افتتحت شركة تسلا، الاثنين، أول مطاعمها المستوحاة من طراز الخمسينيات في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، بعد سنوات من الوعود والتأجيلات، مقدمة تجربة تدمج بين التصميم الكلاسيكي والتكنولوجيا الحديثة والترفيه، في خطوة وصفت بأنها من أبرز إنجازات الشركة هذا العام.
يقع المطعم في شارع سانتا مونيكا الشهير بمنطقة هوليوود في الولايات المتحدة، وهو عبارة عن مزيج بصري وتجريبي بين مطاعم “الدرايف إن” الأميركية الكلاسيكية من منتصف القرن العشرين، وأجواء مستقبلية تحاكي عالم أفلام “Blade Runner”، في مشروع يجمع بين الطعام وعروض السينما وشحن المركبات الكهربائية.
عروض سينمائية
المطعم الذي أطلق عليه اسم “Tesla Diner & Drive-In”، يحتوي على 75 محطة شحن كهربائي من طراز Supercharger v4، ويتيح لمالكي سيارات Tesla مشاهدة عروض سينمائية على شاشتين ضخمتين بطول 45 قدماً، وتتزامن العروض مع أنظمة الصوت داخل السيارة لضمان تجربة ترفيهية متكاملة.
وفي حين يمكن لأي سائق التوجه للمطعم بغض النظر عن نوع مركبته، فإن مالكي سيارات تسلا يتمتعون بمزايا حصرية، أبرزها القدرة على طلب الطعام مباشرة من شاشة الترفيه في السيارة، ومزامنة تجربة المشاهدة داخل المركبة مع العرض السينمائي الخارجي.
عبوة الطعام على هيئة سيارة
واحدة من أبرز السمات البصرية للمطعم هي تقديم الطعام في عبوات كرتونية صُممت على هيئة مركبة Cybertruck، كما شوهد أحد روبوتات الشركة من طراز “Optimus” وهو يقدم الفشار للزوار خلال حفل الافتتاح التجريبي.
قائمة الطعام، من إعداد الشيف إيريك جرينسبان بالتعاون مع رجل الأعمال الشهير في مجال المطاعم بيل تشايت، وتضم أطعمة تقليدية مثل البرجر، والسجق، وأجنحة الدجاج، والبطاطس المقلية، وبعض المشروبات.
سنوات من التنفيذ
وكان الرئيس التنفيذي لشركة Tesla، إيلون ماسك، أعلن عن فكرته لمطعم “درايف إن” لأول مرة في يناير 2018، متعهداً بإنشاء مطعم بتصميم كلاسيكي يشمل زلاجات الرولر وموسيقى الروك آند رول في إحدى محطات الشحن الجديدة في لوس أنجلوس، وعلى الرغم من حصول المشروع على تصريح رسمي في العام نفسه، إلا أن تنفيذه شهد تأخر حتى الآن.
وفي عام 2023، عاد ماسك ليؤكد أن افتتاح المطعم سيتم “لاحقاً خلال العام”، دون أن يحدد موعداً دقيقاً، ولم يُكشف عن هوية الطاهي حتى وقت مبكر من عام 2025، ليفتتح المطعم رسمياً الساعة 4:20 مساء 21 يوليو 2025.
وفي تغريدة نشرها عبر منصة إكس (تويتر سابقاً)، قال ماسك: “إذا نجح مطعمنا المستقبلي المستوحى من الماضي، وهو ما أعتقد أنه سيحدث، فإن تسلا ستنشئ المزيد من هذه المطاعم في المدن الكبرى حول العالم، وكذلك في محطات الشحن الطويلة على الطرق السريعة”.
وأضاف: “إنه جزيرة من الطعام الجيد، والأجواء الإيجابية، والترفيه، وكل ذلك أثناء الشحن السريع للسيارة”.
تنويع مصادر الدخل
يمثل افتتاح المطعم خطوة جديدة في اتجاه تنويع مصادر دخل تسلا، في وقت يشهد فيه قطاع السيارات الكهربائية منافسة شديدة، وتراجعاً في مبيعات الشركة، بالإضافة إلى التوتر السياسي المحيط بإيلون ماسك، لا سيما علاقته المتدهورة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ويبدو أن تسلا تسعى لتحويل علامتها التجارية إلى تجربة متكاملة تمتد إلى نمط الحياة، وليس فقط صناعة السيارات، على غرار ما فعلته شركات مثل Volkswagen التي دخلت مجال الأغذية بإنتاج النقانق.
إقبال جماهيري كبير
وشهد يوم الافتتاح اصطفاف طوابير طويلة من الزوار، وهو ما يشير إلى الاهتمام الكبير الذي يحظى به المشروع من قِبل محبي تسلا والسياح والمهتمين بالتجربة الترفيهية الفريدة التي يوفرها المطعم.
وبينما لا يزال من المبكر الحكم على مدى نجاح هذا المفهوم الجديد، فإن تسلا تراهن على كونه بوابة لمرحلة جديدة من التوسع في مجالات غير تقليدية لشركات صناعة السيارات.