ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، شارك المخرج شريف عرفة في حوار مفتوح أداره الفنان عباس أبو الحسن، تحدث فيه بصراحة عن مسيرته الفنية، أبرز محطاته، وعلاقته بالنجوم الذين عمل معهم، كما كشف عن أسرارٍ من كواليس أعماله، بينها اعترافه باقتباس مشهد شهير من فيلم أجنبي.
قال شريف عرفة إنه لم يخطط لمشواره الإخراجي، موضحاً: “عندما أخرجت أفلامي الأولى مع الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد مثل (اللعب مع الكبار)، لم أكن أخطط، ولا يوجد فنان يضع خطة لخمس أو عشر سنوات قادمة”.
وأضاف أن جميع أفلامه تحمل رابطاً نابعاً من شخصيته، مشيراً إلى أن الفيلم الذي يطرح قضية هو الأكثر وصولاً إلى الناس، وأن من يظن أنه قادر على صناعة فيلم ناجح مسبقاً “كذاب”، على حد وصفه، مستشهداً بما كان يقوله وحيد حامد.
وكشف عرفة أنه ظلّ لسنوات يستدين من وحيد حامد دون أن يسأله الأخير عن سبب تلك الاستدانة، معتبراً ذلك أحد المواقف الإنسانية المؤثرة في علاقتهما الطويلة.
النجوم والتجارب
تحدث المخرج عن عمله مع كبار النجوم مثل عادل إمام، يسرا، ليلى علوي، حسين فهمي، قائلًا إن بعض الممثلين العظماء ليسوا بالضرورة من الصف الأول، وذكر منهم سامي سرحان، محمد يوسف، حسن حسني، سهير الباروني، سناء جميل.
وأشار إلى إعجابه بالممثل الشاب طه دسوقي، معتبراً أنه “موهبة تستحق فرصاً أكبر”.
وأضاف أن أساس عمل المخرج هو نقل الطاقة التي بداخله لكل من يعمل معه، وأن المخرج لا يثبت موهبته الحقيقية إلا بعد أربعة أفلام تحمل توقيعه.
كواليس
اعترف شريف عرفة بأنه اقتبس مشهد إيقاظ عادل إمام لـ ماجدة زكي في “الإرهاب والكباب” من أحد الأفلام الأجنبية، مشيراً إلى أن كلمة عادل إمام الشهيرة “الكباب الكباب لا تخلي عشيتكم هباب” لم تعجبه في البداية، لكن الزعيم أصر على تنفيذها قائلاً: “نعملها ونشوف رد الفعل”، وبالفعل تحولت إلى لازمة يرددها الجمهور حتى اليوم.
أما عن “الناظر”، فقال إنه كان بمثابة “كابوس”، موضحاً: “كنا نعمل بتكنيك قديم لشخصيات كثيرة، وعلاء ولي الدين جسّد الشخصيات النسائية لأنني لم أجد فنانات مناسبات لأدائها”.
وأضاف أن الموهوبين الحقيقيين لا يعرفون الكثير عن القواعد، بينما يعتمد الوسط السينمائي في أحيان كثيرة على “المقلدين”.
وقال عرفة إن مضمون الفيلم مهم، لكن الأهم هو تقديمه بصيغة سينمائية قادرة على الوصول إلى الجمهور، مضيفاً: “لا أقصد أن يكون الفيلم جماهيرياً بالضرورة، لكني أرفض أن يشاهد فيلمي خمسة أشخاص فقط، فالنجاح الحقيقي أن يعيش الفيلم في ذاكرة الناس”.
واعتبر أن أفلام “الناظر”، “يا مهلبية يا”، و”الإرهاب والكباب” من بين أعماله التي حققت هذا النوع من الاستمرارية.
وأضاف أنه يتمنى تقديم فيلم رعب يوماً ما، لأنه لم يخُض هذه الثيمة من قبل.
تأثره بالرواد
واعترف المخرج الكبير بأن أفلام نجيب الريحاني شكلت له “عقدة”، موضحاً: “أفلامه القديمة مثل “سي عمر” و”سلامة في خير” حققت نجاحاً كبيراً وما زالت تحقق حتى الآن”.
كما أشاد بالمخرج الراحل عاطف سالم، واصفاً إياه بأنه “أفضل من صوّر روح البيت المصري” في أفلام مثل “الحفيد” و”أم العروسة”.
وأشار إلى أن حسن الإمام وثق ثورة 1919 في أفلام الأبيض والأسود، وأن المخرج الجيد يتغذى على تجارب كبار السينمائيين والأفلام التي يشاهدها.
وأكد أن المخرج نيازي مصطفى “لم يحصل على فرصته الكاملة رغم كونه أعجوبة ساهمت في تأسيس السينما المصرية الحقيقية”.
واختتم حديثه بالقول إنه بدأ مشواره مع والده سعد عرفة، ثم عمل مع مخرجين كبار مثل حسن الإمام، عاطف سالم، فاضل صالح، محمد خان، ويس إسماعيل يس، معتبراً أن كل منهم “أفاده كمخرج وأسهم في تكوين لغته السينمائية الخاصة”.
شهادات النجوم
قال الفنان حسين فهمي إنه وافق على المشاركة في “اللعب مع الكبار” بعد أن سأل شريف عرفة: “هل سأشارك في فيلم لعادل إمام أم فيلم سينما؟”، فردّ الأخير بأنه فيلم سينما خالص، مما شجعه على الانضمام.
وأضاف فهمي: “شريف يعي جيداً أدواته، ومن أجمل المشاهد التي قدمتها معه كان في فيلم “مافيا” رغم أنه مشهد واحد فقط، لكني وافقت بعد قراءة السيناريو”.
أما الفنانة يسرا، فكشفت أن عبارة “صباح الخير يا حلوين” التي قالتها في “الإرهاب والكباب” كانت اقتراحاً من شريف عرفة، وما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور.
وأشادت ليلى علوي بتميّز المخرج في فهم الموسيقى، قائلة: “قدم أفلاماً موسيقية مهمة مثل “سمع هس” و”يا مهلبية يا”، وكنت فخورة بالمشاركة فيهما وإنتاج الأخير”.
وأكدت السيناريست مريم نعوم أن حضور شريف عرفة في مهرجان الجونة “حدث بحد ذاته”، لأنه نادراً ما يشارك في المهرجانات، مشيرة إلى أنه كان سبباً في عشقها للسينما وقرارها باحتراف الكتابة: “شريف عرفة مخرج ملهم للكتاب والممثلين الذين يعملون معه”.