استقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، نظيره الإيراني عباس عراقجي، في القاهرة، حيث من المرتقب أن يجتمع أيضاً مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، لأول مرة منذ حرب الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل.
وأفادت الخارجية المصرية أن عبد العاطي وعراقجي عقدا “مشاورات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الإقليمية، والتعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيراني “إرنا” أن عراقجي وصل إلى القاهرة على رأس وفد رسمي في زيارة تستمر يوماً واحداً. وأضافت أن اللقاء يبحث “تبادل وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية”.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قوله إن زيارة عراقجي تتضمن لقاءً مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي بهدف “استكمال المفاوضات الخاصة بالصياغة النهائية لآلية جديدة لتنظيم تعامل إيران مع الوكالة”.
وكانت الخارجية المصرية قالت، في بيان، الاثنين، إن عبد العاطي أجرى مباحثات هاتفية بشأن التهيئة لاستئناف مفاوضات الملف النووي الإيراني بين طهران والوكالة.
وشددت الوزارة في بيانها على أن التسوية يجب أن “تراعي مصالح جميع الأطراف، وتسهم في خفض التصعيد واستعادة الثقة وإيجاد مناخ داعم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي”.
خلافات إيران ووكالة “الطاقة الذرية”
ولم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية منذ حملة القصف التي شنتها عليها الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو.
وأصدرت إيران قانوناً بعد الهجمات ينص على تعليق التعاون مع الوكالة، ويشترط موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي على أي عمليات تفتيش.
وتأتي المحادثات في القاهرة، على خلفية إطلاق القوى الأوروبية الثلاث الكبرى (الترويكا) عملية مدتها 30 يوماً في 28 أغسطس، لإعادة فرض العقوبات على إيران، بسبب ما اعتبرته “عدم التزام” طهران ببنود الاتفاق النووي الموقع في 2015.
وتجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران حالياً مباحثات حول “آليات” الاستئناف الكامل لعمليات التفتيش، لكن جروسي يقول إن ذلك لا يُغير من التزامات إيران بالسماح بإجراءات التحقق، مثل عمليات التفتيش، بصفتها طرفاً في معاهدة حظر الانتشار النووي.
وأعلنت دول الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أنها ستمضي قدماً في إعادة فرض العقوبات بموجب ما يُسمى بعملية “الآلية السريعة لإعادة فرض العقوبات” ما لم تُستأنف عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران بالكامل، وتُحدد طهران مخزونها الكبير من اليورانيوم شبه الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة وتستأنف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.
وصرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين، بأن الوقت ينفد في المحادثات بين الوكالة وطهران وعبّر عن أمله في اختتامها خلال أيام.
وقال جروسي في بيان أمام الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة: “لا يزال هناك وقت، لكن ليس كثيراً.. يكفي دائماً وجود نية حسنة وإحساس واضح بالمسؤولية”.
وأضاف: “تم إحراز تقدم.. ويحدوني أمل صادق في أن يتسنى خلال الأيام القليلة المقبلة التوصل إلى خاتمة ناجحة لهذه المناقشات من أجل تسهيل الاستئناف الكامل لعملنا الذي لا غنى عنه مع إيران”.
وفي طهران، صرحت وزارة الخارجية الإيرانية بأن المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية “إيجابية” لكنها لم تصل إلى نتيجة بعد، وذكرت أنه لم يتم بعد تحديد إطار زمني للجولة التالية.