هزت انفجارات قوية الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الخميس، جراء غارات شنها الجيش الإسرائيلي على لبنان، بعد إصدار تحذير لسكان أحياء عدة في الضاحية، ومنطقة عين قانا بجنوب لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن “الطيران الحربي المعادي استهدف أحد المباني المهددة في محيط مسجد القائم، وشن غارات متفرقة على مناطق عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
ووجه الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الخميس، تحذيراً لسكان عدد من المباني في ثلاثة أحياء بالضاحية الجنوبية لبيروت بإخلائها فوراً قبل قصف محتمل.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن المباني تقع في أحياء الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة، محذراً “السكان من أنهم يتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لجماعة حزب الله”.
وزعم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه “تم رصد وحدة جوية تابعة لحزب الله تعمل على إنتاج آلاف المسيّرات على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان”.
كما اعتبر أن “هذه الأنشطة تشكل انتهاكاً صارخاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.
كما أصدر “إنذاراً لسكان قرية عين قانا في جنوب لبنان وطالبهم بالابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر”.
لبنان يندد
من ناحيته، أدان رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام بـ”شدة التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للبنان، لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت”، معتبراً أنها تشكل “استهدافاً ممنهجاً ومتعمداً للبنان، وأمنه، واستقراره، واقتصاده، خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي”.
وأكد سلام، في بيان، أن “هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701″، مطالباً “المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها، وإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية”.
كما أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، “شن قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات على ضاحية بيروت الجنوبية”، محذراً من أن “الخروقات المتكررة لاتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر الماضي يهدد بإشعال الموقف وتجدد العنف”.
ونقل جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط، قوله إن “مساعي الاحتلال لتوتير الأجواء اللبنانية واضحة”، وأن “إسرائيل تفرغ اتفاق وقف الأعمال العدائية من مضمونه بتكرار الخروقات والغارات”.
ودعا أبو الغيط الوسيطين الأميركي والفرنسي لممارسة ضغوط على الطرف الاسرائيلي من أجل حماية اتفاق وقف الأعمال العدائية وتثبيت الهدوء من جديد.
وشدد الأمين العام “على ضرورة تنفيذ القرار الأممي 1701 بشكل شامل ودقيق، وكذا ضرورة الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية بكافة بنوده، بما في ذلك تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من 5 نقاط ما زالت تحتلها في جنوب لبنان”.
وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات على مناطق في لبنان، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار.
وبموجب الاتفاق، يجري إخلاء جنوب لبنان من أي أسلحة لـ”حزب الله”، وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من المنطقة، وأن ينشر الجيش اللبناني قواته فيها.
وينص الاتفاق كذلك على أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تفكيك جميع البنى التحتية العسكرية في جنوب لبنان ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها.