عون يختار العرش لا السلاح.. هل يُقصي حزب الله لأجل كرسي الرئاسة؟

وطن تشهد الساحة اللبنانية تحولات سياسية متسارعة بعد تحركات لافتة لقائد الجيش والرئيس المرتقب جوزيف عون، الذي زار السعودية ثم الإمارات في ظرف زمني قصير، ما فُسر بأنه ترتيب إقليمي لرئاسة لبنانية برعاية خليجية.
الزيارة فتحت أبواب الأسئلة الكبرى حول ماهية الدعم السياسي والعسكري الذي يُعرض على الجيش اللبناني مقابل تنفيذ أجندة واضحة: إقصاء حزب الله من الجنوب اللبناني، وتحجيم نفوذ إيران في القرار السياسي اللبناني.
في الرياض، جلس عون إلى جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتكرّر المشهد في أبوظبي مع محمد بن زايد. رسائل سياسية مشفرة ولكنها واضحة: الدعم الخليجي جاهز، ولكن بشروط… في مقدّمتها إعادة تعريف معادلة “القوة” في لبنان، بعيدًا عن سلاح حزب الله، الذي ترى فيه السعودية والإمارات مصدرًا للفوضى وتدخلاً إيرانيًا مباشرًا.
التسريبات تشير إلى أن الإمارات عرضت دعمًا لوجستيًا وماديًا للجيش اللبناني مقابل بسط سيطرته على الجنوب، وتفكيك الأنفاق التابعة للحزب، وهو ما بدأ بالفعل في بعض المناطق، وسط صمت داخلي وترحيب دولي.
السؤال الذي يُطرح اليوم بقوة: هل يمكن للبنان أن يفكك أحد مكوناته الأكثر تأثيرًا دون أن يدخل نفقًا من التوترات الأمنية؟ وهل يتحوّل الجيش من مؤسسة وطنية إلى ذراع إقليمية تنفذ إملاءات الخارج؟
جوزيف عون قالها من أبوظبي: الشعب اللبناني تعب من الحرب ويريد السلام. لكنّ خصومه يرون أن هذه التصريحات تعني التخلي عن خيار المقاومة، لصالح “دبلوماسية مشروطة”.
المعادلة الجديدة لا تتيح هامش المناورة: إمّا ولاء سياسي واضح للخط الخليجي، أو استمرار الحصار والشلل الاقتصادي. وهنا يتساءل كثيرون: هل يتحوّل عون إلى رئيس بتفويض خارجي؟ أم يقود الدولة إلى استعادة سيادتها؟
الجواب ليس في بعبدا وحدها، بل في صمت حزب الله… وفي صدى العواصم الثلاث: الرياض، أبوظبي، وطهران.