قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان، إن إيران لم تجر أي اتصال أو لقاء مع الولايات المتحدة، رغم أن إدارة الرئيس دونالد ترمب “طلبت التفاوض”، لكنه رفض ذلك قبل وقف الهجمات الإسرائيلية، وسط اعتراض تل أبيب على إلقاء طهران كلمة أمام المجلس.
وقال عراقجي في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، إن طهران لن تدخل في أي مفاوضات طالما استمر القصف الإسرائيلي على أراضيها ومنشآتها الحيوية.
وذكر أن “إيران لم تُجرِ أي اتصال أو لقاء مع الولايات المتحدة، رغم أن إدارة واشنطن طلبت التفاوض”، مشدداً على “ألا تفاوض قبل وقف العدوان الإسرائيلي على إيران”.
وأشار عراقجي، إلى أن بلاده “ملتزمة بالدفاع عن سيادتها وأراضيها بكل قوة”، معتبراً أن الهجمات الإسرائيلية تشكل “حرباً غير عادلة تُشن على إيران”، وأن طهران “ستدافع بقوة عن أرضها وسيادتها”.
وحذر الوزير من أن “جر الحرب إلى منطقة الخليج هو خطأ استراتيجي، وهدفه توسيع الحرب إلى كل المنطقة”، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وقف التصعيد.
وجدد التأكيد على أن “أي عودة للمفاوضات تتطلب وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وأن التفاوض عبر وسائل الإعلام أو تحت الضغط العسكري أمر مرفوض”.
اعتراض إسرائيلي
وأظهر خطاب اطلعت عليه “رويترز” أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، عبّر عن “اعتراضه الشديد” على إلقاء طهران كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان قبيل محادثات يجريها وزير الخارجية الإيراني مع نظراء أوروبيين في جنيف في محاولة لتهدئة الصراع.
وقال مندوب إسرائيل دانييل ميرون في خطاب موجه إلى رئيس المجلس يورج لاوبر، إن “إعطاء وزير الخارجية الإيراني فرصة إلقاء كلمة أمام هذا المجلس هو استمرار لتقويض مصداقية المجلس، ويشكل خيانة صارخة للعديد من ضحايا هذا النظام في شتى أنحاء العالم”.
واتهم ميرون في الرسالة إيران باستخدام المجلس كمسرح دولي “للترويج لحملة النظام الاستبدادية”.
وألقى السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف كلمة أمام المجلس، ووصف الهجمات الإسرائيلية على بلاده، الأربعاء، بأنها تمثل “حرباً ضد الإنسانية”.
ونشر المكتب الإعلامي لمجلس حقوق الإنسان محضر اجتماع عُقد، الخميس، والذي أفاد بأن لاوبر منح عراقجي الإذن بإلقاء كلمة وفقاً لقواعد الأمم المتحدة التي تسمح بإلقاء رؤساء الدول أو كبار المسؤوليين خطابات استثنائية أمام المجلس.
لقاء إيراني أوروبي
وبدأ عراقجي، الجمعة، محادثات في جنيف مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ونظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وسط آمال بأن يتم وضع الأساس للعودة للدبلوماسية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي.
وكان الوزير الإيراني قال في وقت سابق، إن “اللقاء جاء بطلب من الدول الأوروبية الثلاث، وسيُخصص لبحث المستجدات السياسية، والملفات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي عن برنامج لزيارة وزير الخارجية إلى جنيف لـ”مناقشة القضية النووية، ورفع العقوبات”.
وأضاف: “يجري التخطيط للمشاركة في اجتماع مشترك مع 3 دول أوروبية ورئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بناء على طلبهم، بهدف مناقشة القضية النووية، والتطورات الأخيرة في المنطقة في أعقاب العدوان العسكري للكيان الصهيوني على إيران”.