قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، إن الاستفزازات الإسرائيلية، مثل ما حدث في بلدة بيت جن بريف دمشق، ترجع إلى ما حققته سوريا من نجاح مؤخرًا، مؤكدًا أنه يتم الضغط على إسرائيل عبر وسائل سياسية وقانونية لعزلها.

“ضبط النفس الذي أظهرته سوريا ردًا على استفزازات إسرائيل، هو ما دفع أعضاء بمجلس الأمن إلى انتقاد إسرائيل، وإلى تدفق الاستثمارات على سوريا، وأيضًا ساعدنا على بناء الثقة مع المجتمع الدولي، خاصة وأن الحكومة السورية حكومة وليدة”، حسبما قال علبي في حواره مع “الجزيرة مباشر“، اليوم الاثنين 1 كانون الأول.

“إسرائيل تتمنى أن ننجر للاستفزازات للقضاء على مكتسباتنا السياسية والاقتصادية”، قال علبي، لكن “لن نستجيب للاستفزازات الإسرائيلية، وحريصون على سلامة شعبنا”.

وحذر من أن الرد على استفزازات إسرائيل سوف يؤدي لدخول سوريا في حرب مفتوحة معها، معتبرًا “وهو أمر يصب في مصلحة إسرائيل وليس مصلحة السوريين”.

وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة إن ما تقوم به الحكومة السورية منذ اليوم الأول للتحرر من نظام الأسد، هو العمل على النهوض بسوريا من جديد، وهو ما لا تريده إسرائيل.

وأضاف علبي أن زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، للولايات المتحدة وحضوره جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والعلاقات الجيدة التي بنتها سوريا مع المجتمع الدولي في فترة وجيزة، “كل هذا لا تريده إسرائيل لأنها لا تريد سوريا قوية”.

ترامب يريد لسوريا الاستقرار

“الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يريد لسوريا أن تنجح وتستقر، وكذلك حلفاؤنا الإقليميون والدوليون، لأسباب متعددة، منها السيطرة على تدفق اللاجئين، ومواجهة أذرع إيران وحزب الله، كما أن لواشنطن حلفاء على حدود سوريا يتأثرون بالتطورات فيها، مثل تركيا العضو بحلف الناتو”، قال علبي.

وأشار إلى أن “العلاقة الشخصية قوية بين الرئيسين الشرع وترامب الذي يحب القادة الأقوياء”.

وردًا على المزاعم الإسرائيلية أن سوريا تؤوي عناصر “إرهابية”، أكد علبي أنها “ادعاءات واهية ومتعارضة”.

وعقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، اجتماعًا في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تناول ملفات الاتفاق مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والاتفاق الأمني مع إسرائيل.

وتناولت المباحثات بين الشرع وترامب، في 10 من تشرين الثاني الماضي، وفق ما نشرت الرئاسة السورية، سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

حضر المباحثات وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى جانب عدد من المسؤولين من الجانبين.

آخر العمليات الإسرائيلية

وقُتل 13 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، وأصيب 24 آخرون، جراء قصف الجيش الإسرائيلي بلدة بيت جن بريف دمشق، في 28 من تشرين الثاني الماضي، بينما أصيب ستة من الجنود الإسرائيليين في الاشتباكات.

وجاء القصف بعد توغل الجيش الإسرائيلي في البلدة لاعتقال عدد من الشبان، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين شبان من أهالي البلدة والجيش الإسرائيلي.

بينما تضاربت الروايات الإسرائيلية حول هوية المنفذين، حيث قالت إسرائيل إن المستهدفين ينتمون إلى الجماعة الإسلامية (حركة لبنانية)، ثم عادت واتهمت الاستخبارات السورية، بالضلوع بالهجمات.

“جريمة حرب” مكتملة الأركان

وزارة الخارجية السورية قالت في بيان، إن سوريا تدين “الاعتداء الإجرامي والسافر” الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة نتيجة تصدي أهالي البلدة للدورية المعتدية وإجبارها على الانسحاب من الأراضي السورية.

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن إقدام قوات الاحتلال عقب فشل توغلها على استهداف بلدة بيت جن بـ”قصف وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان”، بعد أن ارتكبت القوات الإسرائيلية “مجزرة مروعة” راح ضحيتها أكثر من عشرة مدنيين بينهم نساء وأطفال وتسببت بحركة نزوح كبيرة نتيجة استمرار القصف الهمجي والمتعمد على منازل الآمنين، وفق البيان.

وأدانت عدد من الدول والمنظمات الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن في ريف دمشق، بينها بريطانيا وتركيا والكويت وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وقطر والأردن، وحركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتان وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

عملية واسعة النطاق

وتسعى إسرائيل لتغير تكتيكاتها في سوريا، من الاعتقالات الميدانية، إلى الاغتيالات الجوية، وفق القناة “13” الإسرائيلية.

ونقلت القناة عن مصادر، في 28 من تشرين الثاني الماضي، أن الجيش الإسرائيلي، يدرس شن عملية واسعة النطاق ضد نظام الرئيس أحمد الشرع، في حال اكتشاف تورط أي من رجاله في الاشتباكات.

وقد تدفع حادثة بيت جن الجيش الإسرائيلي إلى تغيير نهجه على الحدود السورية حفاظًا على سلامة الجنود، من خلال تقليل العمليات الاعتقال البرية، وتكثيف عمليات الاغتيال الجوية.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.