غرام الذهب يقترب من مليون ليرة سورية.. توقعات بارتفاع أكثر
شهدت أسعار مبيع الذهب في سوريا خلال الفترة الماضية، تذبذبًا في قيمتها تأثرًا بارتفاع الأسعار العالمية وسعر الدولار أمام الليرة السورية، وسط إقبال ملحوظ على الشراء في الأسواق.
ووفق آخر نشرة صادرة عن “الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق”، بلغ سعر مبيع غرام الذهب من عيار 21 قيراطًا 961 ألف ليرة سورية، وسعر شرائه 960 ألف ليرة، وذلك بعد أن كان مطلع نيسان الحالي عند حدود 882 ألف ليرة لمبيع الغرام الواحد.
بينما سجل سعر مبيع الغرام من عيار 18 قيراطًا 823 ألفًا و714 ليرة سورية، وسعر شرائه 822 ألفًا و714 ليرة، وذلك بعد أن بلغ سعر مبيعه مطلع الشهر الحالي 756 ألف ليرة للغرام الواحد.
وخلال نيسان الحالي، وصلت أعلى قيمة لمبيع الذهب من عيار 21 قيراطًا 971 ألف، وسعر مبيع العيار 18 قيراطًا 832 ألفًا و286 ليرة سورية.
تذبذب الأسعار صعودًا وهبوطًا عزته “الجمعية الحرفية” في أكثر من تصريح إلى ارتفاع الأسعار عالميًا، وسط تسجيل الليرة السورية لانخفاض في قيمتها بمعدل 1000 ليرة للدولار الواحد خلال الأيام الماضية، خاصة بعد تحسن نسبي شهدته في رمضان.
عالميًا إلى انخفاض
عادت أسعار الذهب العالمية منذ مطلع الأسبوع الحالي إلى الانخفاض بعد نحو أسبوعين من تسجيلها ارتفاعات غير مسبوقة.
وسجل سعر الأونصة، الجمعة 26 من نيسان، 2334.57 دولار أمريكي، وهو رقم أقل بنحو 100 دولار أمريكي من أعلى قيمة وصلت إليها في 12 من نيسان الحالي وبلغت حينها 2431.29 دولار أمريكي.
الباحث الاقتصادي في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، مناف قومان، أرجع في حديث إلى، انخفاض أسعار الذهب عالميًا إلى فتور أو توقف السبب الذي أدى لارتفاعه، وهو التهديدات والضربات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة.
واعتبر قومان، أنه من الواضح أن الأسواق العالمية امتصّت الصدمة، كما انخفضت احتمالات خروج الأزمة عن السيطرة واندلاع حرب إقليمية.
وفي 13 من نيسان الحالي، أطلقت إيران طائرات مسيّرة مذخرة باتجاه أهداف إسرائيلية، ردًا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر نفسه.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، حينها، إن إيران أطلقت في المجمل أكثر من 300 قذيفة على إسرائيل، منها 170 طائرة مسيرة، و30 صاروخ كروز، و120 صاروخًا باليستيًا، وتمكن الجيش الإسرائيلي من اعتراض 99% منها.
توقعات بعودته للارتفاع
كثرت التوقعات عند ارتفاع أسعار الذهب نتيجة التأثر بالأحداث الدائرة بين إسرائيل وإيران، بوصول سعر أونصة الذهب إلى 2500 دولار أمريكي بحلول نهاية العام الحالي.
لم تتراجع هذه التوقعات حتى عند انخفاض سعر الأونصة بمعدل 100 دولار أمريكي.
الباحث مناف قومان، أشار إلى أن العديد من التقارير المصرفية تحدثت عن ارتفاع سعر الأونصة بحدود 2500 إلى 2700 دولار أمريكي، وذلك بسبب ارتفاع الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية وارتفاع حدة الأزمات الجيوسياسية في المنطقة، وحالة الغموض في الأسواق العالمية إثر معدلات التضخم والفائدة.
ويرى قومان، أن الذهب لا يزال تحت تأثير موجة الارتفاع، وكل انخفاض يعد تصحيحًا لحركة صعود قادمة.
إقبال في الأسواق
خلقت حالة ارتفاع أسعار الذهب محليًا في الأسواق السورية حركة مبيع أكثر نشاطًا.
مصدر في جمعية الصاغة بدمشق، قال في حديث لصحيفة “الوطن” المحلية في 16 من نيسان الحالي، إن الأسواق شهدت إقبالًا جراء ارتفاع الأسعار خشية ارتفاع سعره أكثر.
ووفق المصدر بلغت حجم مبيعات الذهب في أسواق دمشق نحو 2.5 إلى 3 كيلوغرام يوميًا.
الباحث الاقتصادي مناف قومان، قال إنه في الأسواق السورية وبقية دول العالم، تلجأ الناس لشراء الذهب كملاذ آمن عن الأزمات الاقتصادية، مبررًا ذلك بأنه عندما يستشعر الناس خطرًا كبيرًا يهدد مدخراتهم المالية يعمدون لتحويل أموالهم إلى أصول، والذهب أحد أبرز تلك الأصول على مر التاريخ.
وعلق قومان على إقبال الناس على شراء الذهب حين ارتفاعه، أنه لا أحد يعرف فيما إذا كان هذا السعر قمة أم قاع، إذ تشتري الناس تبعًا للأحداث السياسية والاقتصادية وتبعًا للمشاعر من جهة أخرى، وقد يصبح السعر المرتفع الآن سعرًا رخيصًا في الأشهر المقبلة مع استمرار صعود السعر تزامنًا مع الأحداث الإقليمية والدولية.
وتتأثر أسعار الذهب في سوريا بسعر الذهب العالمي، وبسعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وبحسب ما رصدته سابقًا عبر بيانات الأسعار، فإن ارتفاع أسعار الأونصة يرفع أسعار الذهب محليًا، بينما لا يترافق انخفاضها مع انخفاض أسعاره في سوريا.
اقرأ أيضًا: الذهب ينخفض عالميًا ويرتفع في سوريا.. التبريرات “غير منطقية”
ومنتصف آب 2023، أشارت صحيفة “الثورة” الحكومية إلى وجود غياب تام لذهب “الادخار” لأي من الليرات والأونصات الذهبية في عدد من أسواق الصاغة بدمشق، في حين تتوفر وبكثافة مختلف القطع الفنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب وراء ذلك يعود للطلب الكثيف على ذهب الادخار الذي يجعل الكميات تنفد خلال زمن قياسي من طرحها، وإلى خسارة التجار، الأمر الذي لا يشجعهم على زيادة الكميات المنتجة من الليرات والأونصات على الكمية المحددة منذ طرح الليرة والأونصة السورية.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي