أفاد شهود عيان حضروا واقعة اغتيال الناشط الأميركي اليميني تشارلي كيرك، الأربعاء، بأن الأخير كان قد بدأ للتو مناظرة حول حوادث إطلاق النار الجماعي والعنف المرتبط بالأسلحة النارية، قبل أن تصيبه رصاصة قاتلة في عنقه، وتودي بحياته عن عمر 31 عاماً.
وقالت الشاهدة رايدون ديشين، لشبكة CBS News، إنها كانت ضمن الحاضرين في فعالية كيرك بجامعة “يوتا فالي”، بالقرب من خيمة “أثبت أنني مخطئ” (Prove Me Wrong) التي يقيمها المؤسس المشارك لحركة “تيرنينج بوينت يو إس إيه” (Turning Point USA)، حيث يدعو الطلاب لتحدي آرائه السياسية والثقافية.
وقالت ديشين: “كنت في الصف الأمامي تماماً”، مشيرة إلى أن كيرك كان يتحدث “بشكل ساخر” عن قضية الرقابة على الأسلحة لحظة استهدافه. وأضافت أنها فجأة رأت كيرك يضع يده على عنقه، كما بدا لها.
وتابعت: “بدأ الدم يسيل في كل مكان وشخصت عيناه.. في تلك اللحظة، رفعت بصري إلى الأعلى لأن الصوت بدا وكأنه أتى من خلفي، من أعلى التلة.. كان إطلاق نار واحد فقط، ثم ارتمينا جميعاً أرضاً.. بعدها طُلب منا الركض، ففررنا جميعاً”.
وذكر شهود آخرون، لمحطة KUTV التابعة لـCBS، أن كيرك كان على وشك الرد على سؤال يتعلق بالعنف المسلح عندما أصيب بالرصاص.
وقبل بدء المناظرة، ذكرت ديشين أن الحاضرين “كانوا يقضون وقتاً ممتعاً” ويستمتعون بالفعالية ويرددون اسم كيرك. وجرى تنظيم اللقاء بمدرسة “أورِم” في ولاية يوتا ضمن جولة “العودة الأميركية” (TPUSA) التي تقيمها الحركة.
وفي مؤتمر صحافي لاحق، قال رئيس شرطة الجامعة، جيفري لونج إن الحضور تجاوز ثلاثة آلاف شخص، في حين لم يكن في المكان سوى 6 عناصر من شرطة الجامعة، بعضهم بملابس مدنية.
وأوضح أن فريقه نسق مع طاقم الأمن الخاص بكيرك، مضيفاً: “نتدرب على مثل هذه المواقف ونفترض أننا نسيطر عليها، لكن للأسف تحدث مثل هذه الأمور”.
لا ترتيبات أمنية كبيرة
وعن طبيعة الإجراءات الأمنية المتخذة خلال الفعالية، قال شهود، من بينهم ديشين، إنه لم تكن هناك ترتيبات أمنية كبيرة، أو أجهزة كشف معادن.
وقال شاهد آخر يُدعى جوردان لاست، لـCBS News، إنه وصل إلى المكان عند بدء الفعالية في الساعة 12:00 ظهراً، مشيراً إلى أنه رأى بعض أفراد الأمن، لكنه مر بجانبهم مباشرةً حتى وصل إلى نهاية الصف، على بُعد نحو 50 إلى 100 قدم إلى يمين كيرك، لأنه كان “يتطلع إلى تحديه في بعض الأمور”.
وأضاف لاست: “أحترمه للغاية، وأردت التحدث إليه… انتهى السؤال الأول وبدأوا بالسؤال الثاني، عندها سمعت صوت إطلاق رصاص قوي”.
وقال شاهد ثالث هو ماكس ستانلي، لاعب فريق البيسبول بجامعة “يوتا فالي”، لـKUTV، إنه كان يقف مع بعض أصدقائه بعيداً عن الخيمة، لكنهم سمعوا صوت الطلقة بوضوح.
وأضاف: “رأيت جسده يسقط ببطء كما لو كان بالحركة البطيئة.. واندفع الناس مسرعين، وحاولت قدر المستطاع مساعدتهم على الخروج”.
وبعد ساعات قليلة على الحادث، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفاة كيرك.
وقال ترمب: “لم يفهم أحد قلب الشباب في الولايات المتحدة كما فهمه تشارلي. لقد كان محبوباً ومحل إعجاب من الجميع، وبالأخص مني، والآن لم يعد بيننا”.
وذكرت وزارة السلامة العامة في ولاية يوتا أن مطلق النار ظل طليقاً حتى مساء الأربعاء. وأضافت أن شخصين جرى توقيفهما عقب الحادث، لكن أُطلق سراحهما لاحقاً بعدما تبين عدم صلتهما بإطلاق النار، فيما وُجهت لأحدهما تهمة عرقلة التحقيق.
من جانبه، قال حاكم يوتا، سبنسر كوكس، إن السلطات تبحث عن “أي شخص” لديه معلومات عن الحادث، مشيراً إلى أن المحققين لا يعتقدون أن هناك شريكاً ثانياً للمنفذ.
وبينما لا تزال دوافع الهجوم مجهولة، سارع مسؤولون منتخبون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى إدانة الهجوم على كيرك، والتنديد بأعمال العنف السياسي.
وقال ترمب إنه أصدر أوامر بتنكس الأعلام الأميركية حتى منتصف يوم الأحد، تكريماً لكيرك.