كشفت شركة أندوريل الأميركية عن نظارة EagleEye وهي إحدى النظارات الذكية المعيارية التي طورتها الشركة داخليًا وتعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ووصفت الشركة، في بيان، النظارة الجديدة بأنها منصة قابلة للتخصيص والتحديث يمكن ارتداؤها على شكل نظارات، أو واقٍ شفاف Visor أو مكوّنات مدمجة في الخوذة Helmet، وتهدف إلى جمع وظائف القيادة والتحكم والرؤية الرقمية والحماية في جهاز واحد خفيف الوزن يسهم في تقليل العبء الجسدي والذهني على المستخدم ويمنحه وعياً آنياً أفضل بالمحيط الميداني.

وتعتمد فلسفة النظارة التي عين الصقر، على تحويل كل جندي على أرض المعركة إلى عقدة ضمن شبكة معلوماتية كبرى، فتجمع النظارات بين واجهات عرض تعرض بيانات تكتيكية مباشرة وخيارات لتخطيط المهمات في بيئة ثلاثية الأبعاد. 

ويمكن للمخططين والمشغلين استخدام ما يسمى “طاولة رملية” رقمية عالية الدقة لتمرين العمليات وتنسيق التحركات وربط بثّات الفيديو الحية بالتضاريس، ما يساعد في بناء صورة تشغيلية مشتركة قبل تنفيذ المهمة وخلالها، ويجعل التخطيط والتنسيق أمراً مباشراً وبصرياً حتى لغير المختصين.

تعرض النظارة EagleEye المعلومات التكتيكية مباشرة فوق المشهد الحقيقي عبر شاشتَي عرض مخصصة؛ واحدة شفافة للنهار وأخرى رقمية للرؤية الليلية، وهذا الأسلوب يزود المستخدم بمعلومات سياقية حيوية دون حاجة لصرف النظر عن البيئة المحيطة.

ويقدّم النظام قدرات متقدمة لتعقب القوات الصديقة بحيث يعرف المقاتل مكان زميله بدقة ثلاثية الأبعاد، داخل مبنى وفي طابق محدد، بدلاً من مجرد نقطة على خريطة ثنائية البعد.

وتعزز شبكة المستشعرات الموزعة “Lattice” من المطورة من أندوريد هذه القدرة عبر دمج تدفقات الفيديو والبيانات في الزمن الحقيقي من أجزاء متعدّدة لساحة المعركة، ما يمكّن المستخدمين من كشف وتتبع التهديدات حتى عندما تمنع التضاريس أو المباني خط الرؤية المباشر.

لا تقتصر وظيفة EagleEye على المعلوماتية فقط، بل تشمل عناصر حماية مادية واستشعارية؛ إذ تتضمن عائلة النظارات الجديدة غلافاً خارجياً فائق الخفة مصمماً لتوفير حماية من الأسلحة باليستية المتقدمة وتخفيف موجات الانفجار مع إمكانية الارتداء لفترات ممتدة. 

وتدمج النظارات كاميرات جانبية وخلفية توسع مجال الرؤية دون تشتيت المستخدم، إلى جانب تقنيات صوت مكاني ونظم كشف ترددات راديوية تتنبه إلى التهديدات الفورية غير المرئية، ما يعزز فرص بقاء المستخدم في بيئات القتال لفترة أطول.

من ناحية الاتصال والقيادة الميدانية، توحّد EagleEye أدوات شبكات الجندي وأدوات القيادة في وحدة يرتديها المستخدم، ما يتيح توجيه الطائرات دون طيار وطلب الدعم والتحكم في الروبوتات الميدانية أثناء الحركة في البيئة الحقيقية المحيطة بالجندي.

وتعتمد هذه الوظائف على بنية شبكية داخل منظومة Lattice، ما يضمن قدرة على القيادة والتحكم حتى في بيئات تعاني انقطاعًا أو تدهورًا في الاتصالات (ما يعرف باسم DDIL: Denied, Degraded, Intermittent, or Limited).

عائلة قابلة للترقية

الشركة صممت النظارة وفق مبدأ “البرمجيات أولاً”، ما يمنحها مرونة في التحديث والتطوير، إذ يمكن إضافة ميزات وخوارزميات جديدة عبر تحديثات برمجية دون استبدال المكونات المادية، كما تدعم الإضافات المعيارية لتكييف الأداء مع متطلبات مهام ميدانية مختلفة بدءًا من العمليات العسكرية إلى التدريب وحالات الطوارئ المدنية.

وتتوفر تهيئات متنوعة تشمل نسخًا مخصّصة للخوذة ونسخًا شبيهة بالنظارات الواقية، بحيث يتم تحقيق توازن بين الوزن وتركيز وتثبيت المستشعرات وقربها من مركز ثقل المستخدم.

سعت الشركة لتسريع تطوير EagleEye وخفض تكلفته عن طريق التعاون مع شركات تقنية رائدة مثل ميتا وكوالكوم وOSI وGentex Corporation، مستفيدة من استثماراتها في مجالات الواقع المعزز والحوسبة القوية والاستشعار والخوذ الباليستية.

منصة معلوماتية متشابكة

ضمن منظومة Lattice الأكبر، تصبح كل نظارة من عائلة EagleEye نقطة إدراك مستقلة في شبكة استشعار واتصال متكاملة، ما يمنح المستخدمين صورة فورية عن تحركات الأصول والتهديدات والبيانات التكتيكية الأخرى، ويعزز التنسيق الجماعي والوعي المشترك في الميدان.

 وعلى الرغم من أن التصميم يستهدف في المقام الأول تطبيقات الجيش الأميركي ضمن برامج مثل SBMC وSBMC–A، ترى الشركة أن الطابع المعياري للنظام ربما يفتح المجال لاحقًا لتطبيقات تدريبية وإنسانية ومدنية تتطلب واقعاً معززاً موثوقاً.

تستعد شركة أندوريل وشركائها بتوريد 100 وحدة من نظارات EagleEye للجيش الأميركي، مع استعداداتها لتقديم إصدارات جديدة مستقبلا تستهدف وزارة الأمن القومي الأميركي، إلى جانب عملها على إصدارات أخرى تركز على استخدامات متعددة لقوات الطوارئ مثل رجال الإطفاء، بجانب استخدامات مدنية.

شاركها.