قال متحدث باسم حركة طالبان في أفغانستان إن أكثر من 12 مدنياً سقطوا وأصيب 100 آخرون في هجمات شنتها قوات باكستانية على أفغانستان الأربعاء، وسط أعنف صراع بين الجارتين منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول عام 2021.
ويأتي الهجوم وسط تصعيد عسكري بين البلدين، وإغلاق للمعابر، بعد غارات باكستانية داخل الأراضي الأفغانية الأسبوع الماضي، ردت عليها أفغانستان بإطلاق النار على مواقع حدودية باكستانية مساء السبت.
وأعلن الجيش الباكستاني سقوط 23 من جنوده في اشتباكات مطلع الأسبوع. وأعلنت حركة طالبان سقوط تسعة من مقاتليها. وأكد كلا الجانبين سقوط المزيد من جنود الطرف الآخر، لكن لم يتسن التحقق من صحة هذه المزاعم.
ووضعت القوات الباكستانية في حالة تأهب قصوى على الحدود مع أفغانستان الاثنين، بعدما اندلعت المعارك بين الجانبين، اللذين كانا حليفين في السابق، بعد أن طالبت إسلام أباد حركة طالبان باتخاذ إجراءات ضد المتشددين الذين كثفوا هجماتهم في باكستان، قائلة إنهم يعملون انطلاقاً من ملاذات آمنة في أفغانستان.
وتنفي حركة طالبان وجود “متشددين باكستانيين” في أفغانستان.
إغلاق المعابر
وقال مسؤول أمني باكستاني كبير لرويترز “أُغلقت جميع نقاط الدخول منذ السبت، في أعقاب هجمات غير مبررة شنتها قوات طالبان الأفغانية”.
وأفاد مسؤول ثان بوقوع عدد قليل من حوادث تبادل إطلاق النار بالأسلحة الصغيرة مساء الأحد، لكنه قال إن الوضع العام اتسم بالهدوء.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية عناية الله خوارزمي لرويترز الاثنين، إن “الوضع الحالي” على الحدود طبيعي، لكنه لم يدل بتفاصيل.
وقال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي إن أفغانستان لا ترغب في القتال ضد أحد وإن جميع الجيران الآخرين علاقتهم طيبة بكابول.
وأضاف متقى للصحافيين في العاصمة الهندية نيودلهي، التي يزورها لأول مرة منذ عام 2021 “الحرب ليست حلاً للمشاكل. هناك حاجة للحوار. هذه هي سياستنا”.
وقال مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية إنه مع إغلاق المعابر الحدودية أمام المركبات والمشاة، تم إغلاق جميع المكاتب الحكومية الباكستانية على الحدود، والتي تتعامل مع أمور التجارة وغيرها من القضايا الإدارية.
وقال ضياء الحق سرحدي، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الباكستانية الأفغانية المشتركة، إن “المركبات المحملة، بما في ذلك الحاويات والشاحنات، عالقة على جانبي الحدود”.
وتابع “بالإضافة إلى الفواكه والخضروات الطازجة، فإنها تحمل واردات وصادرات وسلع تجارة عابرة (مما) يتسبب في خسائر بملايين الروبيات للبلدين وكذلك للتجار”.
وتعد باكستان المصدر الرئيسي للسلع والإمدادات الغذائية لأفغانستان التي لا تملك منفذاً على البحر وتعاني من الفقر.