عملاق السينما السريالية ديفيد لينش يودع الحياة عن 78 عاماً
توفي المخرج والكاتب الأميركي الشهير ديفيد لينش، الخميس، عن عمرٍ ناهز 78 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة أحدث خلالها ثورة في عالم السينما والتلفزيون، وترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن السابع.
برز إسهام لينش الفني من خلال أفلامه السريالية، التي طغت عليها أجواء من الغموض والقلق، مثل Blue Velvet وMulholland Drive، بالإضافة إلى مسلسل Twin Peaks الذي غيَّر قواعد التلفزيون الأميركي.
وأعلنت عائلة لينش، عن وفاته عبر منشور على “فيسبوك”، قائلة: “نحن، عائلة الإنسان والفنان ديفيد لينش، نعلن ببالغ الأسى وفاته، فقد بات هناك فراغ كبير في العالم الآن بعد أن غادرنا”.
بعد سنوات طويلة من التدخين، أعلن ديفيد لينش، في العام 2024، تشخيص إصابته بانتفاخ الرئة، وأنه على الأرجح لن يكون قادراً على مغادرة منزله للعمل في الإخراج مجدداً.
وكتب حينها عبر منصة “إكس” أن “المتعة لها ثمن”، وأن الثمن الذي دفعه هو هذا المرض الذي يؤدي إلى تدمير الحويصلات الرئوية، ويسبب ضيقاً في التنفس.
مسيرة ديفيد لينش
خلال مسيرته الفنية الطويلة، نجح لينش في جذب شريحة كبيرة من المشاهدين الذين انبهروا بغرابة أفلامه، إذ دمج مسلسل Twin Peaks التلفزيوني، وأفلام مثل Blue Velvet وLost Highway وMulholland Drive بين الرعب والغموض والسريالية الأوروبية الكلاسيكية، إذ كان ينسج في أعماله قصصاً تتبع منطقها الغامض الخاص، كما أنه كان متحفظاً في تفسير أعماله لجمهوره.
وُلد لينش في 20 يناير 1946 في مدينة ميسولا بولاية مونتانا، وكانت أسرته تتنقل بين الولايات المختلفة قبل أن تستقر في فيرجينيا، حيث التحق بالمدرسة الثانوية، لكنه لم يكن يهتم بالدراسة بل كان يركز على الرسم، وفي عام 1965، التحق بأكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة في فيلادلفيا.
وبعد سنوات من العمل كفنانٍ تشكيلي، ومخرجٍ لأفلام الرسوم المتحركة القصيرة والأفلام الحيّة، اقتحم لينش الساحة السينمائية بأول فيلم روائي عام 1977 بعنوان Eraserhead، وسرعان ما لفت أسلوبه الغريب انتباه هوليوود، ومؤسسة صناعة الأفلام الدولية.
أسلوب ديفيد لينش
بعد ذلك تعاقدت معه شركة “ميل بروكس” للإنتاج لكتابة وإخراج The Elephant Man، وهو فيلم مؤثر للغاية عن شخص غريب مُشوَّه الوجه من إنجلترا خلال العصر الفيكتوري، ونال الفيلم 8 ترشيحات لجوائز الأوسكار، بما في ذلك أول ترشيح للينش لجائزة أفضل مخرج، كما حصل فيلمه Wild at Heart على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.
وفي عام 1990، أحدث ديفيد لينش ثورة في التلفزيون الأميركي بمسلسل Twin Peaks، وفي وقت لاحق من مسيرته المهنية، في أفلام مثل Lost Highway وMulholland Drivea (الذي فاز عنه بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان عام 2001) أظهر لينش أسلوباً فنياً يدور حول الحبكات المتعلقة بالشخصيات المزدوجة، والتحولات غير المفسَّرة، وأعمال العنف الصادمة.
رُشِّح ديفيد لينش لجائزة الأوسكار 4 مرات، وحصل على جائزة أوسكار شرفية عن مُجمل أعماله في عام 2020، كما تم تكريم مسيرته الفنية الفريدة من خلال جائزة خاصة في حفل توزيع جوائز الروح المستقلة لعام 2007، وحصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي لعام 2006.