عمرو سلامة يعتذر عن تصريحاته تجاه إسماعيل ياسين وأبو سيف

اعتذر المخرج عمرو سلامة، عن تصريحاته الأخيرة التي طالت بعض نجوم وصُنّاع سينما راحلين، أبرزهم إسماعيل ياسين، والمخرج صلاح أبو سيف، بعدما اعتبرها البعض أنها تحمل إساءة كبيرة.
وقال سلامة، في بيانٍ، إنه يُدرك تماماً أن مكانة هؤلاء الفنانين وتأثيرهم في الثقافة الشعبية لا يمكن المساس بهما، مضيفاً: “أتعجب من البعض الذي قرر مقارنتي بهم، فهذه مقارنة في غير محلها تماماً، هم أصحاب تاريخ فني عظيم أثر في ملايين البشر لعقود، ومقارنتي بهم لا معنى لها، كما لو أن نملة تُقارن بأسد”.
وتابع: “أقرّ أنني ارتكبت خطأً كبيراً، وهو عيب حقيقي في شخصيتي، حيث إن عفويتي أحياناً تصل إلى حد التهور، لم أدرك أن ما يُقال في منصة عامة يجب أن يكون محسوباً بدقة، ولا يمكن التعامل معه كحديث عابر في جلسة خاصة بغرض التسلية والمبالغة الهزلية، ويجب أن أكون أكثر وعياً ومسؤولية فيما أصرح به مستقبلاً”.
ويأتي ذلك، بعدما أثيرت حالة جدل كبيرة خلال اليومين الماضيين، بعد ظهوره في برنامج “ليك لوك” الذي يقدمه الفنان عمر مصطفى متولي، إذ رأى أن إسماعيل ياسين أسوأ ممثل في تاريخ السينما المصرية، ولا يُجيد التمثيل أبداً.
ورأى أن “صلاح أبو سيف، مخرج ضعيف ولا يستحق المكانة التى حصل عليها”، واعتبر فيلم “المومياء” للمخرج شادي عبد السلام، لا تتساوى قيمته الفنية مع ما يُكتب عنه.
تاريخ فني
المخرج محمد أبو سيف، نجل الراحل صلاح أبو سيف، استنكر تصريحات عمرو سلامة، قائلاً لـ”الشرق”، إنّ “اسم والدي كفيل وحده بالرد، كمخرج له تاريخ طويل، ومن غير المعقول استغلال أسماء الكبار وأعمالهم بحثاً عن (التريند)”، وأيضاً فيلم (المومياء) وشادي عبد السلام، ليسا بحاجة إلى دفاع”.
وتابع: “البعض قد يلجأ إلى انتقاد أسماء بعينها، للفت الانتباه وصدارة المشهد، وتصريحات عمرو سلامة لا تستحق الرد”، مضيفاً: “الجمهور يُدرك جيداً المنتج الجيد من عدمه، ويعرف التاريخ الفني الذي صنعه صلاح أبو سيف، وشادي عبد السلام وإسماعيل ياسين، ومن الذكاء أن نترك الجمهور يرد نيابة عن أسر هذا الثلاثي الراحل”.
دراسة الموقف
بدورها، قالت “سارة” حفيدة الفنان إسماعيل ياسين، لـ”الشرق”، إنها ستبحث أزمة عمرو سلامة مع نقابة المهن التمثيلية، وكذلك جمعية أبناء فناني الزمن الجميل، لوضع آلية للتحرك ضد المخرج، متابعة: “في كل مرة يُثار الجدل حول جدي، جمهوره يرد في الحال نيابة عنه وعائلته، وذلك لأن أعماله كانت تحترم الجميع، وليس بها مشهداً مسيئاً، وتناسب أفراد الأسرة بمختلف فئاتهم العمرية”.
ولفتت إلى أن “إسماعيل ياسين رحل عن دنيانا منذ 53 عاماً، ولازالت أعماله متداولة ومحل اهتمام البعض، عكس آخرون على قيد الحياة، ولا تأتي سيرتهم سلباً أو إيجاباً، وهذا يشير إلى مدى التأثير الذي تركه في وجدان الأجيال المختلفة”.
وتابعت: “جدي كان أباً صارماً، ويهوى العزلة، وأصدقائه المقربين معدودين للغاية، وعلى درجة كبيرة من الالتزام”.
حماية الرموز
ومن جانبه، قال المستشار ماضي توفيق الدقن، رئيس جمعية أبناء فناني الزمن الجميل، لـ”الشرق”، إنّ: “رواد منصات التواصل الاجتماعي دافعوا عن إسماعيل ياسين، طوال اليومين الماضيين، وشنوا هجوماً على عمرو سلامة، وأعتقد أن هذا أقصى عقاب له، على التجاوز في حق فنان كبير”.
وأوضح أن هناك إجراءات قانونية مرتقبة ضد عمرو سلامة، بما يضمن حماية رموز زمن الفن الجميل، مشدداً على “ضرورة تحرك الدولة هى الأخرى، في مسارات موازية حتى لا تترك الأمور هكذا، لكل من يريد تشويه رموزنا الفنية، دون حساب”.
وجهة نظر
وفي المقابل، رأت الناقدة ماجدة خير الله، أن “الفن أذواق، والمخرج عمرو سلامة كشف رأيه، لذلك الهجوم عليه مفتعل”، موضحة لـ”الشرق”، أنّ “هذا الرأي لن يقلل من قيمة إسماعيل ياسين، فقد سبق وخرج بعض الأشخاص وأعلنوا رأيهم في أغاني أم كلثوم، وقالوا إنها فنانة عظيمة، لكن أعمالها لا تستهويهم، وذلك بالطبع لا يزيد أو ينقص من مقدار وقيمة كوكب الشرق”.
وأضافت: “أيضاً، كان هناك أناساً حول المخرج يوسف شاهين، وبعد وفاته قالوا إنهم لا يفهموا أفلامه، وبالطبع هذا لا يقلل من قيمته”.
ورأت أن “نوعية البرنامج الذي يقدمه عمر مصطفى متولي، لم نعتد عليها، فالبرامج التي نشاهدها غير مسموح فيها أن يبدي الضيف رأيه، والمذيعين لا يتركونه يعبر عن آراءه بكل أريحية وصراحة”.
ولفتت إلى إعجابها الشديد بعدد من أفلام إسماعيل ياسين، منها “ابن حميدو”، و”إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين”.