ياسر عرفات watanserb.com
ياسر عرفات

في صباحٍ رماديّ من نوفمبر، خيّم الحزن على فلسطين من البحر إلى البحر. في 11 نوفمبر 2004، غاب ياسر عرفات، آخر رموز الثورة الفلسطينية، الرجل الذي حاصرته الدبابات لكن لم تحاصر فكرته. ومع مرور 21 عامًا على رحيله، ما زال السؤال القديم حاضرًا: من اغتال أبا عمار؟ الجواب معروف — إسرائيل، وشارون تحديدًا، كانا وراء اغتيال الرجل الذي أرّق أحلامهما من بيروت إلى رام الله، بعد أن دسّوا له السمّ داخل المقاطعة المحاصرة.

وُلد محمد ياسر عبد الرؤوف القدوة الحسيني في القدس عام 1929، وآمن منذ شبابه أن البنادق تكتب التاريخ. مع رفاقه أسّس حركة فتح وأطلق أول رصاصة في وجه الاحتلال عام 1965. من شوارع عمّان إلى جبال لبنان، ومن حصار بيروت إلى منفى تونس، حمل عرفات فلسطين في حقيبته، وحين سُئل إلى أين يذهب بعد الخروج من لبنان، أجاب: “أنا ذاهب إلى فلسطين”.

عاد “الختيار” إلى أرضه، وأعاد معه حلم الدولة الفلسطينية. مدّ غصن الزيتون للعالم، لكن الاحتلال أسقط الغصن وحاصره ثلاث سنوات داخل المقاطعة في رام الله؛ دون دواء، دون ضوء، دون استسلام. وفي نوفمبر 2004، توقّف القلب الذي ظلّ يخفق باسم فلسطين، لكن الثورة التي بدأها لم تتوقّف.

واحدٌ وعشرون عامًا بعد الرحيل، ما زال عرفات يسكن الذاكرة الفلسطينية. فلسطين لا تنسى أبناءها ولا تنحني إلا لتودّع شهيدًا جديدًا على درب الحلم. هكذا رحل أبو عمار قائدًا وبطلًا، وبقي الوطن يروي حكاية الرجل الذي لم يُهزم… حتى في موته.

شاركها.