صفقة المعادن تتصدر أجندة المباحثات الأميركية الأوكرانية جدة

وصل مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الاثنين، إلى مدينة جدة، للمشاركة في المباحثات الأميركية الأوكرانية التي تستضيفها السعودية، بشأن إنهاء الحرب مع روسيا.
ومن المقرر أن يصل في وقت لاحق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جدة، على أن يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل المباحثات المقررة الثلاثاء.
وأعرب مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، عن أمله في إحراز تقدم كبير في محادثات أوكرانيا، وتوقيع “صفقة المعادن” بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وقال ويتكوف لشبكة “فوكس نيوز” قبيل مغادرته إلى جدة، إنه من المقرر أيضاً مناقشة مسألة مشاركة المعلومات الاستخباراتية في الاجتماعات، في أعقاب إعلان إدارة ترمب تعليق كافة المساعدات الأميركية إلى أوكرانيا ووقف التعاون الاستخباراتي، لكن المبعوث الأميركي أشار خلال تصريحاته لـ”لفوكس نيوز” إلى أن بلاده “لم تحجب أبداً أي معلومات احتاجها الأوكرانيون لأغراض دفاعية”.
تغير سياسة واشنطن
وتبدلت سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية في إطار سعيها إلى إنهاء الصراع سريعاً، وتحولت واشنطن من حليف لكييف إلى الانخراط في محادثات مباشرة مع موسكو وقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا ووقف تبادل المعلومات الاستخباراتية.
واضطلعت السعودية بأدوار وساطة متعددة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، شملت التوسط في تبادل الأسرى بين موسكو وكييف، واستضافة المحادثات الأميركية الروسية، الشهر الماضي.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة، الثلاثاء، على اتفاقية المعادن بين البلدين وسبل إنهاء الحرب، وذلك في أول اجتماع رسمي منذ لقاء البيت الأبيض الذي شهد “مشادة كلامية” غير مسبوقة بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي ترمب.
وتحت ضغط هائل من ترمب، يبذل زيلينسكي جهداً هائلاً لإظهار التوافق رغم عدم حصوله على “ضمانات أمنية” أميركية تعتبرها كييف أساسية لأي اتفاق محتمل للسلام مع موسكو.
وقال زيلينسكي إنه لن يحضر المحادثات مع المسؤولين الأميركيين، مشيراً إلى أن الوفد الأوكراني سيضم مدير مكتبه، ووزيري الخارجية والدفاع ومسؤول عسكري كبير من مؤسسة الرئاسة.
وقال زيلينسكي في منشور على منصة “إكس”: “نحن ملتزمون تماماً بالحوار البناء، ونأمل في مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والاتفاق عليها”.
وأضاف: “هناك مقترحات واقعية مطروحة. والمهم هنا هو التحرك بسرعة وفعالية”.
وذكر مسؤولون أميركيون، أنهم يعتزمون استغلال الاجتماع مع الجانب الأوكراني بقدر ما، لمعرفة مدى استعداد كييف لتقديم تنازلات ملموسة لروسيا لإنهاء الحرب.
وقال أحد المسؤولين عن المحادثات الوشيكة “لا يمكنك للمرء أن يقول أريد السلام بينما (في الوقت نفسه يقول) أرفض تقديم أي تنازل”.
وأضاف مسؤول آخر: “نريد أن نرى ما إذا كان الأوكرانيون مهتمين ليس فقط بالسلام، بل بالسلام الواقعي”.
وقال ترمب، الأحد، إنه يتوقع نتائج جيدة من المحادثات، مضيفاً أن الولايات المتحدة “أنهت تقريباً” تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف.
إطار عمل لاتفاقية السلام المحتملة
وقال ستيف ويتكوف، والذي يعمل على الترتيب للمحادثات إن بلاده تسعى إلى “التوصل إلى إطار عمل لاتفاقية سلام فضلاً عن وقف مبدئي لإطلاق النار”.
ويدعو زيلينسكي إلى هدنة للعمليات الجوية والبحرية إلى جانب تبادل للأسرى، فيما يقول إنه قد يكون اختباراً لمدى التزام روسيا بإنهاء الحرب.
وترفض موسكو فكرة الهدنة المؤقتة، التي تقترحها أيضاً بريطانيا وفرنسا، إذ تقول إنها محاولة لكسب وقت لكييف ومنع انهيارها العسكري.
الرئيس الأوكراني أعرب أيضاً عن استعداد بلاده لتوقيع “صفقة المعادن” مع الولايات المتحدة والتي تتضمن إنشاء صندوق مشترك من عائدات بيع المعادن الأوكرانية، وهو أمر تعتبره واشنطن ضرورياً لضمان استمرار الدعم الأميركي.
وفي ظل تزايد الشكوك حول الدعم الأميركي، يطالب زيلينسكي الحلفاء في أوروبا، بزيادة الدعم، فيما تتراجع كييف في ساحة المعركة وتواجه ضغوطاً متزايدة للانسحاب من منطقة كورسك الروسية.
وتُظهر خرائط مفتوحة المصدر، أن القوات الأوكرانية التي اجتاحت منطقة كورسك الروسية، الصيف الماضي، محاصرة تقريباً من جانب القوات الروسية.
وتسيطر روسيا على حوالي خُمس أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، كما تواصل قواتها التقدم بمنطقة دونيتسك في الشرق بعد تكثيف الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ على المدن والبلدات البعيدة عن الجبهة.
ووفقاً لزيلينسكي، أطلقت روسيا جواً 1200 قنبلة موجهة، ونحو 870 طائرة مسيرة هجومية، وأكثر من 80 صاروخاً على أوكرانيا في الأسبوع الماضي وحده.