كشفت شركة BMT البريطانية المتخصصة في تصميم السفن وهندسة النظم عن إصدار جديد من عائلة سفنها البرمائية واللوجستية (ELLIDA) تم تطويره ليتوافق مع متطلبات مشروع السفينة الهجومية متعددة المهام (MRSS) الذي تسعى البحرية الملكية البريطانية لتنفيذه.

وقالت الشركة إن “التصميم الجديد المعروف باسم (ELLIDA STRIKE) يتماشى مع خطة إعادة هيكلة أسطول البحرية الملكية البريطانية البرمائي في المستقبل” حيث عرضت نموذجاً للسفينة البالغ طولها 213 متراً خلال معرض DSEI 2025 في لندن، إلى جانب مشاهد رقمية تُظهر قدراتها التشغيلية، وذلك وفقاً لموقع Naval News.

استبدال السفن القديمة

ويهدف مشروع (MRSS) إلى تزويد البحرية الملكية البريطانية بما يصل إلى 6 سفن جديدة لتحل محل سفن الإنزال القديمة HMS Albion وHMS Bulwark، و3 سفن من فئة Bay-class تديرها الخدمة المساعدة للأسطول الملكي (RFA)، إضافة إلى السفينة RFA Argus.

وقد تم تمويل ثلاث سفن أولية من هذا الطراز، على أن تدخل الخدمة مطلع العقد المقبل.

وفي حين أن المتطلبات النهائية للسفينة الجديدة لم تُحدد بعد، تؤكد البحرية الملكية البريطانية أن الهدف هو امتلاك سفن برمائية متعددة الاستخدامات، ومرنة، وقابلة للتعديل، لدعم قوات الكوماندوز المنتشرة في مواقع متقدمة، والاستفادة من التطورات في الأنظمة الخارجية.

كما ستُستخدم السفن في عمليات الإغاثة الإنسانية، والدعم الطبي، والمهام اللوجستية.

تصميم مرن ومسلّح

قال تيم نيلد، مدير تطوير الأعمال في المملكة المتحدة وأوروبا بشركة BMT: “يمثل هذا المفهوم تصميم ELLIDA STRIKE نهجاً تصميمياً قائماً على القدرات، يُبرز الإمكانيات، ويُثبت أن BMT تتمتع بالخبرة والانفتاح على الشراكة مع نضج المتطلبات”.

وأضاف نيلد: “التصميم يستند إلى نهج قائم على القدرات، ويُظهر ما هو ممكن ويؤكد أن BMT تمتلك الخبرة والانفتاح للتطوير مع الشركاء. نحن مستعدون لتكييف تصميمنا مع احتياجات العمليات المستقبلية”.

وتم تصميم سفينة ELLIDA STRIKE وفق المعايير البحرية العسكرية من البداية، وتتميز بقدرتها العالية على التعديل لتلائم المهام المختلفة -من الدعم الطبي إلى القيادة والسيطرة أو النقل اللوجستي- من خلال حاويات مخصصة (PODS) قابلة للتبديل بسرعة.

وتشمل منظومة التسليح قاذفة صواريخ من طراز MK 41 قادرة على إطلاق قذائف دقيقة بعيدة المدى أو صواريخ دفاع ذاتي، إلى جانب مدافع صغيرة وأسلحة طاقة موجهة بالليزر للدفاع القريب.

وقال نيلد:”إنها سفينة حربية وليست مجرد سفينة دعم، صُممت لتصمد وتقاتل في النزاعات عالية الكثافة”.

وأضاف: “سطح السفينة متعدد الأدوار. فحجرات المهام المخصصة لوحدات نقل المرضى، ومرافق القيادة والتحكم المتعددة، كلها عوامل تُبرز مدى اتساع مساحة هذا التصميم”.

وتابع: “كما أُخذ في الاعتبار قابلية التشغيل في الواقع العملي، وسرعة تدفق الأفراد، وكفاءة العوامل البشرية”.

“مساحة عمليات واسعة”

وتحتوي سفينة ELLIDA STRIKE على مركز قيادة وتحكم متطور مع مساحة واسعة للعمليات وغرفة تخطيط مهام، إضافة إلى إمكانية تركيب وحدات قيادة إضافية على السطح أو في السطح متعدد الأغراض.

أما من ناحية الحركة الجوية والبحرية، فقد صُمّمت المرافق الجوية لتشغيل طائرات مأهولة وغير مأهولة، حيث يمكن للسطح استيعاب مروحيتين من طراز CH-47 في وقت واحد، بينما تتسع حظيرة الطائرات لأربع مروحيات من طراز Merlin أو مزيج من الطائرات المأهولة والمسيّرة.

وبدأت شركة BMT العمل على سفينة ELLIDA STRIKE العام الماضي.

ووفقاً لأندي كيمبر، كبير مهندسي السفن في BMT، تهدف فلسفة التصميم إلى إظهار كيف يمكن لمبادئ التصميم الحديثة تلبية المتطلبات التشغيلية المعقدة في مختلف المهام، بدءاً من المساعدات الإنسانية، ووصولاً إلى القتال الحربي عالي المستوى.

وقال كيمبر: “تصميم ELLIDA STRIKE يعبّر عن “تطور طبيعي لعائلة ELLIDA التي نعمل عليها منذ خمس أو ست سنوات”.

وأوضح أن السفينة الجديدة تمثّل “انتقالاً من نموذج الإنزال التقليدي الذي يعتمد على إنزال أعداد كبيرة من القوات إلى الشاطئ، إلى منصة حديثة تركز على نشر فرق صغيرة على مسافات أبعد مع مرونة تشغيلية أكبر”.

السفن البرمائية

وسلط كيمبر الضوء على ثلاثة عوامل تصميمية رئيسية، أولها، أنه بخلاف السفن البرمائية السابقة للبحرية الملكية البريطانية، ستتولى سفينة MRSS الاتصالات البحرية والجوية، وسيتعين عليها القيام بذلك من حيث المدى والأعداد، ما أدى إلى دمج زوارق الإنزال الكبيرة، والمروحيات الكبيرة في تصميم منصة واحدة، وجعلها أكثر كفاءة في تشغيل كليهما.

ومن الاعتبارات الأخرى، توفير أماكن إقامة وجاهزية القوة المُبحرة، فبدلاً من عمليات النقل القصيرة نسبياً إلى منطقة الهدف، صُمّمت ELLIDA STRIKE بافتراض أن مشاة البحرية يستطيعون البقاء على متن السفينة لفترات طويلة.

ولفت كيمبر إلى أن الدافع الثالث هو المرونة والاستقلالية التي توفرها ELLIDA STRIKE، حيث لا يمكن تصميم سفينة لمهمة واحدة أو حمولة واحدة، ما أدى إلى المرونة الجوهرية لتمكين تغيير الأدوار.

ونوّه إلى أن “التحكم الذاتي” سيكون جزءاً أساسياً من السفينة، حيث ستحمل ELLIDA STRIKE أنظمة ذاتية التشغيل، سواء استُخدمت للهجوم، أو دعم كشف الألغام، أو القيادة والتحكم.

وأكدت شركة BMT أن سفينة ELLIDA STRIKE، بشكلها الحالي، ليست بالضرورة السفينة التي ستُقدمها للبحرية الملكية البريطانية.

وأردف نيلد بالقول: “لقد استمعنا بعناية إلى ما تقوله البحرية حول مستقبل قدراتها، والطريقة الجديدة التي ستعمل بها قوات الكوماندوز”.

شاركها.