وافق صندوق النقد الدولي على تقديم منحتين ماليتين إلى سوريا، تبلغ قيمة كل منحة 150 مليون دولار. ووفقًا للمصادر، سيتم تخصيص المنحة الأولى لدفع رواتب الموظفين الحكوميين، في حين ستُستخدم المنحة الثانية في تحسين البنية التحتية لشبكات الكهرباء في البلاد.
ويأتي هذا القرار بعد قيام المملكة العربية السعودية بتسديد ديون سابقة مستحقة على سوريا بقيمة 16 مليون دولار، ما مهّد الطريق أمام موافقة الصندوق على المنح.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الموافقة الأمريكية، باعتبار الولايات المتحدة صاحبة التأثير الأكبر في قرارات صندوق النقد، كانت حاسمة في اتخاذ هذا القرار، الذي يُعد جزءا من الدعم الدبلوماسي السعودي لدمشق في المرحلة الانتقالية الحالية.
وتُعد هذه الخطوة دفعة إيجابية للاقتصاد السوري، وقد تساهم في تحسين الواقع المعيشي للسكان، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والمجتمع الدولي.
وصندوق النقد الدولي (IMF) هو مؤسسة مالية دولية تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي العالمي، وتسهيل التجارة الدولية، وتقديم الدعم المالي والفني للدول الأعضاء. في سياق سوريا، تشهد العلاقة مع الصندوق تطورات جديدة بعد انقطاع دام 16 عاما، لكن تاريخ التعاون بين الجانبين يعود إلى عقود سابقة.
تاريخ التعاون بين سوريا وصندوق النقد الدولي
المراحل المبكرة: انضمت سوريا إلى مجموعة البنك الدولي عام 1947، وحصلت بين عامي 1963 و1974 على أربعة ائتمانات بقيمة إجمالية 48.6 مليون دولار .
المرحلة الثانية (19741986): حصلت سوريا على 15 قرضا من البنك الدولي للإنشاء والتعمير، لكنها توقفت عن سداد الديون في 1986، مما أدى إلى تجميد العلاقة حتى عام 2002 .
الفترة الحديثة: بين 2002 و2011، ركز التعاون على الدعم الفني والاستشاري دون قروض جديدة، بسبب انخفاض مديونية سوريا وعدم حاجتها لشروط الصندوق الصارمة .
الوضع الحالي: تجديد التواصل بعد انقطاع
استئناف المحادثات: في 2025، أعلنت مديرة الصندوق، كريستالينا غورغييفا عن بدء التواصل مع السلطات السورية بعد انقطاع 16 عاما، بهدف دعم بناء قدرات المؤسسات المالية مثل البنك المركزي لكن بشرط أن يكون الدعم محدودا إلى أن تقوم السلطات بإنجاز الإصلاحات اللازمة في البلاد.
المشاركة في الاجتماعات: تخطط سوريا لإرسال وفد رفيع (وزراء المالية والخارجية ومحافظ البنك المركزي) لحضور اجتماعات الصندوق في واشنطن، وهي أول زيارة من نوعها منذ عقدين.
قدم الصندوق منحا مالية لسوريا سابقا لكن بقيود زمنية:
في الفترة 19631974 تلقت سوريا قروضا من البنك الدولي بقيمة 48.6 مليون دولار .
بين 19741986، حصلت على 15 قرضا إضافيًا .
بعد 1986: توقفت سوريا عن السداد، مما أدى إلى تجميد القروض، رغم تسوية الديون المتأخرة عام 2002
الوضع الحالي: لا توجد قروض جديدة، لكن الصندوق يقدم دعما فنيا لبناء المؤسسات، مع توقعات بتمويل مستقبلي مشروط برفع العقوبات وإصلاحات اقتصادية.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية
