
تتسرّب الآن صور جديدة تهزّ الملف الذي حاولت واشنطن دفنه منذ سنوات. صور من قلب جزيرة جيفري إبستين “ليتل سانت جيمس”، المكان الذي تحوّل من منتجع خاص إلى مسرح لجرائم الاستغلال الجنسي للقاصرات. المشاهد تكشف للمرة الأولى ملامح العالم الخفي الذي بناه الرجل قبل أن تنتهي حياته داخل زنزانته عام 2019، في حادثة ما زال نصف الأمريكيين يشكّكون في أنها “انتحار”.
الغرفة التي ظهرت في الصور تبدو كأنها جزء من فيلم رعب: كرسي طبي محاط بأقنعة صفراء لوجوه مجهولة، وسبّورة كتبت عليها كلمتا “القوة” و“الخداع”. تفاصيل توحي بأن الجزيرة لم تكن مجرد مكان للاعتداء، بل “مختبر سيطرة” يدور كله حول استغلال الفتيات المراهقات تحت غطاء وعود لامعة، ورقابة خانقة تجعل الضحية جزءًا من لعبة لا تملك الخروج منها.
التحقيقات الأمريكية وصفت ما جرى بأنه “مشروع إجرامي واسع”، تورّط فيه عشرات الأشخاص، بينما تلاحق التسريبات أسماء ثقيلة في السياسة والمال، بينها دونالد ترامب الذي نفى وجوده على الجزيرة رغم الصور التي تُظهره قريبًا جدًا من إبستين لسنوات. ملف كلما حاول أن يُغلق، تخرج منه وثائق جديدة تُعيد الأسئلة إلى السطح.
بعد وفاة إبستين، اقتحم مكتب التحقيقات الفيدرالي الجزيرة وصادر أرشيفًا ضخمًا من البيانات، قبل أن تُباع عام 2023 مقابل 60 مليون دولار وسط وعود بتحويلها إلى منتجع فاخر، وعود لم يحدث منها شيء حتى الآن. الجزيرة ما زالت ساكنة، بلا تطوير ولا مشروعات، وكأنها ترفض أن تُمحى آثار التاريخ الأسود الذي عشته.. أو كأن الظلام قرر أن يعيش أطول من أصحابه.
