عروض الفاكهة الاستوائية.. فرصة الفقراء للتذوق في إدلب
إدلب – أنس الخولي
تشكل العروض والتخفيضات في محال الخضراوات والفواكه بمدينة إدلب فرصة مناسبة لأصحاب الدخل المتوسط والمحدود، من أجل شراء بعض الأصناف مرتفعة السعر، التي دائمًا ما يكتفون بالنظر إليها، خاصة الفواكه الاستوائية.
وبحسب رصد مراسل في إدلب، فإن التخفيضات تصل إلى 50%، في منطقة وصل فيها حد الفقر المعترف به إلى 12346 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 11128 ليرة تركية، ولا تتجاوز فيها أجور العمال اليومية 100 ليرة (ثلاثة دولارات أمريكية).
تجربة وتذوق
بعد سماعه عن وجود عروض، توجه جميل إلى محل بيع الخضراوات في إدلب، واشترى فاكهة التنين والمانغا، ليرضي أطفاله الذين طالما اشتهوا تذوقها وطالبوه بشرائها، معتبرًا أن التخفيضات فرصة لا تتكرر.
وقال جميل الحسين (39 عامًا)، وهو مهجر من ريف حمص، إن عمله في التمديدات الكهربائية غير ثابت، وبالكاد يستطيع تأمين اللوازم الأساسية للمنزل، وليست لديه الرفاهية لتناول أنواع الفاكهة إلا في مناسبات وحالات خاصة.
وذكر ل أنه حين يصطحب أطفاله للسوق، غالبًا ما يطلبون شراء شيء من الفاكهة الاستوائية الغريبة عنهم، لكن ارتفاع أسعارها مقارنة مع دخله الذي لا يتجاوز 250 ليرة في اليوم بأحسن الأحوال، يجعل تجربة هذه الفاكهة أمرًا شبه مستحيل.
من جانبها، قالت السيدة هيام السيد (35 عامًا)، إنها سمعت عن هذه العروض عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، واشترت كميات قليلة جدًا من الأفوكادو والقشدة على حساب مستلزمات أخرى في المنزل.
وذكرت السيدة ل أنها اشترت الحليب لصنع “الكوكتيل” من هذه الفواكه، لتكفي عائلتها المؤلفة من سبعة أشخاص، خصوصًا أن دخل زوجها الذي يعمل في أحد المطاعم لا يتجاوز 5000 ليرة تركية شهريًا، وهو مبلغ قليل لا يسد احتياجات الأسرة.
ربح قليل وبيع كثير
في هذه العروض، اعتمد بعض الباعة والتجار على إضافة مبلغ بسيط جدًا إلى سعر شرائهم للخضار والفواكه، وتحقيق أرباح من خلال بيع كميات أكبر عبر العروض التي يعلنون عنها.
“القهواتي” لبيع الخضار في مدينة إدلب، هو من المحال التي رصدها مراسل، إذ شهد إقبالًا وازدحامًا لزبائن وجدوا التخفيضات فرصة لتجربة الفاكهة الاستوائية.
قال علاء برهان (42 عامًا)، وهو أحد القائمين على المحل، إن التجار يستغلون موسم الفاكهة الاستوائية، الذي يمتد بين شهري تشرين الأول وكانون الأول، ليستوردوا كميات كبيرة منها، ما يفسح لهم المجال للشراء بسعر أقل، ويتيح إمكانية إجراء عروض وتخفيضات.
وذكر علاء ل أنه يعتمد في ذلك على تحقيق الربح من المبيع بكميات كبيرة، وكسر أسعار الأسواق من خلال إضافة مبالغ زهيدة إلى السعر الأصلي للفاكهة، وأعطى مثالًا أنه اكتفى بربح ليرة واحدة في كيلو الموز.
واعتبر التاجر أن هذه السياسة في التجارة تمكنه من جذب عدد كبير من الزبائن، واستقطاب فئة جديدة من المجتمع غير قادرة على شراء بعض الفاكهة من الأسواق، مشيرًا إلى أن العروض أدخلت الفاكهة الاستوائية إلى عديد من البيوت التي كان قاطنوها يعجزون عن شرائها.
وذكر علاء الذي يعمل بتجارة الخضار منذ نحو 30 عامًا، أنه استطاع بيع ثلاثة أطنان من فاكهة التنين وطنين من الأفوكادو والمانغا والأناناس، وثمانية أطنان من الموز خلال فترة العروض.
نشاط ومنافسة
تنشط زراعة بعض أصناف الفاكهة في مدينة إدلب، وتشكل ذروة الموسم فرصة لتناولها من شريحة واسعة من السكان، بينما يشتكي مزارعو الفاكهة من قلة الدعم وغياب أسواق التصريف، ودخول المنتجات التركية إلى الأسواق ما يعرضهم لخسائر مالية.
وفي موسم 2023، شهد موسم قطاف التين ظروفًا مضطربة، منها دخول التين التركي إلى الأسواق، وسوء تصريف المنتج المحلي، وإصابته بأمراض الحلزون، ما أدى إلى تراجع أسعاره وكساد المحصول.
وفي حزيران الماضي، تعرضت بساتين العنب في إدلب شمالي غربي سوريا لأضرار بالغة، وتراجع إنتاجها بنسبة 50%، إثر تقلبات الطقس.
ولتحقيق هامش ربح أكبر، يحاول بعض المزارعين و”الضمّانين” في الشمال السوري البحث عن وسائل أخرى لتسويق بضائعهم، وبيعها بشكل مباشر للمواطن بدل بيعها للتجار، منها صنع عبوات خاصة بسعات مختلفة من كيلوغرام وكيلوغرامين وخمسة، ووضع الفاكهة داخلها وعرضها في محلهم الخاص لبيعها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي