارات عام 1954 الريال (عشرة قروش) والخمسة قروش، والقرشين، كعملات معدنية متداولة.

وفضلاً عن العملات التذكارية غير القابلة للتداول، تظهر الأعياد والفعاليات من خلال العملات المتداولة، مثل الجنيه ونصف الجنيه، التي وثّقت أحداثاً مثل افتتاح قناة السويس الجديدة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *