كشف مدير شركة “Gulfsands” النفطية البريطانية، جون بيل، عن بيانات جديدة حول ما وصفه بـ”حجم الاختلاس المستمر” للموارد الطبيعية في شمال شرقي سوريا.

وقال بيل عبر “لينكد إن” اليوم، الأربعاء 3 من أيلول، إنه تم منذ عام 2017 وحتى الآن، تم استخراج أكثر من 55 مليون برميل من النفط والغاز المكافئ بشكل غير قانوني من الآبار النفطية في “البلوك 26” وحده بشمال شرقي سوريا، بقيمة بلغت أكثر من 3 مليارات و850 مليون دولار أمريكي.

وترتبط عمليات الاستخراج “غير المشروعة” هذه، والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم، وفق ما قاله بيل، بكل من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”وحدات حماية المرأة” (YPG) و”الإدارة الذاتية”.

شركة “Gulfsands Petroleum” مقرها المملكة المتحدة، وتعمل في مجال الطاقة بشكل عام وتركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي صاحبة عقد الاستكشاف والتطوير والإنتاج من “البلوك 26” ذي الإنتاج العالي الذي يقع شمال شرقي سوريا، وهذا العقد مصدق بالمرسوم التشريعي رقم “43” لعام 2003 في سوريا.

آثار بيئية وصحية

كشف مدير الشركة البريطانية أنه يتم تحويل الموارد “المختلسة” عبر قنوات السوق السوداء بأسعار أقل بكثير من السوق، مما يعود بالنفع على الجهات الفاعلة غير المشروعة، بينما يحرم الشعب السوري من حصته في الثروة الطبيعية للبلاد.

كما أن الخسائر البيئية والصحية العامة شديدة أيضًا، حيث تلوث تقنيات الاستخراج غير المنظمة وغير المتطورة الأرض والمياه في شمال شرقي سوريا، مما يتسبب في انتشار أمراض في الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية والسرطان، بحسب بيل.

ودعا مدير الشركة إلى إعداد “استراتيجية وطنية سورية مركزية للطاقة”، بهدف الاستفادة من الموارد الطبيعية الأصلية للبلاد من تمويل مرحلة إعادة الإعمار، وتوليد عائدات كبيرة من التصدير، وتحفيز النشاط الاقتصادي، بما في ذلك العمالة والتدريب، للمجتمعات المحلية في سوريا.

وكانت الشركة البريطانية المذكورة أوقفت أعمالها في التشغيل والإنتاج من الآبار في “البلوك 26” منذ بدء الثورة في سوريا عام 2011، عندما فرضت بريطانيا عقوبات اقتصادية على النظام السابق، وتتم عمليات التشغيل منذ ذلك الحين من قبل شركة “دجلة للبترول” (DPC)، دون مشاركة من شركة Gulfsands وفقًا لما ذكرته هذه الشركة على موقعها الرسمي.

توقع إيرادات بمليارات الدولارات

أشار بيل إلى أن الدعوة لإعداد استراتيجية سورية، تأتي في الوقت الذي تكشف فيه عن “بديل في الإنتاج أفضل بكثير من الحالي مع الاستثمار المناسب والرقابة والقدرة الفنية”، دون أن يحدد ماهية هذا البديل.

وقال، “نقدّر أن الإنتاج في جميع أنحاء سوريا يمكن أن يرتفع من معدله الحالي البالغ 80,000 برميل من المكافئ النفطي يوميًا، إلى ما يصل 500,000 برميل من المكافئ النفطي يوميًا”، متوقعًا أن تولد هذه الصناعة النفطية، مع الاستثمار المناسب والرقابة والقدرة الفنية، مليارات الدولارات الأمريكية من الإيرادات سنويًا، إذا كانت تدار بشكل قانوني وآمن وشفاف.

الحل بسيطرة الحكومة

يرى مدير الشركة أن أفضل طريقة للمضي قدمًا هي توحيد صناعة الطاقة تحت السيطرة المركزية للحكومة السورية، من خلال ترتيبات عادلة ومناسبة لتقاسم الإيرادات في مختلف مناطق البلاد.

وقال، “بموجب هذا الترتيب، ومع زيادة الإنتاج، ستشهد جميع المناطق، بما في ذلك الشمال الشرقي، زيادة في الاستفادة من موارد الطاقة في سوريا”.

وأشار بيل إلى الشعب السوري هو من يعاني من تأخير تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية و”قسد”، مؤكدًا أن “GULFSANDS” على استعداد للعودة والاستثمار بشكل آمن ومضمون على نطاق واسع في عملياتها في سوريا بمجرد تنفيذ الاتفاق، وذلك سيساعد في تحفيز العودة الأوسع لشركات الطاقة الدولية، فضلًا عن الاستثمار الأجنبي المباشر الحيوي، إلى سوريا، حسب تعبيره.

وينص الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد “قسد”، مظلوم عبدي، في آذار الماضي، ضمن أحد بنوده على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”.

وأضاف مدير “GULFSANDS”، “لفترة طويلة جدًا، تم اختلاس الموارد الطبيعية السيادية في سوريا، ولذلك تعد إعادة بناء صناعة طاقة تدار مركزيًا وبشكل شفاف أمرًا بالغ الأهمية، لبناء الثقة وعودة الاستثمار الأجنبي، وهذا أمر حيوي لمنح الشعب السوري الوسائل لإعادة البناء والتعافي والمساعدة في خلق مستقبل مستقر وآمن ومستدام”.

مباحثات بين الشركة والحكومة

في 27 من آب الماضي، بحث وفد من “GULFSANDS” برئاسة مديرها العام جون بيل وكبير المستشارين بالشركة آلان دنكان، مع وزير الطاقة السوري، محمد البشير، ونائبه غياث دياب، في دمشق، سبل عودة الشركة كشريك موثوق به لإعادة تطوير قطاع الطاقة في سوريا، وأكدت الشركة استعدادها للعودة إلى العمليات بمجرد أن تسمح الظروف بذلك، وفقًا لما نشره مدير الشركة عبر “لينكد إن“.

وقدم الوفد تحديثًا شاملًا لخطط الشركة لإعادة الدخول إلى آبار “البلوك 26” مثل استكشاف وتطوير آبار جديدة، مؤكدًا أنه تم إعادة التواصل مع الشركاء في سلسلة التوريد الدولية المستعدة لدعم خطة الشركة بالعودة فيما يتعلق بالخدمات والتكنولوجيا والمعدات المطلوبة.

وناقش الجانبان الفرص الاستراتيجية خارج “البلوك 26″، بما في ذلك مقترحات المساعدة في إعادة تنشيط وتأهيل حقول النفط والغاز الأخرى.

وحول اللقاء ذاته، ذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، في آب الماضي، أن وزير الطاقة السوري بحث مع مدير شركة “GULFSANDS” سبل التعاون في قطاع النفط، وإمكانية عودة عمل الشركة في مشاريع إعادة تأهيل وتطوير الحقول النفطية في سوريا.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.