كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن تنفيذ النظام السوري السابق، 600 عملية إعدام خلال ثلاثة أيام، في سجن “صيدنايا” سيئ الصيت، عام 2023.
وذكرت الصحيفة في تحقيق، نشرته اليوم، 9 من تموز، أن ما وصفتها بـ”المذبحة” طالت سجناء معارضين ومنشقين ونفذها في آذار 2023، بعد انفراجات سياسية اكتسبها النظام السابق.
واعتمدت “وول ستريت جورنال” في تحقيقها على 21 معتقلًا سابقًا، وضابطين في النظام السابق متورطين في عمليات القتل، إضافة إلى 12 خبيرًا سوريًا ودوليًا في جرائم الحرب.
كما راجعت الصحيفة مئات الصفحات من وثائق النظام السابق التي عُثر عليها في السجن وغيره من منشآت الأمن السورية، إلى جانب زيارات ميدانية في محاولة لتوثيق الأدلة.
يعدّ سجن “صيدنايا” من أسوأ مراكز الاعتقال، التي مارس النظام السابق، أنواعًا مختلفة من الانتهاكات بحق المعتقلين فيه، من تعذيب وإهانة، فضلًا عن عمليات الإعدام التي طالت آلاف السجناء.
وسلّط تحقيق الصحيفة على عمليات التعذيب التي طالت السجناء، بناء على شهادات من معتقلين سابقين، مشيرة إلى انتهاكات تتعلق بإذلال السجناء وحرمانهم من الغذاء، فضلًا عن تعذيبهم بطرق تعدّ قاسية.
السجن الذي سمّي على اسم البلدة في ريف دمشق، على بعد نحو 30 كيلومترًا من مركز العاصمة، بني في ثمانينيات القرن الماضي، في عهد الرئيس السوري الأسبق، حافظ الأسد، والد الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
ويتألف “صيدنايا” من بنائين رئيسين، الأول يسمى بالأحمر، بينما يدعى الآخر بالأبيض.
وفي الساعات الأولى من فجر 8 من كانون الأول 2024 (يوم سقوط النظام) تمكنت فصائل المعارضة حينها من دخول السجن بعد هروب حاميته إلى جهة مجهولة، واستطاعت إخراج من تبقى من السجناء.
وبعد سقوط النظام، بقيت الآلاف من عائلات المعتقلين في بحث مستمر داخل السجن ومحيطه لعدة أيام أملًا بالعثور عن ناجين، دون الوصول إلى نتيجة.
ولا يزال مئات الآلاف من المختفين قسرًا مجهولي المصير، بعد تعمّد النظام تنفيذ الإعدامات بحق المعتقلين، ودفنهم في مقابر جماعية، إذ يقدر عددهم بأكثر من 160,000 شخص، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
على الجانب الآخر، شكّل الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الهيئة الوطنية للمفقودين، في 17 من ايار الماضي، برئاسة محمد رضا جلخي.
وبحسب المرسوم رقم “19”، تتولى الهيئة مهمة البحث والكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرًا، إضافة إلى توثيق الحالات، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية، وتقديم الدعم القانوني والإنساني لعائلات المفقودين.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي