كشف الفيلم الوثائقي “صناعة الموت” تفاصيل عن مصير مئات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام السوري السابق، بعد سنوات من الانتظار، وآلة القتل لنظام بشار الأسد، متناولًا أحداثًا مرعبة لتلك العمليات بحق المعتقلين.

واستعرض الفيلم الوثائقي كيف تحولت مؤسسات الدولة إلى معول وفاة منظم.

فيلم “صناعة الموت” أعده الصحفي جمال المليكي، مقدم برنامج “المتحرّي”، وعُرض عبر منصات قناة “الجزيرة” القطرية، في 28 من آب الماضي.

تزوير أسباب الوفاة

تحدث الفيلم عن خيوط صناعة الموت “الممنهج”، معتمدًا على كم كبير من الوثائق والبيانات الحصرية التي سُربت من داخل المنظومة الأمنية، بالإضافة إلى تسجيلات سرية لاعترافات ضباط متورطين.

وأعلن الفيلم عن فريق “فاتح 115” السري، الذي تمكن من اختراق النظام السوري والحصول على بيانات مفصلة لأكثر من مليون معتقل، موثقًا رحلتهم المأساوية من لحظة الاعتقال والتعذيب، إلى تزوير سبب الوفاة والدفن في مقابر جماعية.

وعرض الفيلم تسجيلات ووثائق حصرية، عبر فريق ميداني شكّله “محمد أبو حية”، وتمكن من الوصول إلى ضباط في المنظومة الأمنية للنظام السابق، واستدراجهم للاعتراف بجرائم قتل المعتقلين.

مصادر المعلومات

اعتمد الفيلم على ثلاثة مصادر أساسية، ومن خلال تتبع ميداني، بدأ قبل سقوط النظام، ومن أبرز المصادر التي اعتمدها جهاز أمني تمكن من اختراق منظومة الأسد الأمنية منذ 2013، حتى سقوط النظام، بالإضافة إلى مصدر خاص كان بصحبة فريق على الأرض ينتزع تسريبات من شخصيات تعمل مع النظام في هندسة القتل.

وحصل الفيلم على ما يقارب من ستة آلاف صورة لضحايا تم إعدامهم، وصولًا لإجراء مقابلة مع الطبيب الشرعي الذي فحص جثثًا وثقتها الصور.

وتم التحقق المنهجي بأكثر من طريقة، ومقاطعة المعلومات بين المصادر، كما أن الجهاز الأمني يمتلك معلومات لأكثر من مليون ضحية، وكذلك آلاف الصور لضحايا لم تنشر بياناتهم من قبل.

كما وثق الفيلم زيارة إلى مقابر جماعية ضخمة، إذ افترض أن مئات الضحايا دفنوا في مستطيلات طولها عشرات الأمتار، وأن “الموت كان عملًا جاريًا حتى آخر لحظة”، وأن تلك الحفر كانت تنتظر المزيد من الجثث.

عرض الفيلم شهادات ومشاهد إنسانية، كأحد مراكز رعاية الأطفال الرضع المحرومين من أهلهم لأنهم معارضون سياسيًا، أو ولدوا نتيجة اغتصاب داخل المعتقلات.

أفلام سابقة

“صناعة الموت” واحد من الأفلام التي أُنتجت عقب سقوط نظام الأسد، ووثقت “الجرائم” التي ارتكبها بحق المعتقلين في سجونه، ومنها فيلم “وما أدراك ما صيدنايا”، إذ وثق معالم سجن “صيدنايا”، الذي يمثل مأساة لأغلبية السوريين ممن عانوا مرارة فقد أقاربهم داخله، ويعكس الناحية التاريخية لهذا السجن، الذي افتتح أواخر الثمانينيات كمركز عسكري، لكنه سرعان ما تحوّل إلى رمز للقمع والتعذيب.

وعرض الفيلم كيفية استخدام السجن لقمع المعارضين السياسيين والعسكريين، خاصة مع بداية الثورة السورية، حيث تحول إلى مكان للإعدامات الجماعية والعنف.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.