مرّت ستة أشهر على اختفاء الشاعر المصري عبد الرحمن القرضاوي، بعد ترحيله قسرًا من لبنان إلى الإمارات في 8 يناير 2025، دون أي تواصل رسمي يُبيّن مكان احتجازه أو وضعه الصحي والقانوني.
القرضاوي، الذي عرف بمواقفه المناهضة للاستبداد، اعتُقل في بيروت يوم 28 ديسمبر 2024، وسُلِّم للإمارات رغم التحذيرات الحقوقية، ليختفي منذ ذلك الحين في ظروف توصف بـ”الاختفاء القسري” من قبل 42 منظمة حقوقية، من بينها “هيومن رايتس ووتش”.
لا محامٍ، لا محاكمة، لا زيارات معلنة، ولا تهم واضحة. مصادر حقوقية تحدثت عن تعرّضه لتعذيب نفسي وجسدي، ونقله لاحقًا إلى مصحّة تحت رقابة مشددة، في وقت تلتزم فيه السلطات الإماراتية الصمت الكامل حيال مصيره.
وسط تواطؤ عربي وتجاهل دولي، يُطرح السؤال المؤلم: هل يلقى القرضاوي مصير الصحفي جمال خاشقجي؟ وهل أصبح الشعر جريمة في زمن الصفقات والتطبيع؟
المنظمات الحقوقية تجدد دعوتها للإفراج الفوري عن القرضاوي، وتطالب بالكشف عن مصيره، قبل أن تُكتب قصيدته الأخيرة على جدار صامت لا يسمع.