قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الأحد، إن الجيش يعمل بالتعاون مع الأجهزة الأمنية على ملاحقة “الخلايا الإرهابية” في بلاده، مؤكداً ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف “اعتداءاتها المستمرة” على لبنان لاستكمال انتشار الجيش حتى الحدود الجنوبية، وتفعيل خطة تطبيق قرار حصرية السلاح.
وفي بيان عبر منصة “إكس”، أوضحت الرئاسة اللبنانية أن عون أكد خلال لقاء مع وفد من وزارة الخزانة الأميركية أن خيار التفاوض، الذي تدعمه الولايات المتحدة، يحتاج إلى مناخ ملائم، مطالباً بوقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب.
وطالب الرئيس اللبناني بأن يتم الضغط على إسرائيل للالتزام بقرار مجلس الأمن رقم “1701” والاتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي من أجل تفعيل خطة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، لتطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة.
وأكد الوفد الأميركي استعداد الولايات المتحدة لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية، وإلغاء المظاهر المسلحة، وتمكين القوى الأمنية الشرعية من القيام بدورها كاملاً.
وبحسب البيان، أبلغ عون الوفد الأميركي أن لبنان يطبق بصرامة الإجراءات المعتمدة لمنع تبييض الأموال أو تهريبها أو استعمالها في مجال تمويل الإرهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها، مشيراً إلى أنه “يندرج في إطار هذه الإجراءات، إقرار مجلس النواب لقانون تعديل قانون السرية المصرفية، وإعادة هيكلة المصارف، وكذلك التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن.
وأكد للوفد الأميركي أن الحكومة في صدد إنجاز مشروع قانون ما يعرف بالفجوة المالية، والذي من شأنه أيضاً أن يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد.
كما لفت عون إلى أنه في موازاة الإجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش والأجهزة الأمنية على ملاحقة “الخلايا الإرهابية” وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، وبالتالي إحباط أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة.
وتناول اللقاء أيضاً الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي وسبل التوصل إلى اتفاق مع الصندوق في إطار دعم لبنان للمساعدة في إخراجه من الوضع الاقتصادي الراهن. كما تناول البحث الخطوات الواجب اعتمادها لإنعاش القطاع المصرفي من جديد ليكون انسياب المال طبيعياً ووفق النظم المالية المعتمدة دولياً.
وجدّد الرئيس اللبناني، وفق البيان، التأكيد على أن خيار التفاوض الذي أعلن عنه مراراً ينطلق من أن “الحرب لم تؤد إلى أي نتيجة”، مشدداً في الوقت نفسه على أن “التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة، أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب، وهو خيار يلقى دعم الولايات المتحدة ودولاً أخرى”.
إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
بدوره، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الأحد، أن موقف كافة الأطراف المعنية في البلاد موحد بضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات اليومية، واستعادة الأسرى.
ونقل تلفزيون (إل. بي. سي. آي) عن سلام قوله “موقفنا جميعاً موحد بضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات اليومية، وتسليم أسرانا وهذا التزاماً بالاتفاقات الموقعة من الحكومة السابقة”.
وأضاف سلام: “نؤكد مجددا التزامنا بالقرار 1701، وبحقنا كدولة بالدفاع عن نفسنا، وهناك إجماع في الحكومة على ذلك”.
وشدد رئيس الوزراء اللبناني على أن بلاده لا تتغاضى عن مسألة السيادة، وأن حكومته تعمل ليل نهار على تأمين الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.
وقال سلام: “أسعى جاهدا لحشد الأموال المطلوبة لإعادة إعمار الجنوب”.
