غزة ولبنان.. مبعوثا بايدن يعودان إلى واشنطن دون خطوات حاسمة
قال مسؤول أميركي لشبكة CNN، الجمعة، إن المبعوثين الأميركيين آموس هوكستين وبريت ماكجورك عادا إلى واشنطن، بعد مساعيهما الدبلوماسية الأخيرة للتوصل لحل بشأن الحرب الإسرائيلي في لبنان وقطاع غزة، قبل الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر الجاري.
ولم تسفر اجتماعات هوكستين وماكجورك في إسرائيل، الخميس، عن أي حلول ملموسة بشأن حربي غزة ولبنان، بحسب CNN، التي أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية.
وبدّد التصعيد في المنطقة أي أمل في التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية، لكن المسؤول الأميركي وصف الزيارة بأنها “جوهرية وبناءة”، مشيراً إلى أنها “ركّزت على عدد من القضايا، من بينها إيران ولبنان وغزة، إضافة إلى تأمين إطلاق سراح المحتجزين” لدى حركة “حماس”.
ولفت المسؤول، إلى أنه “كان هناك تركيز خاص على الجهود الساعية لتأمين اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، يسمح للسكان على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى منازلهم، فضلاً عن المبادرات الجديدة لتأمين إطلاق سراح المحتجزين، وهو ما يجب على (حماس) القيام به دون تأخير”، وفق قوله.
وأوضح المسؤول الأميركي، أن هوكستين وماكجورك اجتمعا مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس جهاز “الشاباك” رونان بار، ورئيس “الموساد” ديفيد برنياع، ومسؤولين إسرائيليين آخرين، الخميس.
مصادر: فشل الجهود الأميركية
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن “الجهود الأميركية لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله فشلت بعدما صاغت واشنطن مقترحاً غير واقعي لوقف إطلاق النار”، وكذلك “بسبب إصرار إسرائيل على أن يكون بإمكانها إنفاذ هدنة بشكل مباشر”.
ونقلت أيضاً عن مصدر سياسي لبناني مقرب من “حزب الله” ودبلوماسيان وشخص مطلع على المحادثات، أن “الصراع قد يستمر لأشهر في ظل عدم وجود مقترح قابل للتطبيق على طاولة المفاوضات قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية، الثلاثاء”.
وقال مسؤول أميركي إن “المحادثات بين المبعوثين الأميركيين ومسؤولين إسرائيليين، الخميس، أثمرت عن نتائج أفضل من المتوقع”. ووصف مسؤول أميركي ثان الاجتماعات بأنها “واقعية وبناءة”، لكنه قال إن الولايات المتحدة لن تتفاوض في العلن.
وذكرت “هيئة البث الإسرائيلية” أن واشنطن وضعت مقترحاً لتطبيق هدنة تستمر 60 يوماً، ينسحب فيها “حزب الله” من الحدود الجنوبية للبنان، وتتوقف هجمات الطرفين، مع نشر 10 آلاف من قوات الجيش اللبناني في الجنوب.
لكن دبلوماسيين قالا لـ”رويترز”، إن “الجهود الدبلوماسية فشلت لأن المقترح غير قابل للتطبيق”. وذكر مسؤول غربي للوكالة: “المقترح غير واقعي تماماً بسبب العبء الذي يحمله للجيش اللبناني من أجل حل هذه المشكلات”.
“عناد إسرائيلي”
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الجمعة، أن “التصريحات الإسرائيلية والمؤشرات الدبلوماسية التي تلقاها لبنان تؤكد العناد الإسرائيلي في رفض الحلول المقترحة والإصرار على نهج القتل والتدمير”.
كما نعى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري المبادرة الأميركية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلناً لـ”الشرق الأوسط” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع (المبعوث الأميركي إلى لبنان) آموس هوكستين”، عاداً أن الحراك السياسي لحل الأزمة “تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية” المقررة الثلاثاء المقبل.
ورفض بري وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك “تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات”، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان “رهناً بتطورات الميدان”، مبدياً تخوفه من “تحويل لبنان إلى غزة ثانية”.
والخميس، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن هناك “تقدماً جيداً” في الجهود الرامية للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 لإنهاء الصراع في لبنان، لكنه أضاف: “ما زال أمامنا المزيد من العمل للقيام به”.
من جهته، قال نتنياهو في كلمة أمام ضباط حديثي التخرج، إن “الاتفاقيات والوثائق والمقترحات ليست هي الهدف الرئيسي”، مضيفاً أن “الهدف الرئيسي هو قدرتنا وإصرارنا على فرض الأمن وإحباط الهجمات ضدنا، والعمل من أجل منع تسليح أعدائنا حسبما تقتضي الضرورة ورغم أي ضغوط أو قيود. هذا هو الهدف الرئيسي”.
وذكر مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء نقل رسالة مماثلة إلى المبعوثين الأميركيين خلال زيارتهما لإسرائيل.