د. أكرم خولاني

عُسر القراءة (Dyslexia)، ويُعرف أيضًا بـ”خلل القراءة”، هو أحد صعوبات التعلم، ومن أكثرها انتشارًا بين الأطفال، وقد يستمر أحيانًا لسنوات من دون تشخيص، ولا يُتَعرّف عليه حتى سن البلوغ، وهذا يؤدي إلى تراجع التحصيل العلمي للمصاب، بينما يمكن لمعظم الأطفال المصابين بعُسر القراءة النجاح في المدرسة من خلال التدريس الخاص أو برنامج تعليمي تخصصي، لذلك فإن لتشخيص هذه الحالة أهمية كبيرة.

ما المقصود بعسر القراءة؟

هو حالة يعاني فيها المصاب من مشكلات في التعرف على أصوات الكلام ومعرفة مدى صلتها بالحروف والكلمات (تفكيك رموزها) مما يؤدي إلى صعوبة في القراءة، وقد تتضمن المشكلات صعوبات في تهجية الكلمات، أو القراءة بسرعة، أو في كتابة الكلمات، أو في “القراءة الصامتة” بالرأس، أو لفظ الكلمات عند القراءة بصوت عالٍ وفهم ما يقرأه المرء.

ويعتبر عسر القراءة حالة عصبية تنتج عن أسباب وراثية أو بيئية كإصابة دماغية رضية أو سكتة دماغية، وليست نتيجة لسوء التدريس أو التعليم أو التنشئة.

ما الأعراض التي تشير إلى وجود حالة عسر القراءة؟

قد يكون من الصعب التعرف على مؤشرات الإصابة بعسر القراءة قبل دخول الطفل المدرسة، ولكن قد تشير بعض الدلائل المبكرة إلى وجود مشكلة، وتشمل المؤشرات الدالة على احتمال إصابة الطفل الصغير بعسر القراءة:

  • التأخر في الكلام.
  • تعلم الكلمات الجديدة ببطء.
  • مشكلات في تكوين الكلمات بشكل صحيح، مثل عكس ترتيب الأصوات في الكلمات أو الخلط بين الكلمات المتشابهة.
  • مشكلات في تذكر الحروف والأرقام والألوان أو تسميتها.
  • مواجهة صعوبة في تعلّم أغاني الأطفال أو لعب ألعاب الكلمات المُقفاة.

وبمجرد أن يذهب الطفل إلى المدرسة، قد تتجلى أعراض عُسر القراءة بشكل أكبر، وتشمل:

  • انخفاض القدرة على القراءة كثيرًا عن المستوى المتوقع لعمر الطفل.
  • صعوبة معالجة المشكلات وفهم ما يسمعه.
  • صعوبة في الوصول إلى الكلمة الصحيحة أو تكوين إجابات للأسئلة.
  • مشكلات في تذكر تسلسل الأشياء.
  • صعوبة رؤية (وأحيانًا سماع) أوجه التشابه والاختلاف في الحروف والكلمات.
  • عدم القدرة على نطق الكلمات غير المألوفة.
  • صعوبة البلع.
  • قضاء وقت أطول من المعتاد في إكمال المهام التي تشتمل على القراءة أو الكتابة.
  • تجنُّب الأنشطة التي تتضمن القراءة.

وتتشابه مؤشرات عُسر القراءة لدى المراهقين والبالغين إلى حد كبير مع التي تظهر لدى الأطفال، وتتضمن بعض أعراض عسر القراءة الشائعة لدى المراهقين والبالغين ما يلي:

  • صعوبة القراءة، بما في ذلك القراءة بصوت عالٍ.
  • القراءة والكتابة ببطء وبمجهود شاق.
  • مشكلات في التهجية.
  • تجنُّب الأنشطة التي تتضمن القراءة.
  • نطق الأسماء أو الكلمات بشكل خاطئ، أو مواجهة مشكلات في استرجاع الكلمات.
  • قضاء وقت أطول من المعتاد في إكمال المهام التي تشتمل على القراءة أو الكتابة.
  • صعوبة في تلخيص قصة.
  • صعوبة في تعلم لغة أجنبية.
  • صعوبة في حل مسائل الرياضيات اللفظية.

كيف تشخص الحالة؟

يتم تشخيص عسر القراءة من خلال سلسلة من اختبارات الذاكرة والهجاء والرؤية والقراءة، ويقوم بذلك طبيب محترف مؤهل، مثل اختصاصي الأمراض العصبية، واختصاصي الطب العصبي النفسي، وطبيب أطفال تنموي، أو اختصاصي علم النفس التربوي والمعلمين المؤهلين المتخصصين في عُسر القراءة.

ما علاج عسر القراءة؟

على الرغم من عدم وجود علاج محدد لعسر القراءة، فإن التقييم والتدخل المبكرين يؤديان إلى أفضل النتائج في التقليل من آثار المشكلة، وعادة ما يتم تعليم الطفل المصاب بعسر القراءة بطريقة الدعم وفق برنامج مخصص، ويعد الدعم العاطفي للوالدين، وكذلك الدعم النفسي التربوي من معلم متخصص، أمرين ضروريين.

وينصح الأهل بالالتزام بالخطوات التالية لمساعدة الطفل على التخلص من عسر القراءة:

  • تأمين جو هادئ لمساعدة الطفل على التعلم والاستيعاب. فلا بد أن يبتعد الأهل عن الشجار والصراخ وغيرها من عوامل يمكن أن تشوّش وتشتّت انتباه الطفل.
  • خلال مساعدة الطفل في الدراسة، يجب التكلم معه بهدوء وروية، والتأكد من أنه فهم الأسئلة التي طرحت عليه، كما على الأهل أن يطرحوا الأسئلة المباشرة ويبتعدوا عن تلك المعقدة، ويساعدوا الطفل على الكتابة من خلال الخط الواضح.
  • تشجيع الطفل خلال الدراسة، وعدم التقليل من شأنه والاستخفاف بقدراته أو الاستهزاء به.
  • مفتاح نجاح الطفل الذي يعاني من عسر القراءة هو تمتع والديه بالصبر وطول البال.
  • يجب أن يثقف الأهل أنفسهم عن اضطراب عسر القراءة وما ينتج عنه من مشكلات دراسية.
  • على الأهل أن يكونوا إيجابيين تجاه طفلهم ويركزوا على نقاط القوة عنده ويتعرفوا على ميوله المهنية.

أما المعلمون فقد يستخدمون تقنيات تشمل السمع والبصر واللمس لتحسين مهارات القراءة، لأن استخدام حواس عدة يمكن أن يساعد الطفل على التعلم أكثر، فمثلًا يمكن للطالب الاستماع إلى درس مسجل وتتبع الكلمات والأحرف بالإصبع لشكل الحروف المستخدمة والكلمات المنطوقة، ما يساعد في فهم المعلومات أكثر.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.