أفادت مجلة “بوليتيكو”، الثلاثاء، بأن دولاً بالاتحاد الأوروبي تحركت مؤخراً من أجل التوافق على خطة لفرض عقوبات على إسرائيل، بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، لكنها أشارت إلى عدم نجاح هذه الجهود حتى الآن، في ظل تباين المواقف داخل الاتحاد، وسط تأييد ألماني متزايد للمضي قدماً في هذا المسار.
وأشارت المجلة إلى أن المفوضية الأوروبية أوصت، الاثنين، بالتعليق الجزئي والحد من وصول إسرائيل لبرنامج “هورايزون يوروب” أو “أفق أوروبا” العلمي الرائد التابع للاتحاد الأوروبي، استجابة لدعوات من دول في التكتل لزيادة الضغط على إسرائيل من أجل تخفيف تداعيات الأزمة الإنسانية في غزة.
وناقش سفراء دول الاتحاد الأوروبي المقترح خلال اجتماع في بروكسل، الثلاثاء، لكن لم تتوافر أغلبية مؤهلة لتمرير القرار في الوقت الحالي، وفقاً لما قاله 3 دبلوماسيين لـ”بوليتيكو”.
ويحتاج مقترح تعليق مشاركة إسرائيل جزئياً في برنامج تمويل الأبحاث والابتكار إلى موافقة أغلبية مؤهلة من دول الاتحاد كي يدخل حيّز التنفيذ، وهو ما يمثل 15 دولة على الأقل من أعضاء الاتحاد البالغ عددهم 27 عضواً ويمثلون 65% على الأقل من سكانه.
دعم ألمانيا الحاسم
ويرى دبلوماسيون أن دعم ألمانيا يعد حاسماً، وأصبحت برلين تميل أكثر نحو تأييد فرض مثل هذه العقوبة على إسرائيل، وسط تقارير مروعة من غزة عن معاناة الفلسطينيين من الجوع والعنف.
لكن المستشار الألماني فريدريش ميرتس لم يمنح بعد دعمه لتفعيل عقوبات الاتحاد الأوروبي، بحسب المجلة.
ومن المقرر أن تستمر أعمال مناقشة اقتراح تعليق مشاركة إسرائيل في برنامج “هورايزون”، وسط مساعي المسؤولون في بروكسل إلى كسب مزيد من الدعم للخطة خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وأشار الدبلوماسيون إلى أن العطلات الصيفية لموظفي مؤسسات الاتحاد الأوروبي وسفاراته قد تؤخر اتخاذ القرار النهائي إلى ما بعد فصل الصيف.
وكانت دول عدة بالاتحاد الأوروبي قالت، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها بموجب اتفاق مع الاتحاد بشأن زيادة إمدادات المساعدات إلى غزة، وطلبت من المفوضية وضع خيارات ملموسة على الطاولة.
وأوضحت المفوضية في بيان، أن الاقتراح يأتي رداً على مراجعة امتثال إسرائيل لبند حقوق الإنسان في اتفاقية تحكم علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.
وذكرت الهيئة الدبلوماسية للاتحاد في يونيو الماضي، أن هناك مؤشرات على أن إسرائيل انتهكت التزاماتها بموجب بنود الاتفاقية.
وأضافت المفوضية: “في حين أعلنت إسرائيل عن هدنة إنسانية يومية في غزة، وأوفت ببعض التزاماتها بموجب التفاهم المشترك بشأن المساعدات الإنسانية والوصول إلى غزة، إلّا أن الوضع لا يزال خطيراً”.
“ظروف شبيهة بالمجاعة”
وأشار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إلى أن ما يقرب من 470 ألف شخص في غزة يعانون من ظروف شبيهة بالمجاعة، مع وجود 90 ألف امرأة وطفل بحاجة إلى علاجات غذائية متخصصة.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية الانتقادات الدولية لسياساتها في القطاع. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في منشور على منصة “إكس”، الاثنين، إن خطوة المفوضية “خاطئة ومؤسفة وغير مبررة”، وأنها تأمل ألا تتبنى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاقتراح.
وتشارك إسرائيل في البرامج البحثية للاتحاد الأوروبي منذ عام 1996، إذ شاركت في آلاف المشروعات المشتركة على مدى العقود الماضية.
ولفتت المفوضية إلى أن الاقتراح سيؤثر على مشاركة الكيانات الإسرائيلية في مسرع (EIC) مجلس الابتكار الأوروبي التابع للاتحاد “الذي يستهدف الشركات الناشئة والصغيرة ذات الابتكارات الثورية والتقنيات الناشئة التي لها تطبيقات محتملة ذات استخدام مزدوج، مثل الأمن الإلكتروني والطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي”.