التقى الرئيس الصيني شي جين بينج الثلاثاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام صينية رسمية.
وقال شي إن العلاقات الصينية الروسية “ضربت مثالاً على العلاقات بين قوتين عظميين”، وأضاف أن العلاقات بين الصين وروسيا تتميز بـ”الود بين الجيران، والتنسيق الاستراتيجي الشامل، والتعاون المتبادل والمفيد”.
بدوره، أعرب بوتين عن امتنانه للرئيس الصيني الذي وصفه بأنه “صديقه العزيز”، على الترحيب الحار في بكين، وقال إن قرار روسيا والصين الاحتفال بالنصر في الحرب العالمية الثانية بشكل مشترك هو “أمر له أهمية كبيرة”.
وأضاف أن “التواصل الوثيق بين روسيا والصين يعكس الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين، والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق”.
وتُعد بكين المحطة الثانية للرئيس الروسي خلال زيارته التي تستغرق أربعة أيام إلى الصين. ووصل بوتين إلى مدينة تيانجين شمال شرقي الصين، الأحد، لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون، والتي شارك فيها قادة من أكثر من 20 دولة، من بينهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومن المقرر أن يحضر بوتين عرضاً عسكرياً لإحياء الذكرى الـ80 لانتصار “حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني” والحرب العالمية ضد “الفاشية” (الحرب العالمية الثانية)، والذي سيُعقد بالعاصمة الصينية بكين في 3 سبتمبر.
زيارة غير مسبوقة إلى الصين
وقالت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”، إن بوتين وصل إلى بكين على رأس وفد من المسؤولين الروس ورجال الأعمال، في زيارة وصفها المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأنها “غير مسبوقة تماماً” إلى الصين.
وفي بيان صدر عقب القمة، أكد قادة الدول الأعضاء العشر رفضهم “حل القضايا الساخنة الدولية والإقليمية من خلال التفكير القائم على التكتلات والمواجهة”.
وفي ما بدا أنه رد على السياسة التجارية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعادت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي التأكيد على التزامها بالحفاظ على “نظام تجاري متعدد الأطراف منفتح وشفاف وشامل وغير تمييزي، ويستند إلى القواعد”.
وجاء في البيان: “تعارض الدول الأعضاء الإجراءات القسرية الأحادية، بما في ذلك الإجراءات الاقتصادية التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والمعايير الأخرى للقانون الدولي، فضلاً عن مبادئ وقواعد منظمة التجارة العالمية”.
وتواجه العديد من الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، وهي كتلة سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية تأسست عام 2001 – عقوبات شاملة ورسوماً جمركية عقابية من الولايات المتحدة.
وشهد اليوم الأخير للقمة، انعقاد الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي، إضافة إلى “اجتماع شنغهاي بلس”، في أكبر قمة سنوية للمنظمة منذ تأسيسها، حيث اعتمدت وثائق رئيسية، أبرزها استراتيجية التنمية للعقد المقبل، وفقاً لوكالة “شينخوا” الصينية.
وخلال القمة، دعا جين بينج إلى ضرورة نبذ “عقلية الحرب الباردة”، وتشكل معسكرات متنافسة، ورفض ممارسات الهيمنة، داعياً بدلاً من ذلك إلى التعاون عبر التعددية والالتزام بالنظام الدولي القائم على الأمم المتحدة، وفق “أسوشيتد برس”.
وشدد شي على ضرورة اعتماد نموذج عالمي متعدد الأقطاب، يقوم على المساواة بين الدول، وعلى أن تكون المساهمة الدولية متعددة الأطراف بدلاً من الهيمنة الواحدة.