أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الاثنين، أن مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة سيزورون إيران خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك بعد أيام قليلة من تصريح مديرها العام رافائيل جروسي باستعداد طهران لاستئناف المحادثات الفنية.
وأضاف بقائي، خلال مؤتمر صحافي في طهران، أن “إيران ستقدم دليلاً إرشادياً بشأن مستقبل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بناءً على مشروع قانون أقره البرلمان مؤخراً يقيد هذا التعاون”، حسبما نقلت وكالة “مهر” للأنباء.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان صادق، في مطلع يوليو الجاري، على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت مواقع نووية.
مستقبل تفتيش المواقع النووية الإيرانية
وينص القانون على أن أي تفتيش مستقبلي للمواقع النووية الإيرانية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضرورة السماح لها باستئناف عمليات التفتيش بعد الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية، في يونيو، التي استهدفت تدمير البرنامج النووي لإيران وحرمانها من القدرة على صنع سلاح نووي.
ولطالما نفت طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها سلمي بحت.
وتشعر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقلق بالغ إزاء مصير مخزونات إيرانية تبلغ نحو 400 كيلوجرام من اليورانيوم عالي التخصيب.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي قال إن طهران أشارت إلى أنها ستكون مستعدة لاستئناف بعض المحادثات على المستوى الفني.
وأضاف جروسي، خلال تعليقات للصحافيين في سنغافورة، الأسبوع الماضي، أن “إيران يجب أن تكون واضحة بشأن المرافق والأنشطة لديها”، وتابع: “ربما يمكننا البدء بالتفاصيل الفنية ثم الانتقال إلى المشاورات عالية المستوى لاحقاً”.
مفاوضات إيران وأميركا
وأكد بقائي مجدداً موقف إيران المتمثل في استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة إذا اقتضت المصلحة الوطنية ذلك، لكنه قال إنه لا توجد حالياً أي خطط لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية مع واشنطن.
وعقدت إيران والولايات المتحدة 5 جولات من المحادثات بوساطة سلطنة عُمان، لكن تك تعليق المحادثات نتيجة حرب يونيو التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل.
وكانت شبكة NBC NEWS نقلت عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم، إن تقييماً أميركاً لاحقاً خلص إلى أن واحداً من المواقع النووية الإيرانية الثلاثة المستهدفة تم تدمير معظمه بهذه الغارات، لكن الموقعين الآخرين لم يلحق بهما ضرر بالغ.
وواجهت المحادثات نقاط خلاف رئيسية، مثل طلب واشنطن من طهران وقف تخصيب اليورانيوم محلياً.
وقال بقائي، الاثنين، إنه ينبغي السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، نظراً لأنها عضو في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
مفاوضات إيران والترويكا الأوروبية
وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية مع “الترويكا”، قال بقائي: “أجرينا مفاوضات مع الأوروبيين بشأن رفع العقوبات والبرنامج النووي، وأكدنا مراراً أن الأطراف الأوروبية لا تملك صلاحية تفعيل “آلية الزناد” لأسباب متعددة، وأنه لا يوجد مثل هذا الحق أصلاً”، محذراً من أن الأوروبيين “إذا استغلوا هذه القضية سيواجهون بالتأكيد رد فعل من إيران”.
و”آلية الزناد” أو Snapback Mechanism هي إجراء يسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران دون الحاجة إلى تصويت في مجلس الأمن، إذا اعتُبرت طهران في حالة “عدم امتثال جوهري” للاتفاق النووي. وقد استخدمته واشنطن بشكل منفرد عام 2020 دون إجماع دولي، ما أثار خلافاً قانونياً واسعاً حول صلاحية الإجراء، خاصة بعد انسحابها من الاتفاق.
وكانت إيران قالت إنها ستواصل المحادثات النووية مع القوى الأوروبية بعد ما وصفته بأنه نقاش “جاد وصريح ومفصل”، الجمعة الماضية، في أول محادثات مباشرة مع القوى الغربية منذ القصف الإسرائيلي والأميركي للمواقع النووية الإيرانية، الشهر الماضي.
وقبل الاجتماع، عارضت إيران اقتراحات بتمديد العمل بقرار للأمم المتحدة يصادق على الاتفاق النووي لعام 2015، مع اقتراب انتهاء سريانه، والذي يهدف لتقييد البرنامج النووي الإيراني.
واجتمعت وفود من إيران والاتحاد الأوروبي ودول الترويكا الأوروبية، لنحو 4 ساعات لإجراء محادثات في القنصلية الإيرانية في إسطنبول، والتي تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنها قد توفر فرصة لاستئناف عمليات التفتيش.