بدأت محكمة الجنايات الخاصة في العاصمة الفرنسية باريس اليوم، الاثنين 15 من أيلول، محاكمة ثلاث نساء فرنسيات، بتهم الانضمام إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا بين عامي 2014 و2017.
وتستهدف المحاكمة كريستين ألين (67 عامًا)، وجنيفر كلان (34 عامًا) ابنة شقيقي كلان اللذين تبنيا هجمات 13 من تشرين الثاني 2015 في باريس، إضافة إلى مايلين دوهارت (42 عامًا).
وتواجه جنيفر ومايلين، إلى جانب تهمة الانضمام إلى التنظيم، “إهمال مسؤوليات الأمومة”، وفق لائحة الاتهام التي نقلتها “إذاعة فرنسا الدولية” (RFI) ووكالة “فرانس برس”.
“إهمال مسؤوليات الأمومة”، هي تهمة فُرضت منذ عام 2017 في فرنسا على أي والد يأخذ أطفاله القصّر إلى مناطق النزاع ويعرضهم للخطر.
وسيتم خلال المحكمة الاستماع إلى 21 شاهدًا، وأكثر من أربعة قضاة مختصين بهذه القضايا، وستستمر المحاكمة حتى 26 من أيلول الحالي، في جلسات تُعقد أمام محكمة خاصة بلا هيئة محلفين، كما هو معتاد في قضايا الإرهاب في فرنسا.
وتصل العقوبات المحتملة إلى السجن 30 عامًا، بحسب ما نقلته “فرانس 24”.
من تولوز إلى الرقة
نشأت المتهمة جنيفر كلان في بيئة مغلقة ومتشددّة، بحسب “إذاعة فرنسا الدولية” (RFI)، وزُوّجت دينيًا في سن مبكرة من كيفن غونو، الذي اعتنق الإسلام تحت تأثير والدته كريستين ألين، المتهمة الثانية في القضية. وأقنعت كريستين ألين زوجها ستيفان غونو باعتناق الإسلام، ما عمّق الروابط الأسرية داخل ما صار يعرف بـ”عشيرة كلان”.
وفي عام 2014، لحقت جنيفر بزوجها كيفن غونو إلى مدينة الرقة السورية، مع حماتها كريستين ألين. أما مايلين دوهارت، فاعتنقت الإسلام لتلتحق بشريكها توماس كولانج، شقيق كيفن غير الشقيق، الذي جذبه بدوره الأخوان “كلان” إلى الفكر الجهادي، بحسب “RFI”.
ومنذ عام 2004، تنقّل بعض أفراد العائلة بين فرنسا وسوريا، قبل أن يستقروا في مناطق سيطرة التنظيم عام 2014.
وفي عام 2019، اعتُقلت النساء الثلاث في تركيا، بعد عامين من التجوال في المنطقة عقب سقوط الرقة، ثم أُعدن إلى فرنسا مع تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و13 عامًا.
ويواجه الأطفال اليوم صدمات نفسية طويلة الأمد، فيما سُجّل أربعة منهم، أبناء جنيفر، كأطراف مدنية في القضية، ويمثلهم محامٍ خاص خلال المحاكمة.
“عشيرة كلان”.. شبكة عائلية
تتحدث السلطات الفرنسية عن “عشيرة كلان”، إذ غادر أكثر من 20 فردًا من العائلة ضواحي تولوز إلى سوريا والعراق بين عامي 2014 و2015، بينهم الشقيقان فابيان وجان-ميشيل اللذان تبنيا هجمات باريس وقُتلا في غارة جوية عام 2019.
وتؤكد النيابة الفرنسية أن جنيفر كلان “تبنّت فكر التنظيم وساهمت في عمله”، مستفيدة من الدعم المالي والسكني الذي وفره، وحافظت على اتصالات مع أعضاء نشطين فيه.
في المقابل، تقول جنيفر إنها لم تمارس سوى “أنشطة يومية عادية”، وإن همّها كان أطفالها الأربعة، بحسب “RFI”.
محامي جنيفر كلان، غيوم هالبك، شدد على أن “تحولاتها الفكرية” في فترة الاعتقال تستدعي الأخذ بها، مشيرًا إلى رغبتها في رعاية أطفالها فقط.
فرنسا تعتقل متهمًا بالانضمام لجماعة جهادية في سوريا
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي