عباس يهاجم الأزهر.. شيخ دعا للمقاومة فارتعدت السلطة!

وطن في خطوةٍ أثارت موجة واسعة من الانتقادات، كشفت مصادر سياسية مصرية وفلسطينية متقاطعة عن تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكوى رسمية ضد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، بسبب موقف الأزهر “المؤيد للمقاومة” في غزة.
الشكوى، التي تم توجيهها عبر اتصال هاتفي بين عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جاءت بعد بيانات متكررة صادرة عن الأزهر خلال الأشهر الماضية، أشادت بصمود الفلسطينيين في قطاع غزة، ومجّدت الشهداء، وأكدت على مشروعية مقاومة الاحتلال.
الخط الأحمر: الدعاء للمقاومة!
وفق مصادر مطلعة، عبّر عباس عن انزعاجه من ما أسماه “انحيازًا سياسيًا غير مقبول” من مؤسسة دينية رسمية. وبحسب تسريبات إعلامية، فإن شيخ الأزهر تلقى اتصالًا مباشرًا من عباس، احتج فيه الأخير على “الدعاء للمقاومة واعتبار الشهداء أبطالًا”.
لكن الرد جاء واضحًا من الرئاسة المصرية، حيث أكدت مصادر مقرّبة من السيسي أن الأخير رفض التدخل، وأكد لعباس أن الأزهر “مؤسسة دينية مستقلة، تعبّر عن ضمير الأمة، ولا تملي عليها الدولة مواقفها”.
الأزهر.. موقف مبدئي رغم الضغوط
بيانات الأزهر الأخيرة وصفت الدفاع عن الأرض بأنه “شرف لا يُضاهى”، ودعت إلى “دعم صمود غزة في وجه الاحتلال”، مؤكدة أن “الشهداء ليسوا إرهابيين، بل رموزٌ للفداء”. هذه العبارات أثارت حفيظة عباس، الذي يبدو أنه يرى في أي خطاب خارج سياق التنسيق الأمني تهديدًا لمكانته.
الشارع الفلسطيني والعربي لم يتأخر في الرد. حملات إلكترونية طالبت بوقف “ابتذال السلطة”، وهاجمت عباس معتبرين أن مواقفه “أقرب للمحتل من أبناء شعبه”. في المقابل، قوبلت مواقف الأزهر بالإشادة الواسعة من ناشطين عرب ومؤسسات حقوقية.
سؤال المرحلة: هل بات الدعاء تهمة؟
ما حدث يفتح الباب مجددًا على أزمة شرعية السلطة الفلسطينية، التي تتآكل يومًا بعد يوم في ظل غياب أي مسار وطني جاد، وتحولها إلى جهة تُحاسب على الدعاء، بينما تعجز عن إدانة الاحتلال.
وفي زمن المجازر، يصبح الموقف الأخلاقي والسياسي أكثر فداحة. فحين تُباد غزة، ويُقصف أطفالها، ويُمنع الدواء والماء عن أهلها، يتحدث عباس عن “انزعاج” من شيخ الأزهر، لا من الجلاد.
فهل بقي ما يُقال بعد هذا؟ وهل يُعقل أن يُسكت صوت الأزهر لأنه رفع راية العدل والدعاء؟