قالت شركة Wiz لأمن الإنترنت في نيويورك، الأربعاء، إنها عثرت على كمية كبيرة من البيانات الحساسة من شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة DeepSeek بعد أن تُركت متاحة على الانترنت عن غير قصد.
وفي منشور، الأربعاء، قالت Wiz إن عمليات مسح البنية التحتية في DeepSeek أظهرت أن الشركة تركت عن طريق الخطأ أكثر من مليون سطر من البيانات غير مؤمنة.
وشملت المعلومات مفاتيحاً رقمية للبرامج وسجلات الدردشة التي يبدو أنها تلتقط الطلبات المرسلة من المستخدمين إلى مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني للشركة.
وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في Wiz إن DeepSeek تحركت سريعاً لتأمين البيانات بعد أن نبهتها شركته.
وأضاف آمي لوتواك، المؤسس المشارك للشركة: “لقد حذفوها في أقل من ساعة. لكن كان من السهل جداً العثور عليها ونعتقد أننا لسنا الوحيدين الذين عثروا عليها”.
ولم ترد DeepSeek بعد على طلب للتعليق من “رويترز”.
وأشعل نجاح DeepSeek المفاجئ بعد إطلاق مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بها، الحماس في الصين وأثار قلقاً في أميركا.
وقد أثارت قدرة الشركة الصينية الواضحة على مضاهاة قدرات شركة OpenAI الأميركية للذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل بكثير تساؤلات حول بقاء نماذج الأعمال وهامش الأرباح لشركات الذكاء الاصطناعي العملاقة في الولايات المتحدة وفي مقدمتها Nvidia وMicrosoft.
وبحلول الاثنين، تجاوز تطبيق DeepSeek نظيره ChatGPT التابع لـOpenAI في عدد التنزيلات على متجر تطبيقات Apple، ما أدى إلى موجة بيع عالمية في أسهم التكنولوجيا.
“التقطير”
أعرب كبار مستشاري البيت الأبيض هذا الأسبوع عن قلقهم من أن شركة DeepSeek الصينية ربما استفادت من طريقة تستغل تقدم منافسيها من الولايات المتحدة والتي تسمى “التقطير”.
وحسب “رويترز”، فقد يكون من الصعب إيقاف هذه التقنية، التي تنطوي على تعلم نظام ذكاء اصطناعي واحد من نظام ذكاء اصطناعي آخر، وفقاً لمصادر تنفيذية ومستثمرين في وادي السيليكون.
وهزت شركة DeepSeek هذا الشهر قطاع التكنولوجيا بنموذج ذكاء اصطناعي جديد بدا وكأنه ينافس قدرات عمالقة الولايات المتحدة مثل OpenAI، ولكن بتكلفة أقل بكثير. وقد قدمت الشركة التي يقع مقرها في الصين برنامجها مجاناً وجعلته مفتوح المصدر (Open Source).
ويعتقد بعض خبراء التكنولوجيا أن نموذج DeepSeek ربما تعلم من النماذج الأميركية لتحقيق بعض مكاسبه. وتتضمن تقنية “التقطير” أن يقوم نموذج ذكاء اصطناعي أقدم وأكثر تمرساً وقوة بتقييم جودة الإجابات الصادرة عن نموذج أحدث، ونقل تعلُّمات النموذج الأقدم بشكل فعال.
وهذا يعني أن النموذج الأحدث يمكن أن يجني فوائد الاستثمارات الضخمة من الوقت وقوة الحوسبة التي دخلت في بناء النموذج الأولي دون التكاليف المرتبطة بذلك.
هذا الشكل من “التقطير”، والذي يختلف عن الطريقة التي استخدم بها معظم الباحثين الأكاديميين الكلمة سابقاً، هو تقنية شائعة تستخدم في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فهو انتهاك لشروط خدمة بعض النماذج البارزة التي طرحتها شركات التكنولوجيا الأميركية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك OpenAI .
وقال صانع ChatGPT إنه يعرف مجموعات في الصين تعمل بنشاط على تكرار نماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية عبر التقطير ويراجع ما إذا كانت DeepSeek قد استخلصت نماذجها بشكل غير لائق أم لا، حسبما قال متحدث باسم “رويترز”.
