رحبت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية بـ”الخطوات المهمة” التي اتخذتها الحكومة السورية خلال المرحلة الانتقالية، مؤكدة التزامها بدعم الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا.
وأشاد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، بالخطوات المهمة التي اتخذتها الحكومة والشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية، مؤكداً التزام بلاده بدعم سوريا “آمنة ومزدهرة”.
وقال روبيو في بيان: “منذ عام، بدأ الشعب السوري صفحة جديدة في تاريخه. اليوم، نُدرك الخطوات المهمة التي اتخذتها الحكومة والشعب السوري في عملية الانتقال في سوريا، ودعم الشركاء الدوليين”.
وأضاف: “نحن نُكرّم صمود الشعب السوري، ونجدد تأكيد دعمنا لسوريا آمنة ومزدهرة تشمل جميع الأقليات، وتحافظ على علاقات جيدة مع جميع جيرانها”.
وأصدر السيناتوران الأميركيان الجمهوري جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والديمقراطية جين شاهين، عضو اللجنة، بياناً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد.
وجاء في البيان: “اليوم يصادف مرور عام على إطاحة الشعب السوري بنظام الأسد من السلطة، منهياً أكثر من 50 عاماً من الاستبداد الوحشي”.
وأضاف السيناتوران أن قوة ومرونة السوريين في مواجهة قمع الأسد هيأت الظروف لانهيار النظام ومستقبل أفضل للشعب السوري، ووصفا ذلك بأنه “إنجاز مذهل يذكرنا بانتصار الحرية على الطغيان، ويمنح الأمل في سلام أوسع في الشرق الأوسط”.
وتابع البيان: “مع الفرص العظيمة جاءت مخاطر كبيرة، لكن الحكومة السورية المؤقتة أظهرت التزاماً جاداً باحتياجاتنا المشتركة لمكافحة الإرهاب، وتواصلت مباشرة مع نظرائنا الإسرائيليين لأول مرة منذ عقود، مما أتاح فرصة لتحقيق سلام لم يكن متصوراً قبل عام واحد فقط”.
وقال النائبان: “نواصل تشجيع الحكومة السورية على تحرير سوريا من النفوذ الروسي والإيراني، وتدمير مخزونات المخدرات والأسلحة الكيميائية غير المشروعة، والعمل على العثور على الأميركيين المفقودين، بمن فيهم أوستن تايس”.
واختتما البيان بالإشادة بإلغاء عقوبات “قانون قيصر”، مع تعهد بأن “نظل ملتزمين بسوريا مستقرة وممثلة ومزدهرة للجميع”.
ترحيب أوروبي
بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن السوريين “يتقدمون نحو مستقبل أكثر استقراراً وشمولية” بعد مرور عام على سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف، في بيان، أن الاتحاد الأوروبي “يقف إلى جانب سوريا”، ويدعم عملية سلام بقيادة السوريين ترتكز على العدالة والمصالحة وحماية الحقوق.
وأشار كوستا إلى أن التحديات ما زالت قائمة، لكنه شدد على التزام الاتحاد الأوروبي المستمر بالحوار السياسي، والمساعدات الإنسانية العاجلة، وإعادة الإعمار على المدى الطويل.
وذكر بيان، صادر عن منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط دوبرافكا سويكا، أن “الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم تطلعات السوريين إلى بلد مستقر ومزدهر وديمقراطي، ويتطلع إلى العمل بروح الشراكة لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه سوريا والمنطقة وأوروبا”.
وأعرب البيان عن “قلق” الاتحاد إزاء موجات العنف التي اندلعت منذ مارس في جميع أنحاء البلاد، محذراً من أنه لا يمكن أن يكون هناك “سلام واستقرار” دون عملية حوار وطني ومصالحة وعدالة انتقالية.
كما أدان الاتحاد الأوروبي أي أعمال عسكرية أجنبية ومحاولات لتقويض استقرار سوريا وآفاق انتقال سلمي، مجدداً الدعوة إلى “احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وتجنب أي إجراءات من شأنها أن تقوض احترام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 (1981)”.
كما رحّب البيان بالتزامات السلطات الانتقالية بتحقيق “انتقال سلمي وشامل” وبالتقدم المحرز منذ ديسمبر 2024.
بدوره كتب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على “إكس”: “قبل عام، طوى الشعب السوري صفحة من صفحات الظلم، ذهبتُ إلى دمشق لرفع العلم الإسباني في سفارة إسبانيا في سوريا؛ لأن إسبانيا تدعم سوريا في مسيرتها نحو الاستقرار، مع العدالة والأمن، أي نحو حقوق شاملة ومتساوية لجميع السوريين، رجالاً ونساء”.
كما أكد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، في بيان، التزام النرويج ومساهمتها في تحقيق انتقال سلمي وشامل وإعادة إعمار سوريا.
كما قالت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني في بيان على “إكس”: “لقد شهدت سوريا أحلك فصول القمع والظلم والمعاناة التي لا تُوصف، لكننا عرفت أيضاً معنى النهوض، وتحويل الألم إلى عزم وقوة.. لقد تمسكنا بإيماننا الراسخ بأنه لا يمكن لأي قوة أن تُخمد شوق شعب إلى الحرية”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن انهيار نظام بشار الأسد قبل عام أنهى “جحيم سجن صيدنايا”. ووصف اللحظة بأنها “نقطة اللاعودة”، مؤكداً أن سوريا يجب ألا تعود إلى عهد الخوف والتعسف، مشدداً على أهمية العدالة للضحايا والأمن للشعب السوري.
وفي السياق ذاته، كتبت البعثة البريطانية في سوريا على “إكس”: “بعد عام على سقوط الأسد، لا يزال الأمل في قلب القصة.. تواصل المملكة المتحدة دعم مسار سوريا نحو السلام والازدهار والاستقرار لجميع شعبها”.
