سجلت مستشفيات قطاع غزة حالتي وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصبح العدد الإجمالي 113 حالة وفاة، بحسب بيان نشرته وزارة الصحة الفلسطينية عبر حسابها على “فيسبوك“.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من ازدياد حدة المجاعة وانتشارها في محافظات قطاع غزة، بالتزامن مع إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لجميع المعابر بشكل كامل منذ 145 يومًا، ومنع دخول حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية، وذلك بحسب ما نشره اليوم، الخميس 24 من تموز.

ويحتاج قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 500 ألف كيس طحين أسبوعيًا لتجنّب الانهيار الإنساني الشامل.

ونفى المكتب ما يروّجه بعض الناشطين خارج القطاع حول “انكسار المجاعة ودخول مئات من شاحنات المساعدات الإنسانية”، مطالبًا العالم بكسر الحصار عن القطاع، وإدخال حليب الأطفال والمساعدات لنحو 2.4 مليون محاصر.

تحركات المنظمات الإنسانية

وتستمر إسرائيل في فرض قيود على عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، وتمنعها من إدخال المواد الغذائية والوقود والمساعدات الإنسانية إلى غزة.

فمنذ أن بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” عملها، في 27 من أيار، قصف الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين وأطلق النار عليهم في أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط التوزيع، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى، بحسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان.

وأشارت المفوضية إلى مقتل أكثر من 410 فلسطينيين في هذا السياق، ومقتل ما لا يقل عن 93 شخصًا آخر على يد الجيش الإسرائيلي في أثناء محاولتهم الاقتراب من قوافل المساعدات “النادرة جدًا” التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.

بينما أُصيب أيضًا ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص آخر في سياق هذه الحوادث.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمم المتحدة على استعداد لاغتنام فرصة وقف إطلاق النار بهدف توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير في جميع أنحاء قطاع غزة، وذلك في المؤتمر الصحفي اليومي في 23 من تموز.

وأكد دوجاريك ضرورة فتح المعابر واستعادة الحركة على طول طرق الإمداد الرئيسية، مشددًا على ضرورة أن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من العمل بأمان، والسماح للناس بالتنقل بحرية، ووصول الإمدادات إلى جميع أنحاء غزة.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن جميع المخازن التابعة له في مختلف أنحاء قطاع غزة فارغة، وإن أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية، وهي كمية تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر، جاهزة للدخول إلى غزة إذا تم رفع الحصار.

العاملون في المجال الإنساني والصحفيون

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن عمال الإغاثة يفقدون الوعي من الجوع والإرهاق بسبب سوء التغذية اليومي، الأمر الذي يفاقم المخاوف على حياة سكان القطاع.

يعاني الأطباء والممرضين والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، ومن بينهم موظفو وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من الجوع ويُغمى عليهم من الجوع والإرهاق في أثناء تأدية واجباتهم بحسب مديرة التواصل والإعلام في “أونروا“، جولييت توما.

كما أعربت وسائل إعلام عالمية (وكالة فرانس برس، ووكالة أسوشيتد برس، وهيئة الإذاعة البريطانية، ووكالة رويترز) عن قلقها إزاء الأوضاع المتدهورة التي يعيشها الصحفيون في قطاع غزة في ظل تصاعد المجاعة واستمرار الحصار.

وقالت في بيان نُشر اليوم، الخميس 24 من تموز، إن الصحفيين المستقلين الذين يغطون الأحداث من داخل القطاع منذ أشهر يعجزون عن إطعام أنفسهم وعائلاتهم.

ودعت السلطات الإسرائيلية إلى السماح بدخول وخروج الصحفيين من غزة، مشددة على أن استمرار تدفق الإمدادات الغذائية إلى القطاع أصبح أمرًا ضروريًا.

احتجاجات عالمية

تظاهر آلاف المواطنين أمام مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، مطالبين بإنهاء الحرب الدائرة في غزة، ولفت الانتباه إلى ارتفاع معدلات المجاعة في القطاع الفلسطيني، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.

ونشر مُنظّم الاحتجاج، ألون لي- غرين، عبر حسابه في “إكس” خلال الوقفة الاحتجاجية، “نسير حاملين صور أطفال غزة الذين جوعتهم حكومتنا وجيشنا. لا نقبل هذا. ندعو الناس إلى رفض التجويع، ورفض القتل، ورفض الإبادة”.

وعلى خلفية انتشار تسجيل مصور من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث ظهر أطفال ورجال ونساء جائعون يطرقون على أوانيهم الفارغة مطالبين بفتح المعابر الإنسانية وإنهاء الحصار، دعا ناشطون من مختلف أنحاء العالم إلى المشاركة في مظاهرة يومية رمزية تتمثل في “ضرب الأواني”، بهدف رفع مستوى الوعي العاجل حول الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، بحسب وكالة “قدس برس” للأنباء.

ويُعتبر “قرع الأواني” أو “Cacerolazo” شكلًا تاريخيًا للاحتجاج السلمي، استخدمته الشعوب في أوقات الأزمات السياسية والاجتماعية.

ومنذ 7 من تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا في غزة خلفت أكثر من 202 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على تسعة آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.