قال حزب التجمع اليميني المتطرف في فرنسا، الاثنين، إنه يستعد لاحتمال إجراء انتخابات مبكرة، معتبراً أن محاولات رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو لتفادي إسقاط الحكومة “ستبوء بالفشل”.
وذكرت أحزاب المعارضة أنها ستسقط حكومة الأقلية التي يرأسها بايرو في تصويت على الثقة بحلول الثامن من سبتمبر المقبل، وهو ما أعلنه رئيس الوزراء على نحو غير متوقع الأسبوع الماضي، في الوقت الذي يسعى فيه إلى إقرار خطط لا تحظى بشعبية لخفض الموازنة في 2026.
وبدأ بايرو سلسلة محادثات، الاثنين، مع أحزاب المعارضة في محاولة لمنع إسقاط الحكومة، وإذا خسر بايرو في التصويت الأسبوع المقبل، يحق للرئيس إيمانويل ماكرون تعيين رئيس وزراء جديد على الفور أو أن يطلب من بايرو البقاء في المنصب لبعض الوقت، أو يقرر الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة.
واستبعد ماكرون الشهر الماضي، إجراء انتخابات مبكرة قبل أن يعلن بايرو التصويت على منح حكومته الثقة.
العودة لصناديق الاقتراع
ومع ذلك، قال رئيس حزب التجمع جوردان بارديلا، الاثنين، “يمكننا، بل وعلينا، أن نكون مستعدين لأي شيء، بما في ذلك العودة إلى صناديق الاقتراع مع حل الجمعية الوطنية (البرلمان)”.
وتحدث بارديلا قبل اجتماع يهدف إلى تجهيز الحزب للانتخابات البرلمانية، وقال إن “التجمع الوطني اختار بالفعل 85% من مرشحيه”.
وقالت مارين لوبان، وهي القوة المهيمنة في الحزب، رغم أنها لم تعد رئيسته، في الاجتماع نفسه، “إنها وبارديلا سيلتقيان ببايرو، الثلاثاء، من باب المجاملة، لكنها لا تتوقع شيئاً من الاجتماع”.
ومن المقرر أن يبدأ بايرو محادثاته مع الحزب الشيوعي، الاثنين، قبل أن يلتقي بأحزاب أخرى في وقت لاحق من الأسبوع.
وقال رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور، الأحد، إن قرار حزبه بالتصويت ضد بايرو “نهائي”، إذ لدى هذه الأحزاب التي قالت إنها” ستصوت ضد بايرو الأصوات الكافية لإسقاط الحكومة”.
“تحذير من انتخابات جديدة”
وبحسب “بلومبرغ” كان بايرو، قد ذكر بأنه سيتفاوض مباشرة مع النواب الأسبوع المقبل، محذّراً من إجراء انتخابات جديدة، في ظل معركته لمنع البرلمان من إجباره على الاستقالة، عبر تصويت على الثقة في 8 سبتمبر المقبل.
وفي ظل افتقار بايرو إلى الأغلبية البرلمانية، وتوحد الأحزاب المعارضة ضده بهدف إسقاطه، تواجه البلاد خطر الدخول في فراغ حكومي، وغياب رؤية واضحة للتعامل مع عبء الدين العام الذي وصفه رئيس الوزراء بـ”المدمر”.
وذكر بايرو في مقابلة مع قناة TF1، الأربعاء الماضي، أنه مقتنع بأن الأحزاب السياسية التي أعلنت نيتها إسقاط الحكومة قد “تسرّعت في قرارها وتجاوزت الحد”.
وكان سلف بايرو، ميشيل بارنييه، قد أُطيح به في ظروف مشابهة في ديسمبر الماضي، بعدما انقسمت الجمعية الوطنية (البرلمان) إلى ثلاثة تكتلات متعارضة يصعب التوفيق بينها، وذلك منذ أن دعا ماكرون إلى انتخابات مبكرة في يونيو من العام الماضي.
الفرنسيون يريدون حل البرلمان
وفي الوقت الذي يكافح فيه رئيس الوزراء الفرنسي لإنقاذ حكومة الأقلية التي يقودها، كشف استطلاع رأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام، الأربعاء الماضي، أن حوالي 63% من الفرنسيين، يريدون حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة.
ويواجه بايرو خطر انهيار حكومته الشهر المقبل، بعد إعلانه عن تصويت ثقة “عالي المخاطر” بشأن خطة تقشفية لا تحظى بالشعبية بقيمة 43.8 مليار يورو، في خطوة أثارت صدمة داخل المشهد السياسي.
ووفقاً لآخر استطلاع رأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام لصالح قناة RTL، الذي أُجري في اليوم التالي لمؤتمره الصحافي، فإن 68% من الفرنسيين لا يرغبون في أن يصوّت النواب على منح الثقة.
ويتبنى هذه المعارضة أغلبية واسعة من أنصار حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بنسبة 89%، والخضر 85% وفرنسا الأبية LFI، والحزب 75%، فيما أيد المقرَّبون من حزب النهضة منح الثقة بنسبة 73%، بينما أنصار حزب الجمهوريين في حالة انقسام بشأن المسألة (52% مؤيدون، 48% معارضون).
من بين المستطلَعين، 76% يعتقدون أن مشروع الموازنة لسنة 2026 الذي اقترحه فرانسوا بايرو ليس فعّالاً في تقليص الدين العام، و82% يرون أن الجهود غير موزعة بعدالة وفقاً لقدرة كل طرف.
أما بالنسبة لاحتمال استقالة فرانسوا بايرو، إذا لم ينل ثقة الجمعية الوطنية، فـ26% من الفرنسيين يعتبرون أن انسحابه قد “يزيد الوضع سوءاً في البلاد، وقد يتسبب في أزمة اقتصادية ومالية”.