أظهرت صور أقمار اصطناعية، الأربعاء، حجم الأضرار التي خلّفها الهجوم الإسرائيلي على مقرات سكنية يقيم فيها أعضاء في المكتب السياسي لحركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة.
ومن خلف الطوق الأمني، الذي فرضته السلطات القطرية في محيط موقع الهجوم الذي وقع الثلاثاء، ظهرت المباني التي كانت تضم قيادات حماس وهي لا تزال قائمة، إلا أن غرفة واحدة بدت وكأنها كانت الهدف المباشر، حيث انهارت جدرانها وتكدس الركام الرمادي داخلها، وفق وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية من شركة Planet Labs أضراراً في مبانٍ جنوب المجمع المستهدف، لكنها بقيت قائمة، كما طوقت قوات الأمن والطوارئ الموقع ومنعت حركة المرور، فيما لم يتم رصد أي آثار لحريق في محطة وقود مجاورة، وبقيت نوافذ المبنى المجاور سليمة.
ولم تكشف إسرائيل عن نوع الأسلحة المستخدمة، مكتفية بالإشارة إلى “استخدام ذخائر موجهة بدقة لتقليل الأضرار الجانبية”، على حد وصفها.
وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته، إن نحو 10 طائرات شاركت في العملية، وأسقطت قرابة 10 صواريخ.
وذكر المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي على منصة “إكس”، “العملية كانت قيد التخطيط منذ عدة أشهر داخل إسرائيل، في إطار متابعة تحركات قيادات حماس خارج قطاع غزة”، مضيفاً أن “إسرائيل قررت خلال أغسطس تسريع إجراءات تنفيذ العملية، بعد أن أظهرت حماس تشدداً ملحوظاً في موقفها بشأن مفاوضات غزة”، حسب زعمه.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يعقد مناقشات أسبوعية لمراجعة جاهزية كافة الجهات الاستخباراتية والعملياتية، وضمان التنسيق الكامل قبل تنفيذ الضربة.
عملية استهداف على بعد 1800 كيلومتر
وبشأن التفاصيل العسكرية للهجوم على الدوحة، قال المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن نحو 15 مقاتلة شاركت في العملية، حيث أطلقت أكثر من 10 ذخائر جوية دقيقة أصابت الهدف خلال ثوانٍ متقاربة، لافتاً إلى أن “هدفاً واحداً تم استهدافه (وهو المبنى الذي كان يضم قيادات حماس)، وجرى تنفيذ عمليات تزويد بالوقود جواً خلال المهمة”.
فيما ذكرت مصادر إسرائيلية، أن “سلاح الجو ألقى نحو 15 قنبلة دقيقة باتجاه المبنى الذي تواجد فيه قادة حماس”، مشيرة إلى أنه جرى خلال أيام قليلة “الاستعداد لتنفيذ هجوم بعيد، على بُعد نحو 1800 كيلومتر من إسرائيل، في مكان لم يهاجم فيه من قبل”.
ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، نفَّذ جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) العملية عبر شعبة متخصصة يُطلق عليها “مكافحة الإرهاب”، والتي نفّذت أهدافاً ضد قيادات في حركة حماس بالخارج.
وقال مسؤولون إسرائيليون لوسائل إعلام أميركية، إن واشنطن كانت على علم مسبق بالهجوم، وأعطت تل أبيب الضوء الأخضر.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إن إدارته تلقت، صباح الثلاثاء، إخطاراً من الجيش الأميركي يفيد بأن إسرائيل تشن هجوماً ضد قادة من حركة حماس في الدوحة.
وأضاف ترمب في بيان أن قرار الهجوم “اتُخذ بشكل أحادي من قِبَل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، مشدداً على أنه “لم يكن قراراً اتخذته أنا”.
في المقابل، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: “إن ما يُتداول بشأن تلقّي دولة قطر إخطاراً من الجانب الأميركي قبل وقوع الهجوم الإسرائيلي عارٍ عن الصحة”.
وأوضح أن “الاتصال من أحد المسؤولين الأميركيين ورد بعد عشر دقائق من وقوع الاعتداء، حيث أبلغت الدوحة حينها بأن الجانب الأميركي تلقّى للتو رسالة تفيد بوقوع الهجوم”.