اخر الاخبار

صحفيون يحددون رؤيتهم للعمل الإعلامي في سوريا

حدد صحفيون سوريون مجموعة من المبادئ ترسم رؤيتهم لأهم مقومات العمل الإعلامي في سوريا.

واجتمع الصحفيون خلال فعالية بعنوان “نظرة في مستقبل الإعلام السوري” نظمتها مؤسسة “موج” بالتعاون مع عدة جهات إعلامية منها مؤسسة، في فندق “فياريكتا” بدمشق، الثلاثاء 4 من شباط.

ومن أبرز المنظمات التي شاركت بالفعالية، منظمة “بلدي”، وراديو “آرتا” وراديو “روزنة” وموقع “درعا 24” وموقع “الراصد”، و”سيريا انديكاتر” للتحقيقات الاستقصائية، إلى جانب “ميثاق شرف للإعلاميين السوريين” و”رابطة الصحفيين السوريين”

وخلصت الفعالية، إلى مجموعة من المبادئ، أبرزها احترام حق الجمهور في المعرفة والمساءلة، وترسيخ بيئة إعلامية تخدم المصلحة العامة، والعدالة الانتقالية، وإلغاء جميع القيود اللغوية والثقافية التي كانت مفروضة على الإعلام.

كما طالبت بضمان مشاركة قطاع الإعلام في أي نقاشات تتعلق بالعملية الدستورية، واستقلال عمل المنظمات المهنية والنقابية العاملة في قطاع الصحافة.

نقاط أساسية للعمل الإعلامي في سوريا بحسب رؤية صحفيين ومنظمات سورية - 4 شباط 2025 ()

نقاط أساسية للعمل الإعلامي في سوريا بحسب رؤية صحفيين ومنظمات سورية – 4 شباط 2025 ()

لا أفق لإعلام حكومي

وعلى هامش الفعالية، أوضح الكاتب والصحفي السوري يعرب العيسى، ل، أن أول تحدٍ هو وجود إعلام، وهناك تخوف من عدم وجود إعلام في المرحلة المقبلة لأن الإعلام الحكومي إعلام متهالك.

ويعتقد العيسى أن كل محاولات أحياء الإعلام الحكومي لن تصل إلى نتيجة، إضافة إلى عدم وجود مستثمرين في مجال الإعلام.

ولا تزال مؤسسات الإعلام الرسمية مغلقة، باستثناء صحيفة “الثورة” و”الحرية” (تشرين) سابقًا، وصفحات متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتسبب ذلك بإتاحة فضاء للمعلومات المضللة، التي تنقل عن صحفيين أو مؤثرين في مواقع التواصل.

وليس بالضرورة أن يكون الإعلام الوطني إعلامًا حكوميًا، فالتلفزيون السوري، باعتقاد العيسى، لن ينجح بالعودة إلى العمل رغم المحاولات التي يتم العمل عليها وذلك لعدة أسباب.

وأرجع ذلك إلى أن عناصر العملية غير مكتملة، فلإعادة بناء مؤسسة قديمة من المفترض أن يكون هناك عنصر واحد جيد أو أكثر ليتم العمل وترميم العناصر السيئة.

وأضاف العيسى أن معظم الكوادر الجيدة غادرت التلفزيون السوري على مدى السنوات السابقة (مذيعون، محررون،  فنيون، مهندسو الصوت) وبقيت كوادر اعتادت على العمل بنمط معين لا تنفع في المرحلة الجديدة.

ونوه إلى أن التجهيزات متهالكة، إضافة إلى أن الإعلام الرسمي ليس له جمهور، مقترحًا أن تبنى مؤسسة إعلامية جديدة بدل القائمة، وهو أسهل بكثير.

نوعان من الإعلام

وفي المرحلة المقبلة، سيكون هناك نوعان من الإعلام، بحسب يعرب العيسى، الأول مدني وهو ممول من منظمات وجمعيات، وهذا لا يستمر إن لم يستطع أن تكون له أدوات وعناصر للاستمرار بذاته.

والثاني هو إعلام غير سوري يهتم ويعمل في الشأن السوري، وهذا أيضًا لا يمكن المراهنة على استمراره أو ضمان بقائه في نفس التوجه والأجندة التي من الممكن أن تتغير باختلاف الظروف.

وتابع أن هذا يعد خطرًا كبيرًا، بألا تكون لدينا مؤسسة إعلامية راسخة تستطيع الاستمرار مهما تغيرت الظروف.

واستفادت مؤسسات الإعلام المستقلة، أو المحسوبة على المعارضة، وأبرزها كانت حاضرة في الفعالية، من سقوط النظام السوري، للعمل على تغطيات كانت محرومة منها في أغلب المحافظات السورية.

لا توجد آلية لضمان حرية الإعلام لأنه ينتزع حريته بنفسه، بحسب العيسى، الذي يشير اليوم إلى فسحة حرية لأن البلد بحالة عدم تعيين (وضوح)، وإن استطاع الإعلام بهذه المرحلة الانتقالية أن ينتزع لنفسه المكان ويرفع سقف الحرية سيحتفظ به لوقت طويل.

ويعوّل العيسى، الذي عمل في قطاع الإعلام قرابة أربعة عقود في قطاع الصحافة، على الصحفيين أنفسهم، لأنهم هم من يحددون سقف الحرية التي يكتبون بها، ولا توجد سلطة في العالم تعطي الصحافة حرية مطلقة.

تحديات الصحفي المستقل

المديرة التنفيذية لمنظمة “بلدي” في محافظة السويداء، وجيهة الحجار، قالت إن تحديات الإعلام ما زالت مستمرة لأن الصحفيين يتعرضون لضغوطات بغض النظر عن السياقات في أي منطقة جغرافية، فدائمًا الصحفي مستهدف ويمنع من نقل الحقيقة.

وأضافت الحجار، ل، أنه لا يوجد قانون واضح يحكم العمل الصحفي وليس للصحفيين حماية مخصصة، وهم بحد ذاتهم كانوا يعانون دائمًا من نقص اللوجستيات والتي لم تنتهِ بعد، لكن في ذات الوقت هناك الكثير من الصحفيين والصحفيات لديهم قدرات عالية، والتي ظهرت اليوم بشكل كبير في سوريا.

طالبت الحجار بوجود نص دستوري يضمن حرية الإعلام، وحرية الوصول للمعلومة، والتنقل للصحفي، فهذه الخطوات القانونية تضمن حقوق الصحفيين في سوريا.

وكان النظام السوري السابق أصدر القانون “رقم 20” لعام 2022 المرتبط بجرائم المعلوماتية، والذي رأى فيه خبراء تقييدًا لحرية الرأي والتعبير، واعتقل بسببه العديد من الإعلاميين وناشري المحتوى، بذريعة النيل من هيبة الدولة.

وتعطل حاليًا العمل بالدستور لحين تشكيل لجنة من خبراء قانونيين وحقوقيين للنظر فيه وإجراء التعديلات اللازمة.

ولم تكن لدينا ثقافة العمل الصحفي المستقل في سوريا، ولهذا السبب كان الصحفيون الذين يعملون ضمن المؤسسات لهم الحصة الأكبر بالحقوق، لأنهم ضمن مؤسسات محوكمة أو منظمة، بحسب وجيهة الحجار، أما الصحفي المستقل لم يكن يؤخذ عمله على محمل الجد وهو بحاجة لجهد أكثر ليظهر عمله وكفاءته.

ويتحمل الصحفيون والصحفيات مسؤولية كبيرة اليوم، هي السلم الأهلي، لأن الكلمة كافية بإنهاء وإثارة نزاعات، بحسب الحجار، و يجب أن يزداد الوعي المجتمعي أكثر بأهمية العمل الصحفي سواء للصحفي المستقل أو حتى ضمن المؤسسات الإعلامية.

ومن الضروري أن يكون الصحفيين والصحفيات على مسؤولية عالية جدًا مع حذر شديد لكيفية انتقاء المصطلحات ونشر المعلومات لتجنب حدوث أي فتنة بأي مكان.

وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد 8 كانون الأول 2024 ، انتشارًا واسعًا لإشاعات ومعلومات وتسجيلات مصورة وسط غياب الإعلام الرسمي، بينما يحاول صحفيون ومتخصصون بالتحقق من المعلومات تفنيدها.

وكانت رابطة الصحفيين السوريين نظمت، الثلاثاء 4 من شباط، ندوة حوارية بعنوان “دور الإعلام تجاه المرحلة الحالية وآلية التعاطي الإعلامي مع الحوار الوطني والعدالة الانتقالية”، في كلية الإعلام جامعة دمشق.

وحضر الجلسة عدد من طلاب الإعلام والصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وذلك بالتنسيق مع المديرية العامة للشؤون الصحفية والإعلامية بوزارة الإعلام وبمشاركة كلية الإعلام.

وركزت محاور الندوة على كيفية بناء المؤسسات الإعلامية وإعادة الثقة للجمهور نحو هذه المؤسسات التي فقدها خلال 14 سنة، وأيضًا كيفية إعادة هيكلة هذه  المؤسسات لتكون قائمة على مبدأ المهنية والموضوعية.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *