قال سفير سوريا في الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، إن سوريا تتفاوض مع إسرائيل من منطق قوة لا منطق ضعف مستخدمة الضغط الدبلوماسي وما سماه “ضبط النفس العسكري”، مشيرًا إلى مواجهة إسرائيل بالعزلة الدبلوماسية.

تصريحات علبي، جاءت في مقابلة مع قناة “الحدث” السعودية، اليوم الجمعة 28 من تشرين الثاني، بعد أن قامت إسرائيل بقصف بلدة بيت جن بريف دمشق بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى مقتل 13 مدنيًا وإصابة 24 آخرين، فجر اليوم.

وبعد سؤاله عن الرد السوري، على ما قامت به إسرائيل قال علبي، “نحن في الخارجية السورية نستخدم كل الطرق الدولية والطرق الدبلوماسية للضغط على إسرائيل من أجل أن تشعر هي بالعزلة وتعود إلى طاولة المفاوضات، كما يجب أن يضغط عليها حلفاؤها”.

وقال إن “ضبط النفس العسكري مع الضغط الدبلوماسي في الفترة الأخيرة حقق لنا عدة مكاسب سورية على الدول التي ننخرط معها، ومنها الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل في المنطقة”، معتبرًا أن زيارة نتنياهو إلى الجنوب حللها كثيرون على أنها امتعاض من التواصلات الدولية التي تقوم بها سوريا، و”رسالة للولايات المتحدة أكثر مما هي تكون رسالة لسوريا”.

من موقع قوة

السفير إبراهيم علبي، قال إن العالم كله يعرف أن سوريا لا تتحدث من موقع ضعف، بالعكس تتحدث من موقع قوة،  لكن استخدام القوة العسكرية في هذا الوقت، بحسب سفير سوريا في الأمم المتحدة، “سيفقدنا الكثير من النجاحات السياسية والاقتصادية التي عادت بالفائدة على السوريين والسوريات اليوم”.

وفي معرض رده على ما قالت إسرائيل إن العملية في بيت جن كانت تستهدف أعضاء من “الجماعة الإسلامية” (حركة لبنانية) قال علبي إن “إسرائيل ليست بحاجة إلى هذه المعلومات، وحتى نحن رأينا أنها قامت وبررت هذا العمل، وهذا يعني أن الضغط الدبلوماسي يعمل”، مشيرًا إلى أن سوريا ليست بصدد التعامل مع “الأعذار الواهية”.

أما بالنسبة لما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي في 27 من تشرين الثاني الحالي، عن وجود للحوثيين في الجنوب السوري، وصف علبي هذا القول بأنه “ضرب من ضروب الخيال”.

وقال السفير إن عملية التحرير التي قام بها السوريون والسوريات، أدت إلى خلو تلك المناطق من هذه الأطراف، مضيفًا أن التعامل مع هذه الأطراف، هو دور الحكومة السورية، التي تحدثت مرارًا وتكرارًا أنها لن تكون ضررًا على أي دولة في المنطقة أو العالم، وهي المسؤولة عن هذا الأمر.

جريمة حرب مكتملة الأركان

أدانت وزارة الخارجية السورية ما وصفته بـ”الاعتداء الإجرامي” الذي قامت به دورية إسرائيلية من خلال توغلها في بلدة بيت جن بريف دمشق والاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم.

وأكدت الوزارة أن إقدام قوات الاحتلال عقب فشل توغلها على استهداف بلدة بيت جن بـ”قصف وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان”، بعد أن ارتكبت القوات الإسرائيلية “مجزرة مروعة” راح ضحيتها أكثر من عشرة مدنيين بينهم نساء وأطفال وتسببت بحركة نزوح كبيرة نتيجة استمرار القصف الهمجي والمتعمد على منازل الآمنين، وفق البيان.

وقُتل 13 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، وأصيب 24 آخرون، جراء قصف الجيش الإسرائيلي بلدة بيت جن بريف دمشق فجر اليوم، الجمعة.

وجاء القصف، وفق ما قاله الناشط فهد محمد ل، بعد توغل الجيش الإسرائيلي في البلدة لاعتقال عدد من الشبان، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين شبان من أهالي البلدة والجيش الإسرائيلي، الذي أعلن عن إصابة ستة من جنوده.

وأدانت عدد من الدول والمنظمات الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن في ريف دمشق، بينها بريطانيا وتركيا والكويت وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وقطر والأردن، وحركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتان وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

إسرائيل بررت هجومها، على البلدة بأنها كانت تقبض على عناصر من “الجماعة الإسلامية” (حركة لبنانية)، حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إن الجماعة، تمتلك أسلحة في بيت جن وتعمل على “تجنيد الإرهابيين وتحديد مواقعهم”، وتلعب دورًا محوريًا في المعركة الشمالية كقوة مستقلة خلال الحرب على جبهة لبنان.

ولم تتمكن من التحقق من المعلومات التي أوردتها هيئة البث حول هوية الأشخاص المعتقلين من مصدر مستقل، لكن ناشطين أكدوا ل أن الاشتباكات جرت بين مدنيين وقوات من الجيش الإسرائيلي، وجميع القتلى مدنيون.

وجود الحوثيين

في 27 من تشرين الثاني الحالي، ساق وزير الدفاع الإسرائيلي ذات الحجة المتعلقة بوجود مقاتلين على الحدود مستبعدًا التوصل لاتفاق مع سوريا.

في نقاش سري للجنة الشؤون الخارجية والدفاع الإسرائيلي، قال كاتس، إن إسرائيل “ليست على الطريق الصحيح” نحو السلام مع سوريا، مرجعًا ذلك إلى وجود قوى داخل حدودها تفكر في “غزو” بري لتجمعات سكانية في الجولان، بحسب ما نقلته “هيئة البث الإسرائيلية.

واعتبر كاتس أن “الحوثيين” من بين القوى العاملة في سوريا، وينظر إليهم على أنهم “خطر لغزو بري” لمناطق شمال سوريا، مضيفًا أن إسرائيل تأخذ هذا السيناريو في عين الاعتبار، عند النظر في الدفاع عن حدودها الشمالية.

بينها بريطانيا.. إدانات عربية ودولية لهجوم بيت جن

المصدر: عنب بلدي

شاركها.